بعد الملحمة الإستشهادية الكبرى التي قدمها الشباب السوري على أيدي قتلة وسفاحي جلاوزة المخابرات السورية في درعا المجاهدة وفي اللاذقية الحرة و في حمص المكافحة وفي حماة الشهادة وفي دمشق المجد، تكلم الرئيس السوري عبر خطابه المنتظر، وليته لم يتكلم، فقد كان كلاما سقيما عقيما وسط جوقة المداحين و ماسحي الجوخ و المنافقين الذين لا يمثلون الشعب بأي حال من الأحوال بل يمثلون مصالحهم و مصالح عتاولة المخابرات السورية وناهبي المال العام من مافيا السلطة العائلية المتوارثة، لم يكلف مجلس الشعب السوري و لا رئيس النظام نفسه للوقوف على الأقل دقيقة حدادا و ترحما و إحتراما لأرواح شهداء الحرية الذين ضرجت دمائهم ربى سوريا الحرة، ولم يأبه فريق النفاق السلطوي و مجلس التصفيق و النباح الثوري لشهداء الشعب و لمعاناة عوائلهم و لخسارة الوطن في شبابه، بل أرادوه عرسا مزيفا للثعالب و الضباع الفاشية و مهرجانا للدجل و تسويق الخرافة و النفاق يكمل كرنفال الحشد الشعبي المؤيد لخطوات و سياسات الرئيس السوري العقيمة و المثيرة للسخرية، لأول مرة في حياتي أرى رئيسا يضحك و يطلق النكات و ( يفرفش ) و يظهر خفة دمه و مئات العوائل من أبناء شغبه تعيش أحزانها و فجيعتها بمصرع أبنائها على يد جلاوزة النظام من عصابات المخابرات و ( الشبيحة ) و التنظيم الطائفي السري الإرهابي المعد ليوم العسرة!!

لأول مرة يبتهج رئيس في أحزان شعبه وهي قضية غير طبيعية بالمرة أدعو علماء النفس الدوليين لدراستها و تفحصها و إستخلاص النتائج منها؟ لم يكن الرئيس السوري في حالة تأثر ولو شكلي لأحداث الأيام الأخيرة الدموية المفجعة! بل كان إستفزازيا ساديا يتلذذ بعذاب شعبه و يتحدث بلغة خشبية طغت عليها ملامح صفرة واضحة وحقد مختفي في طيات الكلام، لقد عمد الرئيس بشار الأسد أول ماعمد لتكذيب كل البشارات و الوعود الوردية السابقة التي تحدث عنها نائبه ( إبن حوران ) فاروق الشرع الذي هو اليوم في وضع محرج أمام أبناء الشعب السوري؟ فلم تكن هناك أية أنباء مفرحة و لذيذة أبدا بل كانت نكات سمجة وخفة دم رئاسية مصطنعة صدرت عن نفس ثقيلة و معبئة بمشاعر سادية غريبة!

لم يفتح الرئيس السوري زنازين معتقلاته الإرهابية الإستخبارية السرية؟ لم يفرج عن الأطفال المعتقلين ظلما و عدوانا و أبرزهم الطفلة الشابة ( طل الملوحي )!! لم يتعهد و لو رياءا بفتح تحقيق في فظاعات الماضي و في محاولة المصالحة مع الحاضر؟ ولم يلغ حالة الطواريء السقيمة الإرهابية بل حول الموضوع للمؤتمر القطري القادم لحزب البعث و الذي هو مجرد خرقة وممسحة بالية لاقيمة لها أبدا، فحزب البعث بفرعيه العراقي و السوري أصبح من فضلات التاريخ الصلبة الضارة بالصحة بمومياته من القياديين المتحجرين كالأحمر و مشارقة وسليمان حداد و غيرهم من الذين قذف بهم التاريخ في مزبلته الواسعة!، لقد كان واضحا و جليا بأن الرئيس السوري لا يفكر أبدا بالإصلاح بل هدد و أعلنها حربا على الشعب بقوله يا أهلا بالمواجهة إن فرضت!!

و طبعا المواجهة المرتقبة ليست مع إسرائيل التي يعلم الرئيس السوري جيدا بأنها تستطيع قصم ظهر نظامه بدقائق و لكنها لن تفعل أبدا فهل من المعقول أن تضرب إسرائيل من يحمي جدارها الآمن في الجولان السوري المحتل..؟

الرئيس السوري يهدد شعبه بصراحة وحمامات الدم لن تتوقف في روابي الشام، ومعركة الحسم مع نظام القتل و الإرهاب و الوراثة البليدة في دمشق قد خطت أسسها الأولى و مافعله معتوه ليبيا بشعبه سيكون شيئا صغيرا أمام ما سيفعله نظام المخابرات الضاحك البليد بشعبه من مآسي و كوارث ! لقد ذهبت كل وعود وعهود الرفيقة بثينة شعبان ( قدس سرها ) أدراج الرياح و تلاشت أمنيات و أماني ووعود فاروق الشرغ أمام تيار البلادة الرئاسي السوري، و الشام اليوم مقبلة على إمتحان عصيب أمام هول الأيام القادمة... الرئيس السوري للأسف لا يحسن قراءة التاريخ أبدا... فما أكثر العبر و أقل الإعتبار.. ولا حول ولا قوة إلا بالله... المجزرة القادمة ستكون رهيبة إلا إذا حسم الشعب الموقف من خلال الشرفاء في القوات المسلحة.. إذ تبقى كل الإحتمالات واردة.

[email protected]