ما دامت الأصولية تحقق معايير الجودة بل وترتقي بها إلى مستويات عليا حتى وصلت إلى ما يمكن أن نسميه quot;الأصولية الجديدةquot; أو quot;الأصولية المتحورةquot; باعتبارها نسخة معدلة من الأصولية التقليدية فلا حاجة لنا لتجويد التعليم أو حتى إصلاحه... كفي لنا بالأصولية الجديدة سبيلاً. هذا، وقد اختفت تقريباً معظم شعارات الأصولية القديمة مثل quot;الإسلام هو الحلquot;، وغيرها... واستبدلت بشعارات ومظاهر أصولية أخرى. وها هي بعض مشاهد الأصولية الجديدة لعلنا نعي الدرس ونستيقظ قبل فوات الأوان. المشهد الأول: المشهد الثاني: تنظيم ما يسمونه quot; مهرجان الفن الإسلامي quot; وهو عبارة عن قصائد من المديح في قادة حماس ورموزها بالإضافة إلى التغني بأناشيد كتائب القسام تحت غطاء حماية فلسطين والمقدسات دون أدنى إشارة للشهداء العرب والمصريين الذي ضحوا بحياتهم من أجل فلسطين. فبيت القصيد هو جماعة حماس وصورتها ورموزها الأبطال حسبما يدعون. المشهد الثالث: المشهد الرابع: المشهد الخامس: المشهد السادس: الدخول إلى قاعات الدرس من اجل الدعوة ويتلون ما يحلو لهم من آيات القرآن الكريم ويفسرونها للطلاب بالطريقة التي تخدم أهدافهم بدون أي تصريح من إدارة الكلية أو المعهد، وبالطبع لا توجد تصاريح من أية مؤسسة دينية رسمية فهم لا يعترفون بهذه المؤسسات الدينية. المشهد السابع: إذا تجرأ أستاذ مسيحي وانتقد تصرفاتهم التي يعتبرها مسيئة للوطن والبلاد والعباد فرد الفعل سابق التجهيز... إنه كاره للإسلام والمسلمين.. لا بل هو كافر ومشرك ويجب مقاومته بشتى الطرق فهم أصحاب اليد العليا كما يزعمون وعلي الكفار الصمت والخضوع لأن الدين عند الله الإسلام. المشهد الثامن: المشهد التاسع: إشاعة الفوضى داخل الحرم الجامعي بطريقة quot;الوقفات الاحتجاجيةquot; التي تتسبب في تعطيل الدراسة وحرمان الطلاب من الآمان النفسي اللازم للتحصيل العلمي. والأمن غير مسرح له بالتدخل ما داموا داخل حرم الجامعة أو الكلية، والعقلاء ينسحبون من الساحة والإدارة لا تريد المواجهة بل وتخشاهم وتتجنب بطشهم، وإذا تجرأ صاحب القرار وقرر عقوبة ما في حق أحد منهم فالنتيجة معروفة، إذ أن المحكمة تبرأه ويعود للجامعة أقوى مما كان. المشهد العاشر: هو محصلة للمشاهد السابقة كأمثلة من مئات المظاهر والأفعال التي يقوم بها طلاب الأصولية الجديدة داخل الجامعات خدمة لحركة حماس حتى بات بعض الطلاب يهتفون quot; تحيا حماس وتسقط كل الأوطان. فهل يمكن لنا في هذه الأجواء الأصولية المتشددة التي تحرم الجميع من الشعور بالأمن والآمان أن نحقق أية جودة في العملية التعليمية؟ هل يمكن أن يكون لنا مكان على خريطة الجامعات العالمية التي حققت معاير الجودة؟ اعتقد أن الإجابات باتت واضحة الآن وهي لا وألف لا. لكن وكما هي العادة فإن العرب غارقون في سباتهم حتى يوقظهم الآخر. فالزمن عندهم قد توقف لأسباب كثيرة، والساعة البيولوجية لديهم قد تعطلت وليست لديهم النية لمعرفة الأسباب وعلى ما يبدو فإنها غير قابلة للإصلاح، وهم في خصومة مع مبدأ quot;الوقاية خير من العلاجquot; ومع الكثير من المبادئ الإنسانية التي ترسخت في ذاكرة الدول المتقدمة. ونسوا أو تناسوا إن شباب اليوم هم قادة المستقبل وبقدر ما نقدمه لحمايتهم وتطعيمهم ضد الأفكار المتطرفة الهدامة بقدر ما نحقق لأوطاننا من الأمن والأمان والاستقرار والرخاء في الحاضر والمستقبل. إن المسؤولية ملقاة على عاتق الحكومات والجهات المعنية لإيجاد الحلول اللازمة والضرورية والكافية لتنقية المناخ الاجتماعي العام من تأثير رياح وعواصف الأصولية الجديدة المتحورة نتيجة اختلاط الصفات النوعية للعنصر الحمساوي والعنصر ألإخواني ودمجها بطريقة معقدة تحتاج إلى جهد المتخصصين لفك الاشتباك ومعرفة أسباب وطبيعة هذه الرابطة وكذا العوامل المساعدة في تقوية روابط الكيمياء السياسية والدينية بين هذين العنصريين، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه العوامل يمكن أن تكون ذاتية ويمكن أن تكون نتيجة الخضوع لقوى خارجية مختلفة عنهما سياسياً ومذهبياً. وعلى الحكومات أيضاً وضع الآليات التنفيذية القادرة على فصل الدين، والسياسة، والتعليم عن بعضهم البعض فصلاً تاماً لا غش فيه بحيث تكون العناصر الثلاثة رؤوس مثلث غير متساوي الأضلاع فتوجد بينهما مسافات غير متساوية، لأنه في حالة تطابق العناصر الثلاثة في نقطة واحدة فإن المثلث يفقد عندئذٍ خصائصه وصفاته الأمر الذي يؤثر سلبا عليهم جميعهم ما يؤدي إلى تسريع معدلات الجهل والتخلف كما هو حادث في الكثير من البلدان العربية.
مجموعة من طلاب الأخوان بسمات وصفات حمساوية يبكرون صباح كل يوم قبل دخول الطلاب إلى الحرم الجامعي ويبدأون في وضع الملصقات وتوزيع المنشورات التي تمجد حركة حماس ورموزها مستخدمين في ذلك العناصر الدينية كمدخل سهل للشباب لا يمكن تجاهل تأثيره.
رغماً عن أنف إدارة الكلية يفترشون الطرقات ويتجولون داخل المدرجات لتوزيع كتيبات تحتوي على مواد دراسية للطلاب مدعومة بشعارات حمساوية تمجد ما يسمونه انتصارات غزة على إسرائيل ودحرها خاسرة مستغلين حاجة الطلبة لمثل هذه الكتب وهم بذلك يقدمون السم في العسل ليشربه الطلاب من أجل القضاء على الأعداء.
تحدي السلطات الجامعية وعدم الالتزام لا بالقوانين الجامعية ولا بالقيم الأخلاقية الجامعية، والتعامل بخشونة اللفظ، وغلاظه القلب مع الأساتذة ومعلميهم الذين ينتقدون تصرفاتهم ليظهروا أمام بقية الطلاب المسالمين أنهم فوق القانون وطاعتهم أهم من طاعة ولي الأمر.
إذا تجرأ طالب حر عاقل وانتقد تصرفاتهم فهو في ضلال مبين ويحتاج للهداية. فإن رفض فالتهديد والوعيد يكونان له ملاذا، الأمر الذي يجعله يؤثر السلامة ويبتعد عنهم بعيدا.
استخدام مبدأ العنف النفسي أو الحرب النفسية أو حرب المنشورات المملوءة بالأكاذيب لتشويه صورة كل من يفضح مخططاتهم التي لا تخدم إلا مصلحة الأعداء.
- آخر تحديث :
التعليقات