جميعنا تابعنا بفخر وكثير من الزهو تقدم قطر وانتصارها الساحق على العملاق الأمريكي بقوتها الناعمة ودبلوماسيتها الذكية، وضربتها القاضية بتنظيم كاس العالم 2022،الذي فشلت في الفوز به دول بإمكانيات تفوق بكثير الإمكانيات القطرية، وربما كان اللافت في الموضوع هو صورة الشيخة موزة المسند حرم سمو أمير دولة قطر الشقيقة، فهذه الصورة التي تناقلتها كافة وكالات الأخبار العالمية، عكست بدون أي تزييف حقيقة الشخصية النسائية في منطقة الخليج، وأعطت انطباعاً إيجابياً ورداً بليغاً على كل من كان يتندر على نسائنا وعلى أنهم محرومين من ممارسة حقوقهم الطبيعية في الانطلاق والعمل بشكل محترم واحترافي وليس بشكل استعراضي كما يريدون.

لقد أثبتت الشيخة موزة في جانب آخر من نجاحاتها المتتالية سواء على المستوى المحلي أو الدولي أنها شخصية نسائية دولية لا تقل بحال من الأحوال عن السيدات المؤثرات في مجريات الأحداث العالمية، صنعت تاريخاً مشرفاً ووضعت صفحة ناصعة لم تقتصر عليها وحدها بل تعدتها لتكون صفحة عامة ناصعة البياض للمرأة في الخليج، وهو أمر جسد مدى ذكاءها وقدرتها على متابعة ملفات مهمة والدفع بشباب قادر على تحمل المسؤولية إلى واجهة القيادة، مع تعزيز ثقتهم بأنفسهم، وهو أمر يشير إلى المصداقية والثقة في النفس انتقلت بسهولة من الصف الأول في الدوحة إلى باقي صفوف الشباب في مختلف الاتجاهات والأماكن.

إن فوز قطر بهذا الملف واستبعاد انجلترا التي نشأت كرة القدم فوق أرضها لتنظيم البطولة في 2018 والولايات المتحدة ذو الإمكانيات البشرية والمادية الضخمة لتنظيم البطولة في 2022، أمر يجب أن يستغله الأشقاء في قطر لعكس صورة إيجابية عن الثقافة العربية عموماً والخليجية على وجه الخصوص.

فرصة أن نقدم أنفسنا كخليجيين إلى العالم بحملة ذكية كما اعتدنا في أسلوب وإدارة الأشقاء القطريين لملفاتهم، وليطلق الأشقاء من مسؤولي الدعاية في الدوحة رمز الـquot;تفاحةquot; غير المكتملة للبطولة، تحمل في جنباتها شعارات ترويجية لدولة قطر ولنهضتها الشمولية، وتظل هذه التفاحة تكتمل شيئاً فشيئاً عبر مراحل محددة حتى تكتمل بشكل نهائي مع بدأ انطلاق البطولة، وهو أسلوب سيتيح للشقيقة قطر أن تستغل الجانب الإعلامي في التركيز عليها ونقل كل ما تريد إيصاله من رسائل إلى العالم.

إن سبب اختيار التفاحة كرمز هو أنها فاكهة مرتبطة دائماً بالمراحل الانتقالية المهمة في تاريخ البشرية، فبفضلها بعد الله كانت هناك قفزة علمية هائلة، لها تأثيرها الإيجابي على التاريخ البشري ومازال هذا التأثير سارياً حتى الآن، كما أنها ترمز دائماً كذلك إلى الانطلاق والثقة في النفس، والقدرة على تقديم صور إيجابية عن ما يحيط بها.

إن قطر الآن هي تفاحة الغواية لأي شارع عربي يبحث عن الإنجاز، وهي حبة الرمل التي تزرع برفق في داخل المحارة لتولد لؤلؤاً منثوراً في أركان جغرافيتنا العربية المترامية الأطراف من المحيط إلى الخليج، هذه الدولة الصغيرة في المساحة والكبيرة بقيادتها وشعبها مقبلة بلا شك على أزهى أيامها وعصورها،دون زخم غنائي ودون عبثية في التفكير وتصعيداً للمشاعر، كثيرين غيرها من دولنا العربية الشقيقة حاولت ولكنها فشلت فيما نجحت فيه قطر، فهنيئاً لها هذا الفوز وهنيئاً لنا هذا التميز القطري الرائع.

[email protected]