حينما كانت تتولى رئاسة الاتحاد الاوربي عام 2006 وفي لقاء مع قناة الجزيرة القطرية اجابت الرئيسة الفنلندية تاريا هالونن على سؤال مقدم البرنامج عن سر النهضة والقفزة التاريخية التي تعيشها فنلندا، بما يلي:
(إذا ما أردت أن أجيب بثلاثة كلمات.. التعليم، التعليم، التعليم، لكن إذا ما أردتموني أن أقول المزيد سوف أقول إن دولة ديمقراطية قوية تحترم حقوق الإنسان وتحترم الديمقراطية بشكل عام يمكن أن تكون أساسا جيدا للحكم وأساسا جيدا للنشاط الإنساني والاقتصادي، نحن لسنا أغنياء، لا نمتلك البترول ولا الذهب ولا المعادن النفسية، لكن مواردنا هي سكاننا وإنساننا، لهذا السبب نريد أن نوفر له أفضل تعليم للبنات وللبنين ).
بهذه السطور المعدودة استطاعت هالونن التي تعتبر الرئيس الحادي عشر في تاريخ فنلندا ان تعبر بايجاز وافي جدا عن اسرار النهضة لبلد يبتهج الناس فيه كثيرا حينما تطلع الشمس وله مع المناخ القاسي تاريخ طويل جدا.
ولدت هالونن عام 1943 وتولت منصب الرئاسة منذ عام ربيع عام 2000، ثم أعيد انتخابها لفترة رئاسية ثانية في عام 2006، حاصلة على درجة الماجستير في القانون، انضمت إلى الحزب الديمقراطي الاشتراكي في العام 1971.
اُنتخبت تاريا هالونن عضوه في البرلمان لأول مرة عام 1979 ثم أعيد انتخابها بعد ذلك أربع مرات متتالية حتى تولت الرئاسة. تولت من العام 1987 وحتى العام 2000 ثلاث وزارات هي الشؤون الاجتماعية والعدل والشؤون الخارجية (1995ndash;2000)، متزوجة من الدكتور بينتي أريارفي المتخصص في القانون.
انها المرأة الفنلندية الاولى التي تتولى منصب رئاسة الجمهورية في فنلندا رغم ان فنلندا كانت الدولة الاولى على مستوى اوربا التي منحت المرأة حق الترشيح والتصويت وذلك في عام 1906.
بشكلها المقبول وبساطتها التي يعرفها الجميع فان تاريا هالونن تعد المرأة الاكثر شعبية في البلاد بل ربما تتجاز شعبيتها الرجال ايضا وهذا شيء ملفت جدا في بلد مثل فنلندا لا يعير مواطنوه كثيرا من الاهمية لافعال الساسة وحضورهم في الاعلام بمقدار ما يحظى به نجوم الفن والرياضة.
امراة تحمل في جعبتها الكثير وتملك من الكاريزما والحضور الجماهيري ما جعلها تحظى بقبول ملحوظ حتى عند خصومها السياسيين فضلا عن الاصدقاء. بقي اقل مما مضى لفترة هالونن الرئاسية الثانية ورغم ذلك فان جمهور الرئيسة زاد ولم ينقص فلم تعد بما لم تستطع ولم تحشر نفسها او بلادها في محاور سياسية مثيرة للجدل رغم ان فنلندا تقع في اقصى الحدود الشرقية للاتحاد الاوربي التي تفصله عن التنين الروسي المثير للقلق.