لي وجهة نظر بخصوص مواقف السيدين موسوي و کروبي و وجهة نظر بصدد رأي أکثرية الشعب و التي برأي السيدين موسوي و کروبي ليست سوى الذي يرتأونه! مثل عام 1997، حيث جاء السيد خاتمي تحت يافطة الاصلاحات و کان الشعب ينتظر تغيير النظام من وراء هذه الاصلاحات التي کانت عبارة عن تحديد المعارضين و من ثم قمعهم. ولحد الان أيضا تجد في أقوال السيد خاتمي و حتى في البيان الاخير للسيد موسوي مسألة الحفاظ على نظام الجمهورية الاسلامية المسألة الاولى التي يطرحونها. في عام 2009، کان الکلام في البداية يدور حول سحب الاصوات التي أدليت بصناديق الاقتراع، في حين کانت أکثرية الشعب بإنتظار تغيير النظام، أما السيدين موسوي و کروبي فکانا في معرض تحديد الاصوات التي أدليت ضمن إطار النظام، أي أنهما کانا يريدان إعادة فرز الاصوات فقط!
الکلام أعلاه هو لستار بهشتي، الذي هو الان حديث الساعة في إيران و القضية الاهم و الاکثر سخونة المطروحة على الشارع الايراني، ستار بهشتي الذي يفضح في هذا الکلام لعبة الاصلاحات بقيادة خاتمي و أماط اللثام عن مسرحية الحرکة الخضراء بزعامة حسين موسوي و مهدي کروبي، لم يکن أمام النظام الايراني من خيار سوى إعتقاله على الفور و زجه في غياهب السجون التي لم يخرج منها سوى جثة هامدة ليدفع حياته ثمنا لذلك الکلام البالغ الاهمية و المعنى و العمق.
تفجر قضية موت ستار بهشتي في السجن و التي تبين بأنها قد کانت من جراء خضوعه للتعذيب بعد إضطرار المدعي العام تحت ضغط الرأي العام الايراني و إرتفاع حدة مشاعر الکراهية و الرفض ضد النظام الى الاعتراف بوجود آثار للتعذيب في جسد ستار بهشتي، مما يعني إعترافا رسميا بقتل بهشتي و القضاء عليه بسبب من مواقفه و آرائه السياسية، والمثير جدا في هذه القضية أنها قد إندلعت في وقت يحاول النظام الايراني و بمختلف الطرق و الوسائل و السبل الامساك بزمام الاوضاع الهشة و الرخوة القائمة في البلاد و التي أشبه ماتکون بالرمال المتحرکة او الهدوء الذي يسبق العاصفة، وان هذه القضية التي لفتت إنتباه الشارع الايراني بقوة و اضحت قضية محورية، کان من الطبيعي أن يکون هناك تضارب و اختلاف في آراء و مواقف المسؤولين بصددها، لکن موقف المدعي العام الذي جاء اساسا من أجل لملمة ذيول هذه الجريمة المروعة و محاولة إيجاد ثغرة ما في سبيل تبرير موقف النظام و جعله خارج دائرة المساءلة، لايمکنه أن يحسم الموقف کما يشاء النظام و يرجو، لأن القضية الاساسية التي ضحى ستار بهشتي من أجلها بحياته هي قضية تغيير النظام، وأن رفضه لإصلاحات مزعومة و للحرکة الخضراء المحددة التحرك و الاتجاه، يأتي من إيمانه بأن کلاهما جاءا من أجل خدمة النظام و کشف مناوئيه و معارضيه لکي يتم فيما بعد تصفيتهم و القضاء عليهم کما حدث عام 1997 و 2009، ولذلك فإنه من المنتظر و من المتوقع أن تستمر هذه القضية و تتخذ أبعادا أکبر و أعمق لکي تتطور من قضية جريمة قتل على خلفية قضية رأي الى قضية محاکمة نظام و تغييره.
ستار بهشتي الذي بدأت بعض الاوساط الاعلامية تطلق عليه لقب عزيزي إيرانquot;تيمنا بعزيزي تونسquot;، من المؤمل جدا أن يصبح اسمه شعارا و مبدئا اساسيا لحرکة تغيير حقيقية جذرية في إيران، حرکة تنادي: الشعب يريد تغيير نظام ولاية الفقيه و إسقاطه!
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات