من شدة ألمي ووجعي لما أصاب اخواني مسيحيي العراق من مأساة وفواجع متتالية.. لم أجد أنسب من هذا العنوان لمقالتي أعبر من خلاله عن مشاعري أزاء ما يحدث من كوارث، فالمسيحيون في العراق نموذج للغباء، وتقديم رقابهم للذبح المجاني، والأصرار على العيش في وطن أصبح مجزرة لهم بدل ان يكون حضنا دافئا يوفر لهم الأمان والكرامة وحقوق الأنسان!

لاأدري لماذا هذا الغباء الشنيع الذي يسيطر على المسيحيين في العراق، فهم يعلمون ان كنائسهم مستهدفة من قبل الإرهابيين، وقد سبق ان ضربت عدة مرات، وفي بلد تعم فيه الفوضى والجرائم... فلماذا لايغلقون الكنائس ويحافظوا على أرواحهم من القتل، ويمارسوا عباداتهم وطقوسهم داخل البيوت، فالله ليس عنده مكتب رسمي في الكنيسة للمراجعته، وزيارته هناك، بل هو موجود في كل مكان، وكان يجب غلق الكنائس موقتاً وعدم الذهاب اليها وتعريض حياة الناس الى الموت الجماعي!

ثم لماذا هذا الأصرار على البقاء داخل العراق والعيش فيه، و البلد أصبح مذبح دائمة لهم، وما هي فائدة البقاء في وطن لايوفر لهم الكرامة والأمان وحقوق المواطنة، ولايعطيهم غير التميز العنصري والقتل بالمفخخات؟

هل ينوي المسيحيون الأنتحار الجماعي داخل العراق، فالبلد صار لايطاق، ولاتتوفر فيه أبسط شروط العيش الأدمي، والعقل والحكمة والبحث عن المصالح الشخصية المشروعة يفرض على المسيحيين مغادرة العراق ليس الآن وانما منذ زمن طويل الى بلدان متحضرة تستقبلهم وتتعامل معهم وفق قوانين حقوق الأنسان، وليس وفق قوانين التكفير والإقصاء والنظرة لهم كأقلية وصولا الى قتلهم بصورة جماعية!

للأسف ان مسيحيي العراق أغبياء جدا عن طيبة قلب وسذاجة، وتعلق فارغ بالعراق الذي لايبادلهم الحب بالحب، وانما يبادل انتمائهم له بالمفخخات والرصاص والإقصاء وغياب مفهوم المواطنة والمساواة وحقوق الأنسان... فما الذي يبقيهم في وطن بات جحيماً عليهم؟

عزائي للضحايا العراقيين من مسيحيين وغيرهم، ومحبة خاصة الى مسيحيي العراق كونهم الفئة المستضعفة المكسينة، وغضب شديد من أجلهم، وأتمنى ان يستغلوا التعاطف الدولي معهم ويهاجروا بشكل جماعي وينقذوا أرواحهم وكراماتهم.

[email protected]