دق جرس هاتفي في ساعة متأخرة من الليل، وجدت رقما يبدأ بالكود المصري أسرعت بالرد وإذا بالمتحدث قداسة الأنبا تواضروس الثاني البابا الجديد للكنيسة القبطية الأرثوذكسية خفق قلبي ولم أصدق أذناي أنني أستمع لقداسة البابا وعلي هاتفي!!. هنأت قداسته بإختيار السماء له وتمنيت له التوفيق في مهمته الشاقة وشكرته كثيرا علي هذه المكالمة التي لم أكن أتوقعها علي الإطلاق.

بعيدا عن سعادتي بل وإبتهاجي بمهاتفة قداسة البابا لشخصي الضعيف أمتلأ قلبي بالسعادة وامتلأت عيوني بالدموع بمجرد أن أنهي قداسته معي المكالمة، سعادتي لم تكن لمجرد أن شخص مثلي حظي بإهتمام قداسة البابا، ولكن سعادتي ودموعي كانت بإحساس ملأ قلبي بأننا مقبلون علي عصر جديد، عصر نستطيع التحدث فيه لقداسة البابا دون وساطة وبدون أسوار حديدية منيعة بناها البعض حول قداسة البابا المتنيح القديس الأنبا شنودة، فكانوا يدخلون إليه من يريدون إدخاله ويمنعون عنه من يريدون منعه من الوصول إليه، كانوا يعرفونه مايريدون البابا أن يعرفه ويمنعون عنه ما يريدون ألا يعرفه، الآن أستطيع أن أقول ان هذا العهد الذي قد أنتهي وللأبد والثعالب الصغيرة التي أفسدت الكروم قد زالت بلا رجعة، وأصبح باب البابا مفتوحا للكل كبير وصغير، ولم يعد الأبناء في حاجة إلي وساطة ليتحدثوا إلي إبيهم، ولم يعد هناك حواجز تمنع صاحب كل مظلمة من الوصول لرأس الكنيسة لتقديم مظلمته.

البابا تواضروس لم يكن الإختيار الأول لكثيرين من الأقباط ولكنني وأن كنت صاحب عبارة أن من ستختاره السماء في القرعة لن نكتفي بقبول الأمر ولن نكتفي بالرضا بل أننا سنفرح به والآن أستطيع ان أقولها و بأعلى صوت أننا سعداء ويملانا الفرح بإختيار السماء لنا.

الأشياء القديمة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا فقد أصبح لدينا بابا يحمل موبيل ولديه إيميل وخبرة كبيرة في التعامل مع الكمبيوتر، ونستطيع أن نصل إليه من خلال رسالة علي الهاتف أو من خلال رسالة عبر الإيميل أو حتي بوست من خلال الفيس بوك، لقد أراد الله ان يهدم الحواجز بيننا وبين قادسة البابا.

لقد بدأ عهده بداية قوية فتصريحاته وحواراته تدل علي أنه فاهم ومتابع وقارئ وعارف بأصغر الأمور التي تدور وبأدق التفاصيل، لقد بدأ عهده بتصريح أن التصفيق في الكنيسة من الأمور التى لا تليق، ليفتح لنا باب أمل جديد بأنه لا مكان في الكنيسة للمنافقين، لقد ركز في كل تصريحاته علي أن الدور الرئيسي للكنيسة هو القيادة الروحية فأعطانا أملاً بأن العهد القادم سيكون الإهتمام بالأبناء أكثر كثيرا من البناء الزائل، فالمسيح عندما سيأتي سيأخذ معه الأبناء وسيترك البناء الفاني في الأرض الفانية.

عهد جديد وأمل كبير تولد في داخلنا مع بداية عهد البابا تواضروس الثاني نصلي أن يكمل الله فرحنا وأن يحقق أحلامنا ونصلي له أن يعينه الله في مهمته الثقيلة وأن يحفظه للكنيسة ولشعبها ويمده بكل معونة وحكمة تعينه علي النجاح في مهمته وأن يحفظ لنا الله حياته ونعده أننا سنكون تحت قدميه وسنطيعة وسندافع عنه بحياتنا ولنفرح ونبتهج ونرنم مع السماء مبارك الأتي بأسم الرب.