أصدرت محكمة أمن الدولة العليا بدمشق ( محكمة استثنائية ) يوم الأحد 23 / 1 / 2011 حكما قاسيا بحق النشطاء السياسيين : عباس عباس ndash; أحمد النيحاوي ndash; غسان حسن ndash; توفيق عمران يقضي بالسجن لمدة أربعة سنوات بتهمة الانتساب لجمعية سرية( حزب العمل الشيوعي في سورية) تهدف إلى تغير كيان الدولة السياسي والاجتماعي سندا للمادة (306 ) من قانون العقوبات العام، وبتشديد العقوبة للناشط عباس عباس بموجب المادة ( 248 ) من قانون العقوبات والحكم علية بالسجن لمدة خمسة عشر عاما، وللأسباب التقديرية المخففة تخفيض العقوبة لتصبح السجن لمدة سبعة سنوات ونصف جميعهم معتقلين سابقين بنفس التهمة، وقضوا في السجون مدد تتراوح بين عدة سنوات وأكثر من خمسة عشر عاما وبالتحديد عباس عباس من quot; ختايرةquot; الحزب حيث عاش في السجون والتخفي السري أكثر مما عاش مع عائلته.
يذكر أن السلطات السورية كانت قد قامت بتاريخ 21 / 5 / 2009 بمداهمة منزل الناشط والمعتقل السياسي السابق حسن زهرة في مدينة السلمية ndash; محافظة حماة وقامت باعتقاله مع بقية النشطاء المذكورين، ثم قامت بالإفراج عنه مؤخرا لإصابته بمرض عضال. أول ما قد يتبادر إلى الذهن في هذا الحكم هو أن النظام لا يخشى الدرس التونسي، ولسان حاله يقول للنشطاء السياسيين مادام فرحتم بما جرى في تونس، وهروب الديكتاتور الفاسد، هذا ما عندي!! كرد على فرحكم هذا، وأملكم بحرية على طريقة تونس، وما سطره الشعب التونسي، والذي يتواطأ الجميع عليه الآن، لكي لا يتحول إلى نموذج للحرية والديمقراطية! وكي لا تتحول هذه التجربة إلى نموذج يقتدى في العالم العربي، نعم الجميع دون استثناء غرب وأنظمة عربية ومعارضات تدعي الحداثة والعلمانية، والأطرف ناطقي يسار يريدون من الشعب التونسي أن يستمر حتى يكنس كل الطبقة البرجوازية، وإلا الثورة ستضيع! وأكثر ما ازعج هؤلاء جميعا أن الثورة التونسية، لم تأتي بالإسلاميين إلى السلطة!! فقد خرقت كل تنظيراتهم وهم يساندون عسكر الفساد في العالم العربي بحجة الخوف من أن يستولي الإسلاميون على السلطة، والآن هؤلاء أو بعضا منهم يحاول تصوير الأمر وكأنه مؤامرة غربية، تخلت عن بن علي!! لأسباب يفبركونها على هواهم.. وليست ثورة شعبية كاسحة.
نعم أنه رد النظام السياسي في دمشق على ما حدث في تونس فجاءت الضربة برأس معتقلي حزب كان قد دفع ما دفع من أثمان باهظة لا تتناسب مع نشاطه بقدر ما تتناسب مع حسابات سياسية وانتقامية من قبل النظام، لأنه في قرارة تفكيره يعتبر الحزب مصدر قلق له باعتبار أن مادة استقطابه الأساسية هي داخل الطائفة العلوية، وهذا أبدا لم ولن يسمح به النظام لا الآن ولا مستقبلا، وسيتعامل معه بتشدد دوما، ولنلاحظ أن الأمثلة كلها تشير بهذا الاتجاه، وليس آخرها الدكتور عارف دليلة والآن شباب حزب العمل الشيوعي في سورية. رغم أن الحزب حتى أنه لا يملك موقعا على النت، وليس له نشاطات جماهيرية تذكر!! أنه تحول بفعل عوامل لسنا بصدد الخوض فيها الآن إلى حالة رمزية لا أكثر ولا أقل..
ومن ثم يخرج هنالك من يتحدث عن أن النظام لا يفكر طائفيا!!
العقوبات هنا ليست ردعا وحسب بل أكثر من ذلك بكثير، إنها إعطاء درس بليغ يحفر في ذاكرة الوسط الشعبي لهؤلاء المعتقلين، على الرغم أن الحزب قد أعلن انسحابه من إعلان دمشق على خلفيات كثيرة أوردها في بيانه قبل أشهر عدة، ولكن أهمها وفي مضمون رسالة الحزب وعمله هو خوفه من أن تتبنى المعارضة السورية، تغييرا يمكن أن يأتي بالإسلاميين، ولا أبالغ إن قلت أن هنالك رفاق في الحزب يتمنون أن يقوم النظام بإصلاح ذاته، أكثر مما يتمنون تغييره، ومع ذلك هذا ممنوع منعا باتا، باختصار شديد يريد أن يقول لهمquot; أنتم علويون وفقط، داخل العلويون يجب ألا يكون هنالك صوتا معارضا، بالمعنى المنظم للكلمة.
قيادات إعلان دمشق حوكمت بسنتين ونصف، رغم كل حراك الإعلان، بينما كوادر عادية في حزب صغير مغمور الآن، تطلق بحقهم أحكام تعتبر فليكية قياسا بهذا الزمن العالمي...
هم يساريون وعلمانيون متشددون، ولا ينحدرون من الأكثرية السنية في البلاد!!
فلتعذروني رفاقي أكثر ما نستطيعه هوquot; أن نكتب!! علنا نبقي العالم يتذكركم، ويتذكر تهامة معروف البعيدة عن أطفالها...ورغد الحسن وبقية المعتقلات والمعتقلين..
ونصيحة لكم في معتقلكم لا تنتخبوا عباس عباس، رئيسا للجنة الطعام في سجنكم، لأن يده ماسكة قليلا!!!! يعني يحب التقتير...
- آخر تحديث :
التعليقات