بعدما كانت الصراعات تحدث بين الحضارات والأديان،،وبحلول العصر الحديث وسقوط الإمبراطوريات وتفكك المساحات الشاسعة التي كانت تحت نفوذ سلطتها، تحولت هذه الإمبراطوريات إلى دويلات..حيث شهدت هذه الصراعات تحولا نوعيا لكي تكون الصراعات والنزاعات بين القوميات التي تتعايش في محيط واحد.... وقد لاحظنا هذا الأمر كثيرا في جميع أو معظم الدول الشرقية ودول العالم الثالث..

لكن وفي الزمن الحالي اقتنع المتصارعون بأن القتال والتهميش والسيطرة على الجغرافيات الأخرى عبر استخدام السلاح او النفوذ والاستيطان لم تعد تجد نفعا لان ثقافة الجغرافيات لا تتغير إنما تزرع هذه الحركات غير الحضارية الكراهية والبغض بين هذه القوميات المتعايشة سوية.
لقد توصل الجميع إلى ضرورة الجلوس وجها لوجه وتكون المائدة المستديرة مصدرا للتحول من مرحلة النزاع إلى مرحلة التفاهم لكن شريطة إظهار حسن النية خلال المحادثات والحوار وبذلك تبدأ مرحلة ومحطة جديدة تسمى مرحلة quot;الحوارquot;.

والحوار غالبا ما يكون في بادئ الأمر شيء صعب للوصول إلى نتيجة ترضي جميع الإطراف..ومع مرور الزمن يغلب طابع الاشتياق إلى التفاؤل..والبعض يفضلون تسمية تلك المرحلة بالماراثون إي هذه اللعبة التي يقطع فيها المتسابقون ألاف الأميال من اجل الوصول إلى خط النهاية ومن هذا نفهم بأن الحوار قد يتطلب وقتا طويلا من الزمن لكي يعطي ثماره.

ويقال أيضا إن الحوار هو الحل الوسط بين الحروب والاحتدام الذي يسبق الحروب..
بعدما طغى العنف والتراشق الإعلامي وتبادل الاتهامات بين الكتل السياسية في العراق..ظهرت أهمية الحوار لكي يجلس الجميع حول المائدة المستديرة رغم إن الحوار لم يعطي ثماره لحد ألان لكنه استطاع أن يجنب العراقيين الكثير من المشاكل واستطاع أيضا أن يخلص العراق من فترة طويلة بدون حكومة لكن كما قلنا ان هذه الحكومة لا ترضي طموح الجميع لكنه السلطة الوحيدة في العراق.

إما إذا كان الحوار هو بمثابة الهروب من الواقع فان الأمر يختلف في هذه الحالة لأنه يفتقد خارطة الطريق إضافة إلى إن الطرف الذي أعلن الحوار يجب إن يراعي جميع التحركات التي قد تسبب انزعاجا لدى الطرف الذي يريد الحوار معه..حيث يكون هذا الحوار مجرد ضياع للوقت من المقابل في سبيل تنفيذ بعض الأجندات المخفية..
من هنا استحالة الابتعاد عن الحوار الذي نحتاجه هذه الأيام..ولا يجو. أن نترك مشاكلنا دون حلول وعلينا أيضا ان نتقبل الأخر، فبلد مثل العراق ذات مكونات اثنية ودينية كثيرة يكون التعامل مع هذه المكونات بحذر بغية عدم إفشال الحوارات التي تجرى في أصعب الأوقات و الأمور.

التفاؤل في الشأن العراقي هو أن الإطراف اتخذوا قرارا حازما ألا وهو مهما كانت خلافاتنا ومشاكلنا فأن وقت الحوار قد حان