اهلا بقدومك الى بغداد، وحمدا لله على سلامتك، ولكن سيدي الرئيس كان مساء الاثنين في منطقة الجادرية مساءً حزينا.

سيدي الرئيس..

لقد تجمعت مجموعة سيارات عسكرية في التقاطع القريب من جامعة بغداد، وامتلأ المكان بالجنود المدججين بالسلاح، ولكنهم قطعوا الطريق المؤدي الى جسر الجادرية الاتي من شارع الكرادة / خارج، وسدوا الطريق الاتي من الكرادة / داخل، وقطعوا الطريق الذي يؤدي الى الكرادة / خارج.

فتعطلت الحركة الا على شارع واحد يعود الى الكرادة / داخل ثانية، سيدي الرئيس، هناك ازدحمت السيارات بشكل غريب، فهي لا تعرف اين تتجه لاسيما ان الليل هبط وعبرت الساعة الى مابعد السابعة مساء، سيدي الرئيس.. ما كان الجنود يسمحون لاحد ان يتحرك، ولا ان يعترض، احد الجنود تخاصم مع صاحب سيارة (كيا) وكاد يؤذيه لولا تدخل الاخرين، لم اسمع ماذا قال ولكن بالتأكيد كان يسأل عن الطريق المقطوع، وقد كان السؤال من الناس لماذا هذا القطع للطريق في هذا المساء والبرد، كان يقال: ان السيد جلال طالباني جاء الى بغداد، ولكن لا احد يعرف لماذا اغلق الطريق جسر الجادرية الذاهب الى السيدية والبياع، فيما الجانب الاخر مفتوح، ولماذا اغلق الجانب الاخر فيما فتح المحاذي له؟، سيدي الرئيس..

الشارع الاتي من الكرادة / داخل وصل زحامه الى ما لانهاية، ارتفعت ضجيج منبهات السيارات وتصايح الناس بعد طالت مدة القطع، وكان الجو باردا، فيما توقف بعض الذين يريدون عبور الجسر في الشارع انتظارا لفتح الطريق، وهناك من انحدر بسيارته الى طريق اخر، وليس هنالك من طريق قريب ما دام الطريقان المؤديان الى جسر الجادرية والكرادة / خارج مغلقين، ليس امام الناس سوى الرجوع،

اما الذهاب الى جسر الجمهورية او الى جسر ذي الطابقين العابر الى الدورة، واحدهما اسوأ من الثاني، لاسيما ان مدة الغلق طالت ولا احد يعرف متى يفتح الطريق، سيدي الرئيس.. هناك سمعت كلامك لم يسرني ولم يسرك، سيدي الرئيس..

رجاء لتكن مدة القطع قصيرة، سيدي الرئيس.. دعهم يراعون الناس في مثل هكذا ظروف، اعلم انك لن ترضى، وها أنذا اشكو اليك.

بغداد