سبعة مليارات نسمة تقريباً هو عدد سكان كوكب الأرض الآن. اختلفوا فيما بينهم بشأن السيد المسيح عليه السلام بحيث يمكن تقسيمهم إلى أربع جماعات. جماعة منهم تؤمن بالمسيح وتتبع تعاليمه، وجماعة أخرى تؤمن بالمسيح ولا تتبع تعاليمه، وجماعة ثالثة لا تؤمن بالمسيح وتتبع تعاليمه، والجماعة الرابعة لا تؤمن بالمسيح ولا تتبع تعاليمه.

بهذا الوصف نجد أن المسيحيين والمسلمين يشتركون معاً في الأيمان بالسيد المسيح عليه السلام. فيؤمنون أنه جاء إلى عالمنا وعاش بيننا وعلم في المهد وكهلاً وكان من الصالحين، وبعدما أكمل رسالته السامية رفع إلى السماء. بينما ٌيعتبر ذلك من الأساطير عند الآخرين.

لذلك لا تندهش عزيزي القارئ إذا بدأت التهنئة لأخوتي وأحبائي المسلمين أولاً، ذلك لأن من عاداتنا وتقاليدنا المصرية الأصيلة أن نفضل الآخر على أنفسنا ونكرمه. فأقول لهم كل عام وانتم بخير بمناسبة عيد الميلاد المجيد مع أطيب الأمنيات بالخير والبركات.

انظروا كيف تكلم القرآن الكريم عن السيد المسيح وأمه العذراء في سورة آل عمران quot;وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنْ الصَّالِحِينَquot;. quot;وَإِذْ قَالَتْ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَquot;. quot;إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمه منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربينquot;. quot;وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَquot;. إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَquot;.

أيضاً فالتهنئة واجبة لأخوتنا في الإنسانية من أصحاب الديانات البوذية والهندوسية، وغيرها.. إلى أولئك الذين يتبعون تعاليم المسيح في المحبة والتواضع، والتسامح، والعطاء، والتضحية من أجل الآخر.. أقول لهم كل عام وانتم بخير بمناسبة عيد ميلاد المسيح الذي تتبعون تعاليمه من دون أن تؤمنوا به.

كما أتقدم بالتهنئة لأولئك الذين لا يؤمنون بالمسيح ولا يعترفون به ولا يتبعون تعاليمه فهذه أبسط حقوقهم (لا إكراه في الدين..، لست عليهم بمسيطر..). أما الواجب فيفرض علينا أن نهنئهم بالعيد ونتمنى لهم الصحة والسعادة والسلام فهم أخوتنا في الإنسانية.

وبالطبع فالتهنئة لأولئك الذين يؤمنون ويتبعون تعاليم المسيح عليه السلام.. إلى كل المسيحيين في كل أرجاء المعمورة.. من الشمال إلى الجنوب.. ومن الشرق إلى الغرب.. أهنئكم بعيد الميلاد المجيد.. عيد السلام.. عيد الفرح والسرور.. عيد الحب والعطاء.. وأقول للجميع كل عام وأنتم بخير مع أطيب الأمنيات لكم بالصحة والسعادة والسلام.

تعالوا وانظروا ماذا علم السيد المسيح عليه السلام كما جاء في الإنجيل المقدس (إنجيل متى الإصحاح الخامس) quot;طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرضquot;. quot;طوبى للرحماء لأنهم يرحمونquot;. quot;طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون اللهquot;. quot;طوبى لصانعي السلام لاتهم أبناء الله يدعونquot;.

quot; أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم (لوقا 6 :27). quot;أحبوا أعداءكم وأحسنوا واقرضوا وانتم لا ترجون شيئا فيكون أجركم عظيما وتكونوا بني العلي فانه منعم على غير الشاكرين والأشرار (لوقا 6 :35). quot;هذه هي وصيتي أن تحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكمquot; ( يوحنا 15 : 12).

لقد ولد المسيح عليه السلام في بيت لحم اليهودية كما جاء في الكتب المقدسة، وجاء إلى أرض مصر الطيبة وبارك شعبها في ذلك الزمان، لقد بارك كل الشعب المصري فلم تكن هناك بعد لا الديانة المسيحية ولا الديانة الإسلامية.

لقد أختار المسيح عليه السلام أرض مصر العظيمة وفضلها على الكثير من البلدان وجاء إليها ومشى عليها فبارك الأرض، وشرب من نيلها وقدسه، وأكل من ثمارها الطيبة ودعا لها بالبركة والخير. واستقبله أجدادنا المصريون بالحب والفرح فباركهم وباركنا فيهم. وكانت هذه أول رحلة له للخارج ليثبت للتاريخ أن مصر كانت وستبقى بلد الأمن والآمان، فريدة في حضارتها، عظيمة في عطاءها للبشرية جمعاء، كريمة مع الآخرين والغرباء، أبية وشامخة مثل أبي الهول والأهرامات. نعم لقد علم المسيح عليه السلام المصريين المحبة والتسامح وهو في المهد عندما جاء إلى أرض مصر الطيبة ولن تستطع أية قوة معاكسة للحضارة والتقدم أن تنتزع منهم المحبة أو التسامح.


[email protected]