((حدث ماكان متوقعا من زمان وتم قتل بن لادن الزعيم الشهير للقاعدة الشهيرة، وهذه العملية بكل تفاصيلها تسجل في واقع الامر أخفاقا كبيرا للمخابرات الامريكية طيلة حوالي عشرة سنوات من المطاردة الفعلية لابن لادن ولم تتوج هذه الجهود الاستخبارية الا قبل ايام قليلة وبطبيعة الحال هذا النجاح سوف يغطي كل العيوب الاخرى لاقوى جهاز استخبارات في العالم. طبعا وللحقيقة والتاريخ ان هذا الرجل جاهد خير جهاد في طرد كفار الاتحاد السوفيتي من افغانستان المسلمة وكان هذا الجهاد خالصا لوجه الله تعالى وايضا يسجل للقاعدة انها فجرت سفارات الكفار في افريقيا ودمرت برجي نيويورك الشهيرة وايضا لايمكن تجاهل بطولاتها في تفجير باصات لندن وقطارات مدريد)).

هذه المقدمة وكل الاسطر السابقة وكل هذا الكلام اعلاه وهذه الافكار المريضة يتناقلها ويروج لها بعض الاعلام العربي وبشكل يدعوا ليس للدهشة بل للصدمة والبكاء على بعض من أمة تحولت من quot; أمة محمد الى أمة مهند quot; بطل المسلسلات التركية البائسة والشهيرة و كما أطلقها الاعلامي المصري الشهير حمدي قنديل وتسببت في انهاء عمله في احدى الفضائيات العربية، والسبب ليس بالتصريح الشهير ولابصاحبه بل الخلل أننا أمة أصبح صوت السفهاء فيها أعلى من اي صوت اخر وصوت الارهاب لايجاريه صوت أخر، كيف لا وهناك من يصنع ويروج ويصفق ويدعم بملايين الدولارات هذا الارهاب بشكل علني دون وازع من ضمير او ذرة خجل ولاحتى ذرة أنسانية. لذلك كان قتل العراقين في الاسواق وفي الشوارع بل وفي البيوت احد بطولات الارهاب الذي صفق له الكثير من الاعلام العربي وهذا الذبح العراقي كان نتيجة طبيعية للمدرسة التي ينتمي لها ويروج لها بن لادن وما الزرقاوي المقبور الا نموذج لهذا الارهاب الدموي وامتداد لمدرسة القاعدة الظلامية والتي يعرف الجميع كيف تأسست وكيف انطلقت وبدعم مالي من دول معينة ودعم اخر ومتعدد من دول اكبر وصل لحد استيراد الحمير من صقلية لعيون القاعدة وليس غيرها من قبل احدى الدول التي فتحت صندوق مالي ضخم لبناء ودعم هذا الفكر الظلامي التكفيري الارهابي.

لااعرف اي منطق يحتوي ان أمة تهزم جيوشها quot; الرسمية quot; بساحات المعارك وتغني لنصر فارغ لكن من جانب اخر بعضها يصفق ويهلل لمعركة غير متكافئة مع ناس مدنيين كما حدث في جريمة نيويورك وايضا جرائم لندن ومدريد والقاهرة والجزائر والمغرب والرياض و جريمة الجرائم التي جرت في العراق والتي أدت الى ذبح وازهاق ارواح عشرات الالاف من البشر الابرياء لمجرد الاختلاف المذهبي او الديني. ومن جانب اخر لم يسجل للقاعدة يوما انها دافعت عن قضية العرب والمسلمين في فلسطين وحتى خطب وافكار رموز هذه القاعدة لم تشير من بعيد او قريب الى هذا الموضوع المهم والخطير في واقع و تاريخ وفكر ومعتقدات الامة وما محاولة ركوب موجة القدس وقبة الصخرة في الاعوام الاخيرة الا نفاق مفضوح ومحاولة استدارك متخلف ومحاولة اللعب على وتر مشاعر العرب والمسلمين وكسب تأيدهم لهذا الارهاب الدموي وهذه التجارة الدموية. لذلك تصريح اسماعيل هنيه ووصفه لابن لادن بالمجاهد العربي المسلم الكبير سيقع بالف مطب من هذا النوع كما يثير معه سؤال منطقي ان لهنية احدى عشر ولدا يافعا لكن لم نسمع يوما ان احدهم فجر نفسه كما يدفع هنيه باولاد الاخرين لتفجير أنفسهم، و من هنا ممكن فهم ايضا مبرارات بيوت العزاء التي نصبتها حماس ومعها فتح لعدي وقصي وصدام بعد ان نالوا جزائهم العادل في العراق.

من الواضح ان القاعدة تفرعت وفرخت اكثر من قاعدة اذا جاز التعبير ولم تعد هذه التفرعات تلتصق بالقاعدة الاصلية لكنه فكر دموي ظلامي أصبح متداول بسبب توافر الاموال والمنابر والساحات وايضا التخلف الانساني الذي استطون اجزاء واضحة من امتنا، لهذا فان مقتل بن لادن هو ثأر امريكي قد تحقق والاجدر بالعرب ان لايكونوا طرف حتى بالاقوال والتصريحات لان القاعدة برمتها صنيعة امريكية في جبال افغانستان واذا كانت هذه الصنيعة خرجت من انابيب الاختبار والتجارب وخرجت ولو بالملم عن المعادلات والخطوات المرسومة لها فان اصحاب الاختراع وادارة المختبر الامريكي هم الاجدر دون منافس على معالجة الامور اذا كانت بصاروخ من طائرة بدون طيار او بطلقة في الرأس quot; وأن من يبدأ المأسات ينهيها quot; كما تقول الرائعة نجاة الصغيرة. اما غير ذلك فهو نوع من العبث والكلام الفارغ لان اللعب وقرار البداية وقرار النهاية نحن ليس طرف فيه ولايوخذ برأينا لامن بعيد ولامن قريب فنحن أمة تستهلك كل شيء ولاتنتج اي شيء ابتدأ من حبوب الفياغرا وحتى مقتل بن لادن، واذا كان بعضنا يصر على دور له فليكن دوره مساعدة الامة باستئصال هذا الرحم الاسود الذي أنتج افكار القاعدة الارهابية الدموية الطائفية الظلامية. والا سيبقى الى أبد الابدين ان الارهاب فعلا بطل عربي مسلم.

[email protected]