لا يستطيع أن يقيّم مسيرة إيلاف العشرية هذه بموضوعية وحيادية سوى من تابعها يوميا بدقة متناهية، وهذا إما ان يكون من كتابها أو قرائها الذين يداومون عليها بإدمان الراكض وراء الحقيقة التي أدمنتها إيلاف طوال السنوات العشر الماضية، مما جعلها من أكثر المواقع العربية انتشارا وتأثيرا، بدليل العديد من التقارير العربية والأجنبية عن دورها وتأثيرها. وأستطيع أن اشير إلى مسألة مهمة، أعتقد أنّ الكثيرين من الكتاب والقراء يؤيدونني فيها، وهي أنّ مدى الانتشار والتأثير الإيلافي هذا، يبدو من اهتمام السادة القراء من خلال كثرة تعليقاتهم على مقالات الكتاب، سواء كانت التعليقات مع أفكار الكاتب أو نقيض لها، وهذه ميزة إيلافية لا تجدها في العديد من المواقع العربية.
متابعة الأحداث والريادة
إنّ أي متابع يومي لإيلاف، يلحظ قدرتها وسرعتها في تغطية الأحداث العربية عبر شبكة مراسلين منتشرين في العديد من العواصم العربية والأجنبية، مما جعلها تتميز عن الجريدة الورقية التي تصدر صباح كل يوم، ولا تنشر أخبارها الجديدة إلا في صباح اليوم التالي، مما يجعلها أخبارا قديمة لمتابعي إيلاف، وهذا ما سيعطي زخما متزايدا للمواقع الإليكترونية الجادة، وتراجعا للمطبوعات الورقية حسب العديد من الدراسات والاستقراءات. وسبق إيلاف في التغطية جعلها هدفا للعديد من المواقع العربية، التي تسطو على محتوياتها وإعادة نشرها دون ذكر مصدرها الإيلافي، وأستطيع أن اذكر بعض المواقع العربية الإليكترونية التي تزيد نسبة محتوياتها المأخوذة من إيلاف حرفيا عن ثمانين بالمائة، خاصة الموضوعات الإخبارية والتقارير واللقاءات الصحفية. هذا بينما تقدّم إيلاف لقرائها خدمة مميزة عبر (جريدة الجرائد)، فتقدّم يوميا العديد من المقالات لكتاب من مختلف العواصم والجرائد الورقية العربية منسوبة لمصادرها، وهي بذلك توفر على القارىء الركض وراء تلك الورقيات، وأيضا يظلّ في صورة مختلف الأراء والاتجاهات. وهذه ريادة لها تميزها عن الإعلام الورقي مما يؤشر على تراجع ملحوظ للورقيات مقابل انتشار أكثر للمواقع الجادة سريعة التغطية وواسعة نافذة حرية التعبير مثل إيلاف.
دور إيلاف في الانتفاضات العربية
لقد كان وما يزال دور إيلاف رياديا في دعم الانتفاضات العربية المستمرة ضد الطغاة والطغيان الذي يرزح على قلوب الشعوب العربية منذ ما يزيد على نصف قرن، ولا أعتقد أن هناك موقع إليكتروني أو ورقي أفسح المجال للكتاب والمعلقين والقراء لدعم هذه الانتفاضات كما فعل وما يزال يفعل موقع إيلاف. في المستقبل القريب إذا تمّ جمع المقالات والدراسات والتقارير الميدانية مما نشرته إيلاف عن كل انتفاضة عربية، فستكون المحصلة تصلح للنشر في كتاب يوثق يوميات وتطورات تلك الانتفاضة. دور ريادي متأكد أنّه سيستمر، لأنّ هامش ونافذة الحرية المفتوح على مصراعيه في إيلاف من النادر وجوده عربيا، وهو المطلوب لدعم تلك الثورات.
لذلك نحتفي ونحتفل مع إيلاف بعشريتها الزمنية الأولى بفخر واعتزاز، متمنين المزيد من الإيلافات العربية، فقد بدأت الشعوب العربية مرحلة جديدة، تحتاج المزيد من التغطيات وحرية التعبير والدعم والتضامن مع شعوب أعلنت أنها لن تقبل الطاغية بعد اليوم.
[email protected]
التعليقات