عيد حزين

تحت كنيستي جسد مطحون بين راحية وظلم الكون

علشان خاطر حب يسوع تحت السيف كان بيهون

بصراخ كأنة نشيد من طيبة من اخميم من إسنا من بلطيم زفة لأورشليم

حبات عرق صافية دقات قلوب دافية

رحلة سفر ماشية من تحت حد السيف

بصراخ كأنة نشيد من طيبة من اخميم من اسنا من بلطيم رفة لأورشليم
غاب النهار والطيف وبحور دم نزيف من قلب كل شهيد
بصراخ كأنة نشيد من طيبة من اخميم من إسنا من بلطيم زفة لأورشليم
ناس حيه مش أموات شقوا الطريق بثبات وبقت ملامحهم
في كنيستي أرواحهم وبقيت ملامحهم وتحس بالفرحة
في وجوهم السمرة أن يسوع أحلى أن يسوع أغلى

ترنيمة حفظتها في مؤتمر خدام الشباب بالإسكندرية، تذكرتها بمناسبة شهدائنا القديسين بكنسية الإسكندرية، كنت مدرك من التاريخ أن كنيستنا رويت بدماء الشهداء القديسين، فتذكرت مارمرقس الإنجيلي الرسول كاروز مصر بابا كنيسة الإسكندرية الأول، شممت رائحة دمائه الذكية على ارض الإسكندرية، تأكدت إننا أحفاد أمناء مازلنا ندفع ثمن إيماننا برب المجد يسوع، بعيون تملئها الدموع نظرت لأشلاء الضحايا ودمائهم المسكوبة إمام الكنيسة في الشارع وعلى المباني المجاورة، أدركت أن تراب هذا الوطن ليس تراب أجدادي فقط، بل ذرات تراب آخى وأختي أبى وأمي... أنها دمائهم الذكية وأجسادهم النقية في شوارع مصر من أقصاها لأدناها، تذكرت شهداء الكشح كيف حرقوا اثنين منهم وسط حقولهم لتختلط رماد أجسادهم بتراب حقلهم و19 شهيد آخر رويت دمائهم شوارع بلدتهم، تأملت ذرات تراب أجساد قديسينا في القوصية والعياط والإسكندرية ومغاغة وسمالوط ومرسى مطروح... أنها دماء ذكية سفكت لأجل اسم المسيح.

ووسط هذا المشهد الحزين المفرح تأملت أفاعي يستنكرون هذا العمل رغم أنهم أداة لتلك الأفعال البربرية رأيت الإخوان الأم الحاضنة للإرهاب العالمي تستنكر، والشيخquot;حسانquot;احد قيادات الإرهاب مستحلى دماء وأموال الأقباط، رأيت قيادات أمنية وسياسية يستنكرون تلك الأعمال ويصفونها بالهمجية واللااخلاقية، بل من الأعجب استنكر علماء دين سلفيين تلك الأعمال البربرية رغم كونهم ممول أساسي بأيدلوجيتهم الدموية!! وهم سبب رئيسي لنشر التطرف في مصر وقياداتها، تذكرت محافظ الجيزة والمنيا وأسيوط وسوهاج وقنا والإسكندرية... كلهم مشاركين ولجنة السياسات بالحزن الحاكم والنقابات كلهم شركاء تلك الأعمال البربرية!!

حينئذ أدركت معنى الازدواجية والشيزوفرانيا بين أقوال وأفعال فكلهم مشاركين وأمثالهم ينطبق عليهم قول القديس بولس الرسول quot; لأَنَّ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلاَكِ نُورٍ! quot; 2كو 14:11.

فمع بداية العام الجديد وأفراح العيد فرحت السماء باستقبال 23 روحا ذكيا ونعيش نحن عيدا حزينا لفراق أحباء فبكل ثقة تلك الأرواح جميعها دونه القديس يوحنا quot; و لما فتح الختم الخامس رايت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من اجل كلمة الله و من اجل الشهادة التي كانت عندهم. و صرخوا بصوت عظيم قائلين حتى متى ايها السيد القدوس و الحق لا تقضي و تنتقم لدمائنا من الساكنين على الارض. فاعطوا كل واحد ثيابا بيضا و قيل لهم ان يستريحوا زمانا يسيرا ايضا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم و اخوتهم ايضا العتيدون ان يقتلوا مثلهمquot;.quot; رؤ 6 : 9 ndash; 11
عيد حزين على اقباط مصر ومسلمى مصر الشرفاء
لك الله يامصر

مدحت قلادة
[email protected]
Medhat-klada.com