لا تنه عن خلق و تأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم، بيت شعر مشهور ذهب مثلا لکل من ينهى الآخرين عن خلق سئ لکنه يأتي ذلك، و الواقع أن النظام الديني المتطرف في إيران، يکاد أن ينطبق عليه هذا المثل تماما من دون زيادة او نقصان، فهو و في خضم الصراع و الکفاح القانوني و السياسي المرير الذي خاضته منظمة مجاهدي خلق من أجل رد الاعتبار لنفسها من جانب الدول الغربية التي حشرتها في لائحة المنظمات الارهابية بنائا على سياسات خاطئة و غير سليمة أتخذتها کمحاباة و کمسايرة و مداهنة للنظام الايراني، وبعد أن تمکنت المنظمة و بسبب من عدالة قضيتها و منطقية حججها و مبرراتها ضد ذلك القرار المجحف، نجحت في دفع دول الاتحاد الاوربي الى إخراجها من تلك اللائحة و توجهت بعد ذلك صوب الولايات المتحدة الامريکية التي تشکل أساسا المحور الذي إرتکزت عليه عملية صياغة ذلك القرار الظالم و غير المنصف تجاهها، وهي خطوة نوعية أطارت ذلك الشئ من الصواب المتبقي في رؤوس الملالي من جراء الانتصارات السياسية المتوالية التي تحرزها المنظمة على الصعيد الدولي، ولأجل ذلك فقد بادرت الى دفع لوبيها في بلاد(الشيطان الاکبر)، للتحرك و العمل لکن طبعا ليس ضد الشيطان الاکبر، وانما ضد أبناء وطنها من اولئك الذين رفضوا مبدأ(ولاية الفقيه)الاستبدادي الدکتاتوري، والغريب أن المحور و الاساس و المبرر الذي إنطلق منه لوبي(ولاية الفقيه)في بلاد(الشيطان الاکبر) ضد مساعي المنظمة، انه يتهم المنظمة بأنها تدفع مبالغ طائلة لمشرعين و ساسة و أمريکان کي يساعدونها على الخروج من القائمة السوداء، وهو إتهام غريب جدا، ذلك أن لوبي الملالي الذي إجترع بمرارة کؤوسا من السموم وهو يشهد إذعان دول أوربا لحجة و منطق منظمة مجاهدي خلق و يصدرون بالتالي قرارات منصفة و عادلة بإخراجها من قائمة المنظمات الارهابية وهي قرارات کان لابد أن تصدر قبل تلك التواريخ، هذا اللوبي، لم يسبق له وان إتهم المنظمة بأنها دفعت اموالا للمشرعين و الساسة الاوربيين کي يخرجونها من القائمة، إذ أن مثل ذلك الامر و کمسألة منطقية ليست في حدود إمکانية(متواضعة) لمنظمة سياسية معارضة بل تحتاج الى إمکانية دولة غنية حتى وليست أية دولة، لکنها و کدأب تفکيرها الشيطاني الخبيث، وجدت أن الامر مناسب جدا لو تم إطلاقه بوجه مساعي المنظمة في الولايات المتحدة الامريکية، وکما هو حال نظام ولاية الفقيه الذي يعيش و يستمر اساسا بالاعتماد على الاموال الطائلة التي يدفعها و يبذرها هنا و هناك من أجل ديموته و بقائه و الحفاظ عليه من عوادي الزمن و نوائبه، ويقينا أن صفقة توتال المخزية مع فرنسا و التي أفتضح أمرها لاحقا و تبين کيف يقوم هذا النظام بصرف أموال الشعب الايراني ليس من أجل بناء مستقبله و رغد عيش أجياله القادمة، وانما من أجل مصلحته الخاصة و في سبيل الحفاظ على نفسه فقط و البقاء على سدة الحکم لحفنة سنين أخرى، هذه الصفقة و صفقات و أمور کثيرة أخرى، إضافة الى التغلغل المريب لهذا النظام في الاوساط الاعلامية من خلال عمليات(تجنيد)، نخب خاصة و نماذج مختلفة من أجل خدمة أهداف و سياسات هذا النظام، بل أن نظرة متفحصة للأسباب التي حالت دون التطور الطبيعي لملفات الاغتيال السياسي الذي قام به الملالي في کل من برلين و فينا بوجه خاص(عمليتي إغتيال عبدالرحمن قاسملو و سعيد شرفکندي)، والتي ثبت ضلوع النظام فيها، تؤکد أن النظام إستغل ثقله الاقتصادي في تلك الدولتين و وظفهما من أجل التغطية على جرائمه، کما أن شراء الاصوات و الذمم خصوصا بين الاوساط السياسية و التشريعية النافذة في دول المنطقة و دول مهمة في العالم(خصوصا الغربية و بالاخص الولايات المتحدة)، باتت هي الاخرى من المعالم الخاصة التي تميز نظام ولاية الفقيه عن غيره من الدول. ان المساعي المحمومة و الاستثنائية التي يبذلها النظام الايراني في معقل(الشيطان الاکبر) و محاولاته الحثيثة لإقامة علاقات خاصة مع جمع أکبر من(شياطين) أمريکا، تؤکد من دون شك أصالة ولع هذا النظام و تعلقه بالشياطين و خبرته الکاملة في إستمالتهم، لکن النقطة المهمة التي يجب أن لاتغيب عن بال هذا النظام المتطرف، أنه يلعب في وقت حساس و خطير جدا و ان الامور لم تعد تجري لصالحه کما کان خلال العقدين المنصرمين، مثلما أن الولايات المتحدة الامريکية أيضا قد صارت أمام مفترق حاسم و لابد من أن تتخذ موقفا واضحا و صريحا من تعقيدات الملف الايراني و أن تکف عن سياسة إرضاء الملالي و التي ثبت أنها سياسة عقيمة و فاشلة بالکامل وان منظمة مجاهدي خلق التي يقلل هذا النظام من شأنها من جانب، و يوظف کل إمکانياته في سبيل إسکات و منع صوتها و دورها على مختلف الاصعدة من جانب آخر، يؤکد من دون شك الاهمية الاستثنائية لهذه المنظمة و الدور البارز الذي ينتظرها من أجل إنهاء تسلط نظام ولاية الفقيه على مقاليد الحکم في إيران، ويقينا أن أفضل مفتاح لحل الازمة الايرانية و إنهاء هذا النظام يتحدد في منظمة مجاهدي خلق التي لها خبرة و ممارسة طويلة و کبيرة في مقارعة و مواجهة و فضح سياسات و ممارسات هذا النظام، وان على واشنطن أن لاتکون حجر عثرة او عامل سلبي بوجه هذه المنظمة کما إبتغى و يبتغي النظام الايراني وعليها أن تسلك سبيلا آخرا سوف يکون له أبلغ الاثر في تقليم أظافر النظام تمهيدا لبترها.

اليوم، تدور في واشنطن رحى حرب ضروس يبذل فيها نظام الملالي کل غال و نفيس من أجل الحيلولة دون إصدار قرار لصالح منظمة مجاهدي خلق، ويتشبث نظام الملالي بکل شئ و أي شئ يساعدهم لبلوغ هدفهم الخبيث، وهناك طبعا في مقابل هذه الحملة الضروس للملالي، إتجاه أمريکي مناهض للنظام الايراني و مساعيه المشبوهة من أجل حرف و تشويه الحقائق و قلبها لصالحه، مثلما أن هناك أيضا صوت و صدى الموقف المبدأي و الاخلاقي لمنظمة مجاهدي خلق التي کانت و منذ عام 1995(تأريخ صدور قرار وزارة الخارجية الامريکية بإعتبار المنظمة إرهابية)، ضحية و کبش فداء من أجل مسايرة و تأهيل النظام الديني المتطرف، وهو صوت طفق الکثير من الساسة و المشرعين الامريکان يحبذون الانصات و الاستماع إليه.

بعد حرب صيف 2006، دفع النظام الايراني بحسب تقارير متعددة أکثر من عشرة مليارات دولار لحزب الله کي يعيد بناء مؤسساته و يستعيد قوته و عافيته، السؤال هو: کم دفع الملالي لشياطينهم الصغار في واشنطن کي يشنوا حملتهم الشعواء هذه ضد منظمة مجاهدي خلق للحيلولة دون إخراجها من قائمة المنظمات الارهابية؟ يقينا الدفع سخي و سخي جدا و حجم سخاوة هذا الدفع تتجلى في إستشراء حالات الفقر و التمزق الاسري و الاجتماعي و إستشراء حالات سلبية داخل المجتمع الايراني لم تکن موجودة أبدا قبل هذا النظام(الديني)، والکلمة الاخيرة التي لابد من قولهاquot;إستنادا على معطيات متعددةquot;: أنه لم يکن في ظل نظام الشاه سوى عشرات من بائعات الهوى المحترفات في شوارع طهران، أما اليوم فهناك أکثر من 400 ألف بائعة هوى(مضطرة و مجبرة) في شوارع طهران ومعظمهن لسن محترفات وانما دفعتهن الاوضاع الاقتصادية السيئة لأسرهن، وما يفقتد هنا تجده في مکان آخر کما أن مايبذر على حزب الله و شياطين طهران في واشنطن تجد الجانب السلبي له في شوارع طهران و المناطق المحرومة الاخرى من إيران، وکما يقول الامام علي أبن أبي طالب: مامن نعمة موفورة إلا و بجانبها حق مضاع!