(فالجر مينورتي وسايلانس ماجورتي) كلمة سمعتها مراراً وتكراراً فهمت فحواها الضيق وهي الربط بينه وبين كلمات مارتن لوثر كينج (المصيبة ليست في ظلم الأشرار وإنما في صمت الأخيار)، ولكن في الواقع هذا التعبير يطابق حالة مصر اليوم فمظاهرات يوم 29 يوليو كانت مثال حي لفكر أوسع لهذا التعبير فالفئة القليلة ذات الصوت المرتفع حاولت إظهار صورتها على أنها الأقوى والأفضل والأعلى صوتاً وعدداً ولكنها في الواقع صورة مزيفة لأن هناك 80 مليون مصري الغالبية الصامتة تشاهد المشهد عن بعد ولا تشارك وهي طامة كبرى فصمتهم يضر ليس بمصر اليوم فقط بل بمصر المستقبل.

مصر اليوم في مرحلة مخاض جديد مرحلة تكوين لا بد لكل القوى أن تشترك فيها لأن مصر تشبه الآن أرض فضاء فى مرحلة تشكيل جديد لمن يضع يده.. أنها ليست دعوة للتناحر بين فئات الشعب بل إنها دعوة للمشاركة حتى لا يطغي صوت الأقلية ذات الصوت الزاعق على الأغلبية الصامتة محبي مصر.

إنها دعوة لإثبات الذات لصالح مصر... للحب للمشاركة بفاعلية... ليتنا نتعلم من صمت الغالبية التي ضيعت مستقبل نقابات بعد سيطرة فئة قليلة عليها إن الصمت جريمة فالدين يذكرنا بأن الصامت عن الحق شيطان أخرس.

إن فضاء مصر اليوم بحاجة ليس لصوت زاعق يفرض نفسه على الجميع من خلال أسلحة بدائية مثل التكفير، والتخوين، والعمالة.. بل إنها تحتاج لكل الأصوات لتشارك جميعاً في صنع مصر، مصر الليبرالية... مصر الأم... مصر الأمان... مصر المستقبل... لكل مصري أمين على مصريته يعمل لمصر ولأجل مصر.

بالطبع إن ارتفعت أصوات الصامتين سوف تتغير مصر للأفضل تاركة عنها أيديولوجية الأجيال السحيقة، تاركة المجتمع الذكوري... وسوف تتغير مصر للأفضل فغداً سيتم اختيار سيدات كمحافظين لمحافظات عديدة ليشارك 50 بالمائة من قوة المجتمع في بناءه (مجتمع صحي قادر على ضم فئاته) وسيتم اختيار أقباط محافظين بدلاً من سيادة الفكر العنصري الذي للجماعات الدينية التي تتخذ الدين ذريعة لإقصاء الآخر (لا ولاية لذمي على كافر) لما رُفِضَ المحافظ القبطي بعد تجميد قيامه بوظائفه لمدة 3 شهور لتصبح قرارات مجلس الوزراء رهن الجماعات المتطرفة.

إن مصر تحتاج سواعد أبنائها ومن لم يشارك لن يظهر في الصورة ولن يساهم في صنع مصر المستقبل.

فشباب مصر قدموا أرواحهم ودمائهم من أجل مصر من أجل شئ نافع عظيم ولكن ما نراه اليوم من تيارات مؤدلجة كانت تُسَّبح بإسم الحاكم وتعمل بأجندات أمن الدولة وتحت إرشادها، تعيش بفكر من قرون مضت رافعة شعار عدم الخروج على طاعة الحاكم حتى لو كان متجبراً تحاول اليوم السطو على مصر كلها وحصد مكتسبات الثورة مستوردة فكر صحراوي كاره للآخر.. وجماعات لم تظهر إلا في اليوم الثالث للثورة!! تحاول أيضاً حكم مصر من خلال صناديق الإنتخابات مستغلة بساطة الشعب مستخدمين الشعارات الدينية لدغدغة مشاعر البسطاء لتتخلص مصر من الديكتاتورية العسكرية لتحل محلها الديكتاتورية الدينية فصناديق الإنتخابات عديمة البصر أتت بعتاة الإجرام في العالم مثل هتلر وموسليني وحماس...

أخيراً: إن مصر تستحق كل صوت صامت لنشارك جميعنا في صنع بلدنا ومن يقف موقف المتفرج ستدهسه عجلة المؤدلجين وستسحقه وتسحق مصر كلها لتتأخر أكثر وأكثر لتتحول الثورة البيضاء لعورة!!! حاشا.

[email protected]