لاارى ان هناك جديداً في تصرف وتصريح احدهم quot; بتكفير السيد السيستاني ولا بوصف الشيعة بالزنادقة المرتدين المجوس quot; فهو وصف أدمنت عليه عقول الخائبين المتضررين من التغيرات الانسانية قبل ان تكون سياسية و التي تحدث في عالمنا العربي من خلال بروز المواطن العربي الشيعي واخذ مكانه الطبيعي كمواطن بدرجة متساوية مع شركائه الاخرين من بقية الطوائف والاديان والقوميات وقد يكون العراق هو المثل الاكثر ايلام لتجار بضاعة quot; التكفير quot; ويكون الالم اكثر وطئة على هولاء حينما يكون صندوق الانتخابات هو الحكم الديمقراطي الدستوري المحايد في قول الكلمة الفصل. لقد سئمنا ومللنا من مثل هكذا خزعبلات يرافقنا الوعي التام بان ايقاد جراح مثل هكذا تجار تكفير يتم من خلال توجهنا الى صناديق الانتخابات ومن خلال الاصرار على عراقيتنا قبل كل شيء هذه العراقية التي تجمع ابن البصرة بابن الرمادي وابن ميسان بابن اربيل مثل هكذا افكار عراقية هي بمثابة الملح الذي يستوطن جراح هولاء التجار.


ولكن الامور لن تنتهي عند هذا الحد فحسب بل ان خطورة تصريح هذا الداعية quot; السعودي quot; يتجاوز في الوقت نفسه الكثير من الخطوط الحمراء والتي ان تكسرت ستؤدي الى محن حقيقية كبرى على البلدان العربية قبل غيرها. وفي واقع الامر هذا يضيف مسؤولية واضحة على عاتق الحكومة السعودية في العمل على ايقاف هكذا تصريحات تكفيرية خاصة مع الاخذ بنظر الاعتبار العلاقة الوثيقة بين المؤسسة الرسمية في السعودية مع المؤسسة الدينية، مما ينتج عنه تساؤلات مشروعة، هل ان مثل هذه التصريحات والتي سبقتها قبل فترة قليلة تصريحات من خطيب الجمعة في مكة المكرمة تحظى بدعم رسمي سعودي!؟ ان الموقف الرسمي السعودي المعلن يناى بنفسه بعيدا عن مثل هكذا تصريحات تخريبية ولكن هذا الموقف بحد ذاته لايمكن من خلاله املاء هذه الفراغات دون موقف حازم وواضح اتجاه هولاء الذين يجربون حظهم من خلال سموم التدمير التي يبثونها. والا ان الخراب الذي يأمله البعض للعراق ستكون انيابه في كل البلاد العربية والاسلامية والسعودية نفسها طالها الارهاب والتفجيرات الارهابية و كذلك مصر والاردن وتركيا وايران وسوريا والجزائر وتونس وغيرها من البلدان.

لقد اثبت المرجع السيستاني وبالواقع الملموس انه ضمانة كل المذاهب والقوميات والاقليات الاخرى في العراق، يوم كانت رقاب الشيعة تقطع فقط على المذهب ويوم كانت اسواق ومدن الشيعة تذبح فقط لانهم شيعة ويوم تم استهداف كل مراقد أئمة الشيعة في العراق حد التهديم التام. وقد اثبت شيعة العراق انهم اكبر كرم ونبل وترفع عندما تنازلوا لشركائهم في الوطن عن حقوقهم التاريخية والانسانية التي اثبتتها نتائج صناديق الانتخابات كونهم اغلبية ساحقة في العراق، لكنهم مع ذلك اقتسموا المناصب السياسية والرئيسية مع الاخرين رغم التحفظات الكبيرة على ذلك.

في الجانب quot; الشيعي العراقي quot; لااعتقد على الاطلاق هناك من ينتظر صك الغفران من هذا الداعية او ذاك، فاذا كان اتباع أمير المؤمنين علي بن طالب وسيد الشهداء الحسين quot;عquot; هم من المجوس فماذا بقي لبيت الرحمة بيت النبوة العربية الاصيلة، ثم لمصلحة من يتم التبرع بملايين البشر ومذهب من مذاهب اهل البيت الى امة اخرى!!؟ ولمصلحة من هذا السكوت الاعلامي العربي على مثل هكذا تصريحات تدميرية!! انها اسئلة تبحث عن اجوبة في ثنايا هذه quot; الملاحم التكفيرية quot; والاجوبة ليس صعبة لكنها بحاجة الى ضمير عربي حي وصريح ليصل اليها. اذ انها معاول التكفير التي تحاول ان تدمر وتهدم وتغيب شواخص كبرى وصفحات عظيمة من التاريخ العربي الاسلامي الانساني الكبير. اما لمصلحة من!!؟ فتلك ليس مستعصية على من يحمل ذرة من انصاف او حكمة يدعيها.

محمد الوادي
[email protected]