أصبح الوجود البشري العربي والمسلم ملحوظا من حيث العدد والكثافة البشرية والحياتية والثقافية- أقصد الممارسات النابعة من الخلفيات الإسلامية- في أغلب البلدان الأوربية والأمريكية، ففي فرنسا وحدها وحسب معلومات موقع quot;إسلام أون لاينquot; في دراسة لمصطفى عاشور عام 2008: (يزيد عدد المسلمين في فرنسا عن ستة ملايين نسمة، يشكلون 10% من السكان، ويمتلكون قوة تصويتية 1.8 مليون صوت انتخابي، وينحدر هؤلاء من (53) بلدًا مختلفًا، ويتحدثون (21) لغة مختلفة إلى جانب الفرنسية، ويحتل الجزائريون أغلبية كبيرة من المسلمين، وتشير توقعات ودراسات إلى أن هؤلاء المسلمين سيتضاعفون ثلاث مرات حتى عام (2020) ليزيد عددهم عن (20) مليون نسمة بسبب نسبة الخصوبة والمواليد العالية بينهم، واستمرار تدفق المهاجرين المسلمين لفرنسا، ودخول أعداد غير قليلة من الفرنسيين في الإسلام (يزيد عدد المسلمين من أصل فرنسي عن 100 ألف)، وإذا أخذنا هذه المتغيرات في إطار قلة الإنجاب بين الفرنسيين، لأدركنا أن المسلمين يخطون في فرنسا خطوات لها ثقل لا يمكن تغافله أو غض الطرف عنه خاصة أنهم يشكلون أكثر من 17 % من العاملين في الجيش الفرنسي )، ومن المؤكد أن هذه النسب كلها قد زادت في السنتين الأخيرتين بسبب تزايد الهجرة من كافة أقطار العالمين العربي والإسلامي، إلى درجة أن هذه الهجرة أصبحت هاجسا ديموغرافيا وأمنيا لدى غالبية الدول الأوربية.
أما في الولايات المتحدة الأمريكية، فتشير الدراسات والتقارير إلى أنه يعيش ويقيم ما لا يقل عن ثمانية ملايين مسلم في مختلف الولايات الأمريكية، ويوجدون في كافة مواقع العمل بما فيها الجيش الأمريكي، ومنهم من قاتل فعليا في الحرب في العراق وأفغانستان. والمعروف طبقا لقوانين البلاد الأوربية فإن غالبية المؤسسات الرسمية للمسلمين بما فيها المساجد (السنّة) والحسينيات (الشيعة)، تحصل على ميزانية سنوية من الدولة. وليس نكتة أو مزحة أن كافة المساجد المسجلة رسميا في المملكة النرويجية، تحصل على ميزانيتها السنوية من (وزارة التربية والكنيسة)،وهذا ما جعل عدد المساجد قياسا بعدد المسلمين والنرويجيين المسيحيين أكثر من عدد الكنائس، حيث يعيش الآن في النرويج ما لا يقل عن مائة وتسعين ألفا من المسلمين من مختلف الجاليات، تتصدرهم في الكثافة الجالية الباكستانية، العراقية، الصومالية،التركية، والإيرانية. ومن المعروف أنه منذ عام 1969 تعترف الحكومة النرويجية بالإسلام كدين رسمي في المملكة، وأسس أول مسجد عام 1974، وأكثر من مسجد له مآذن أعلى من العديد من مساجد العالم الإسلامي. وحسب التقارير الرسمية المتاحة، وكذلك الموقع الرسمي للمسلمين في النرويج: اضغط هنا
فإن عدد المساجد والحسينيات والمؤسسات الإسلامية يبلغ في النرويج العدد تسعون، منها 34 في العاصمة أوسلو،ومنها ما يطلق عليه اسم(حزب الله). وتقوم جماعة الأحمدية الآن بتشييد مسجد في منطقة (فوروسيت) بالعاصمة أوسلو، سيكون أكبر من غالبية مساجد العالم العربي.
كيف يتصرفون ويتعاملون؟
أنا هنا لا أكتب بدافع التشهير ونشر الغسيل الوسخ كما سيرى بعض المتشنجين، فأنا أكتب باللغة العربية أي لذوي الاختصاص والمسؤولية لدقّ الجرس قبل فوات الأوان إن لم يكن قد فات فعلا، وليس بلغات أجنبية ليعرف الغربيون هذه التصرفات فتزداد كراهيتهم للعربي والمسلم، لأنهم أساسا يعرفونها ويعيشونها وتكتب صحفهم ومجلاتهم عنها. إنّ دافعي للكتابة سببه استشراء هذه السلبيات وتغاضي غالبية خطباء المساجد عنها، سواء خطباء المساجد في أوربا أو العالمين العربي والإسلامي. وأقولها بصراحة واضحة أنّ هذه التصرفات والأعمال الهمجية تعطي الحق كل الحق للأوربي والأمريكي أن يخاف من المسلم والإسلام، أي أنّ هؤلاء المسلمين هم الذين يقدمون الصورة السيئة عن المسلم وإسلامه. وسأحاول أن أضع أمام المسؤولين الغيورين عن الإسلام نماذج من هذه التصرفات المسيئة، وأتساءل لماذا السكوت عليها وعدم إدانتها من أي دعوي مسلم في البلاد الأوربية والأمريكية والعربية والإسلامية؟ هل هذا السكوت يعني علامة الرضا كما يقول المثل العربي.
تصوروا هذه مجرد أمثلة!!
هذه مجرد أمثلة من ممارسات العرب والمسلمين في البدان الأوربية والأمريكية، ولنتساءل بعد ذلك: هل تليق هذه التصرفات بالأخلاق والأعراف الدولية، خاصة أنه ما عاد ينفع الرد القائل: هؤلاء لا يتصرفون حسب تعاليم الإسلام، لأنهم يتصرفون انطلاقا من التربية والتعاليم التي يتلقونها في البيوت والمدارس والمساجد التي أغلب شيوخها لا يملكون من الخبرة والشهادات سوى( اللحية الطويلة والدشداشة القصيرة).
ظاهرة المتخلف أبو حمزة المصري
هذا الكائن الذي لا يليق به إلا وصف المتخلف عقليا، فمن يتخيل إنسانا يتفاخر بالخطاف الحديدي الموضوع بدلا من يده التي فقدها لا أدري أين وكيف؟ ويرفض طلب السلطات الصحية البريطانية أن تضع له يدا صناعية تستطيع القيام بأغلب ما تقوم به اليد الطبيعيىة من أعمال. وفي عام 2003 تمّ طرده من مسجد (فنسبري بارك) في لندن بعد أن عثرت الشرطة على بنادق وسموم وكروت اعتماد بنكية مسروقة وجوازات سفر مزورة وكتب خاصة بتعليم صنع السموم والمتفجرات. وحسب تحريات مراسل ( بي بي سي) ndash; أنجوس إستكلر ndash; عن امكانية شراء المواد الضرورية لصنع غاز الأعصاب ( سارين) فقد كان يلزمه فقط ثلاثة أسابيع لشراء هذه المواد من شركات بريطانية. وبعد طرده من المسجد، استمر يصلي مع مريديه في الشارع المقابل للمسجد، والسؤال: هل كان يستطيع فعل ذلك في بلده مصر؟ أم أنه كان سيسكت سكوت الأموات، لأنه في بريطانيا يوجد قانون واحترام للحريات أما في مصر وأي بلد عربي فكانت قوات الأمن ستقلع عينه الثانية وتكسر يده الأخرى في لحظات.
سرقة وضياع الجوازات
أعلن مكتب الجوازات البريطاني أنه بين عامي 1999 و 2002 فقط، تمّ الإعلان عن فقدان أو ضياع 12 ألف جواز سفر بريطاني، وأغلبها ضاعت حسب بلاغات أصحابها عن طريق السرقة من مواطنين عرب ومسلمين. وفي المملكة النرويجية كشف تقرير صحفي في العام 2002 أن مواطنا باكستانيا يحمل الجنسية النرويجية، أبلغ خمسة عشر مرة عن ضياع جواز سفره، وفي كل مرة يحصل على جواز سفر جديد. وعقّب آنذاك مدير البوليس النرويجي قائلا: نحن متأكدون أنه يسافر للخارج لبيع الجواز الواحد بحدود عشرة ألاف دولار، ولكن القانون لا يسمح للبوليس بعدم إعطائه جوازات جديدة، طالما أننا لم نمسكه يبيع الجوازات. فهل كان هذا المواطن يستطيع فعل ذلك في كراتشي أو إسلام أباد؟. من المؤكد أنه لا يستطيع ولا يجرؤ، لأنهم كانوا سيبيدونه من المحاولة الأولى.
تفجيرات في ألمانيا
وفي العام 2002، قدّم المدعو شادي عبد الله شهادة في محكمة مدنية في مدينة دوسلدروف ضد جماعة سلفية تسمى ( التوحيد)، بان هذه الجماعة طلبت منه تحديد أهداف داخل ألمانيا لضربها، وأنه اختار المتحف اليهودي قي برلين، وملهى ليلي في مدينة دوسلدروف يملكه يهودي، وقدّم المذكور معلومات أدت لاعتقال ثمانية آخرين يملكون معلومات مذهلة عن خطط للتخريب والتدمير، وعن جمع أموال طائلة أرسلت للقاعدة وطالبان.
وفي الشقيقة الكبرى ماما أمريكا
هذه الشقيقة التي يتسابق العرب والمسلمون، ويدفعون الغالي والرخيص، ودماء قلوبهم، للوصول إليها والإقامة فيها والحصول على جوازها الأكثر احتراما وتخويفا في العالم خاصة العربي والإسلامي، وما إن يحصلوا على ذلك وينعموا بالحرية والديمقراطية التي أوصلت أوباما الأسود رئيسا للبيت الأبيض، حتى يعود بعضهم لأصوله الظلامية المتخلفة معتقدا أنه يجاهد في سبيل الله عن طريق قتل الأبرياء الذين لا ذنب لهم ولا علاقة بسياسة الإدارة الأمريكية، وفي الغالب يكون من بين هؤلاء الأبرياء عرب ومسلمون كما حدث في العمليات الإرهابية الإجرامية في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001.
مالك نضال حسن
ماذا قدّم من خدمة للإسلام والنضال هذا الإرهابي من أصول فلسطينية و يحمل الجنسية الأمريكية، عندما أقدم في مطلع نوفمبر عام 2009 على إطلاق الرصاص على زملائه في قاعدة (فورت هود) الأمريكية، فقتل 12 شخصا وجرح حوالي 35 آخرين. هل له اعتراضات على السياسة الأمريكية؟ لماذا لم يجتمع مع زملائه المغدورين ويحاول أن يقنعهم بخطأ هذه السياسة، ويعملوا بالسبل الديمقراطية ضد هذه السياسة؟ ألا نسمع ليل نهار من شيوخنا (وجادلهم بالتي هي أحسن) (وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة).
عمر فاروق عبد المطلب
وهذا المسلم النيجيري ماذا قدّم من صورة عن المسلمين عندما حاول في السادس والعشرين من ديسمبر 2009، أنّ يفجر طائرة (دلتا إير لاينز) المتجهة من أمستردام العاصمة الهولندية إلى مدينة ديترويت الأمريكية، وعلى متنها 278 راكبا؟. بالله عليكم أي عقل يمكنه فهم هذا العمليات أيا كانت دوافع هذا الإرهابي؟.
وليس آخرهم الباكستاني فيصل شهرزاد
الذي تمّ اعتقاله في نيويورك يوم الرابع من مايو 2010 وهو في طريقه للهروب مسافرا لدبي،بعد محاولته تفجير سيارة مفخخة في ساحة ( تايمز سكوير) في وسط مدينة لندن، وهي أكثر الميادين ازدحاما، ونجاح عمليته الإرهابية كان سيودي بحياة المئات من المواطنين الأمريكان من مختلف الأصول ومن بينهم عرب ومسلمون.
وها هم مالك نضال حسن وفاروق عبد المطلب وفيصل شهرزاد وأبو حمزة المصري وغيرهم كثيرون، يعيشون في سجون أنظف من فنادق بلادهم، ولكن ماذا كان سيحصل لهم لو تمّ إلقاء القبض عليهم في دولة عربية أو إسلامية؟ اما كانوا في خبر كان منذ إلقاء القبض عليهم؟. وهنا يحق للعاقل أن يسأل: هل هناك مسؤولية للديمقراطية واحترام حقوق الإنسان الغربية إزاء استشراء ظاهرة العنف والإرهاب من قبل عرب ومسلمين؟ بمعنى لو أنهم كانوا يعرفون أن الحكم عليهم سيكون الإعدام كما في أقطارهم، هل كانوا سيقدموا على هذه الأفعال الإرهابية.
آخر الصرعات الإسلامية في النرويج
ألا نكرر أن الإسلام يعلمنا الصدق والأمانة؟ تخيلوا آخر صرعات العرب والمسلمين في المملكة النرويجية..تخيلوا واضحكوا أو ابكوا...يقوم الكثيرون من العرب والمسلمين هنا في النرويج بإبلاغ المسؤول عنهم في مؤسسة الضمان الاجتماعي أنه طلّق زوجته، وحسب القانون تأخذ مؤسسة الضمان زوجته بعيدا عنه، وتعطيها شقة خاصة بها، وراتب خاص لها. وبعد اسابيع قليلة يقوم الزوج والزوجة بتأجير الشقة الجديدة ويعودان للعيش في بيت الزوجية اللامبارك معا، وبالتالي يكسبان أجرة الشقة وراتب الزوجة الجديد. وكان فيلما كوميديا لا ترقى له أفلام عادل إمام، عندما قام بتمثيلية الطلاق هذه أحد المسلمين في أوسلو من شهور قليلة، وبعد التمثيلية حملت زوجته بطفلها الخامس، وتكور بطنها المحروس، ونسيت نفسها وهي تراجع مسؤولتها في مؤسسة الضمان أنها أبلغت أنها مطلقة، وهاهي حامل. استغربت الموظفة النرويجية أنها حامل وهي طالق من زوجها منذ شهور، فسألتها الموظفة النرويجية: رائع اصبح عندك (بوي فريند)؟. فقالت لها المسلمة مستنكرة السؤال: لا. فقالت لها الموظفة النرويجية: إذن كيف حملت بدون (بوي فريند) وأنت مطلقة منذ شهور؟ لا تقولي لي أنه من الروح القدس مثل مريم العذراء!!. وبعدها انكشفت تمثيليات وأكاذيب العديد من العرب والمسلمين، ورغم ذلك يستمرون في نفس التمثيلية المخزية.
ما السبب في ذلك؟
عندما نرى أنّ هذه الأعمال الإرهابية والمخزية مستمرة بدون توقف، فلا بد أنّ هناك ما يشجع عليها ويحفز هؤلاء الأشخاص على الاستمرار فيها بافتخار وعزة..فما هي هذه الأسباب؟. هذا موضوع مقالة قادمة.
التعليقات