شهدت العشر سنوات الأخيرة ألها أمريكيا جديدا، تدافع عنه أمريكا والغرب بكل قوة ألا وهو حرية التعبير، فكانت الإدارة الأمريكية تدافع بكل ضراوة عن الكتاب والصحفيين والمدونيين، بل شهد العقد المنصرم علو قيمة الحق في التعبير عن الحق في الحياة، فكان غضب الأميركان من حبس مدون يفوق بكثير غضبهم في حالة قتل معارض سياسي مثلا أو مواطن عادي!!، quot;لاحظ أن أمريكا لم تعد تدافع عن حرية التعبير بعد الربيع العربي كما كانت قبله!!، في أثناء حضوري لمؤتمر حقوقي سنة 2009 بواشنطن شاركت فيه عدة لجان من الكونجرس الأمريكي ونشطاء أمريكان لاحظت تردد ثلاث أسماء وهم quot;كريم عامر، هاني نظير، ومسعد أبو الفجر quot;، ولكن الذي أدهشني أنه لم يذكر أسم شخص فقد حياته في حوداث عنف طائفي مثلا، فهل كانت تعلم أمريكا أن حرية التعبير هي التي ستغير الأنظمة العربية؟؟؟ أقولها نعم فأمريكا لم تفاجأ بالثورات بل كانت تنتظر حدوثها كدارس وباحث يعلم جيدا أن توافر معطيات معينة سيؤدي حتما لنتائج معينة، ولكن إذا كانت أمريكا تعلم مسبقا أن الربيع العربي سيجلب حكما إسلاميا فما هي مصلحتها ومصلحة إسرائيل في وجود حكم إسلامي متشدد؟؟ سؤال صعب لكننا لدينا الإجابة.

بدأت أمريكا منذ أكثر من ست سنوات في فتح حوار مع التيار الإسلامي الأمر الذي أعلنته الخارجية الأمريكية وأنكره الإخوان، كلنا في أمريكا الشمالية نعلم أن سعد الدين إبراهيم كان مهندس هذه الاتصالات برعاية دولة قطرquot;لاحظ الفرق بين تغطية الجزير لثورة الغضب الأولي والثانيةquot;، درست أمريكا فكر التيار الإسلامي وأعلنت عدم ممانعتها في تولي الإسلاميين الحكم في أي بلد عربي!!! هل أمريكا بكل هذا الغباء؟؟ الرد أليس هم من صنعوا بن لادن ثم انفقوا مليارات الدولارات للقضاء عليه؟؟، بالعودة لسؤالنا الرئيسي ماهي مصلحة أمريكا في تولي حكم إسلامي متشدد إدارة البلاد العربية؟؟؟

والإجابة:

قبل خوضي في الإجابة أعلن أنني لست ضد حرية المدونين ولست ضد دفاع أمريكا عنهم فقد كان لي شخصيا شرف الدفاع عنهم وأرشيف الانترنت خير شاهد، ولست ضد مساندة الغرب للربيع العربي فأنا واحد من الثوار لم تمنعني الغربة من المشاركة في الثورة فقد اشتركت في مظاهرة لدعم الثورة وقمت بالإعداد والتنظيم لمسيرة أخرى لدعم الثورة أيضا في مدينة تورنتوquot;،


نعود للأجابة التي هي لست سهلة ولكن لدي احتمالات لن تبعد الإجابة عن إحداها وهي كالتالي:

الاحتمال الأول: قيام حرب سنية شيعية في المنطقة سنية بقيادة مصر والسعودية والإمارات لضرب إيران، ينتج عن الحرب إنقاذ الاقتصاد الأمريكي من الانهيار عن طريق بيع الأسلحة قبل أن يأكلها الصدأ في المخازن، ثانيا انشغال العرب والمسلمين في حروب بينهم ضمان لأمن إسرائيل.

الاحتمال الثاني: أن تساعد أمريكا التيار الإسلامي السني في الوصول للحكم في مقابل سكوت السنة في الشرق الأوسط في حالة ضرب أمريكا أو إسرائيل للمفاعل النووي الإيراني.

الاحتمال الثالث: وصول الإسلاميين للحكم وفي ظروف صعبة تمر بها دولهم ولتوافر الغباء السياسي لهذا التيار الذي يتميز بإطلاق صيحات التهديد ودق طبول الحرب بما يوفر فرصة تاريخية لإسرائيل في شن حرب قد يكون هدفها واحد من أثنين إقامة إسرائيل الكبرى أو احتلال سيناء مرة أخري ثم ترحيل الفلسطينيين لسيناء لتحقق حلم حماس في ضم سيناء وتبعدهم عن أراضي إسرائيل.

الاحتمال الرابع والأخير: نعم أمريكا كانت تعلم أن الربيع العربي سيجلب حكما إسلاميا ولكنها تعلم أن الديمقراطية والحرية التي تنادي بها في الشرق لا يمكن أن تتحقق إلا بالمرور بمرحلة حكم إسلامي أي لابد من تجربة حقيقية تعيشها الشعوب تحت هذا الحكم حتي تدرك تلك الشعوب مدي بشاعة الحكم الديني الأمر الذي سيؤدي لتحول إرادة هذه الشعوب للدولة المدنية وخلق دول علمانية حرة تفصل الدين عن السياسة وتقبل الأخر وتؤمن أن السلام والإستقراروالتعاون مع الأخر هو الطريق للتقدم والنهوص بدولها ولن تستغرق المرحلة أكثر من 5-15 سنة فقط يرتاح بعدها الغرب من التهديد والإرهاب الأتي لهم من الشرق العربي الإسلامي للأبد أي أنها تنتظر ولادة النور والحرية من رحم التيار الإسلامي المظلم.

ولكن إذا كان كل ما سبق هو أهداف أمريكية إسرائيلية فما هو هدف التيار الإسلامي؟؟؟ التيار الإسلامي ليس له هدف سوى الوصول للحكم مهما كانت الطرق والوسائل حتي لو كان الثمن بيع وخراب الوطن والرقص علي جثث أبناء الوطن.