لماذا أختار طارق عزيز مدفنه خارج العراق..؟
أو لم يجد له لحدا بين المقابر الجماعية في الوسط والجنوب وضحايا الأنفال في الشمال!.
خيار quot;دفين الغايةquot; لرجل كان من أصحاب القرار، و مستشارا لرأس العراق صدام، وصانعا لأهم الأحداث التي عصفت بالعراق والمنطقة.
أبنه زياد يفسر الأمر على أنه خشية من تعرض قبره للنبش ومن ثم التمثيل به من قبل من أسماهم بquot;الغوغائيينquot;، على أن يدفن في مرحلة ما بعد quot;تحريرquot; العراق في بلده على حد قول زياد.
وشتان بين خيار عزيز وصدام، فصدام اختار وان لم ينطق بذلك ان يكون لحده في العراق، وأفكاره ومزاجه وإرادته عبر سنين حياته تأكد ذلك، ولم يتوجس نبش قبره،الذي هو الان معلما في تكريت، لم يقترب منه quot; غوغائيون quot; ولا غيرهم، فيزوره من يزور، ويعرض عنه من يعرض.
ولو أختار طارق عزيز خيار الدفن في العراق لكان أجدى واحكم، لاسيما وأن العرب عدت الدفن في الوطن quot;ستْر وكرامة ومُواراة quot;، فلا يعقل ان يختار رجل منحه العراق فرصة تمثيله الخارجي طيلة عقدين،وقبل ذلك منحه فرصة تبوأ مناصب حساسة، أن يختار الدفن خارج العراق، مهما كانت الأسباب، مع الأخذ في نظر الاعتبار أن خيار الرجل هو قرار يتعلق بالحرية الشخصية.
لكن من غير العدل أن من منحه العراق فرصة قيادة سياسته الخارجية أن يتخلى عنه لحظة موته، فالعراق لا يستحق أن يتخلى عنه حتى الأموات أو من هم في الطريق إليه.
وكنت أتمنى أن يكون خيار عزيز العكس، أن يموت ويدفن في العراق، بعد أن عاش عزيزا قويا، مترفا، متسلطا فيه، وكان شاهدا quot; إن لم كن مشاركا quot; على مقبرة العراق العظيمة التي ضمت عشرات الآلاف من شباب العراق، من شمال الى جنوبه.
وربما كان في الأمر عبرة وقصاص، أن تضم هضبات العراق ووديانه الأبرياء من الضحايا،أما الآخرون فتلفظهم أقدار التاريخ خارج الأسوار..
التعليقات