بشرى للجماهير العربية و الإسلامية بمناسبة موسم عاشوراء السنوي المعتاد وحيث يرفع شعار( كل يوم عاشوراء.. وكل أرض كربلاء..).. فقد بشر قائد قوات الباسيج أو المستضعفين وهو المدعو محمد رضا نقدي الناس وجماهير المنتظرين و المعجبين بدولة الولي الفقيه المقدس الجامع للشرائط من الأنس و الجان و العرب و العجم و البربر.. بأنه وقواته ينتظرون بفارغ الصبر أوامر الولي الفقيه السيد علي خامنئي لتحرير القدس...! بعد الهجمة الصهيونية الأخيرة على غزة و تكرر مسلسل الجرائم الدولية للصهاينة ضد الشعب الفلسطيني، وطبعا جميعنا يتذكر الموقف الإيراني المخزي و المخجل خلال الهجوم الإسرائيلي على لبنان عام 2006 بسبب حماقة حزب اللات الإيراني وحيث أعلن السيد علي خامنئي وقتذاك بان يد إيران مشلولة ولم تستطع الرد!!

بينما كانت طائرات إسرائيل الإرهابية تضرب بعنف و تمزق لبنان شر ممزق وقتذاك وكانت أيادي قوات الولي الفقيه مغلولة حتى العنق! ولم نعرف اسباب ذلك الشلل حتى اليوم رغم أن الأيادي الإيرانية وجميع أذرع الولي الفقيه و كما نعرفها ليست مشلولة أبدا لافي سوريا وحيث يمارس الحرس الثوري خططه الستراتيجية لقمع الثورة و لا في البحرين التي يجيش النظام الإيراني الأطراف البحرينية المرتبطة به ويشجع فرقة حسب الله الطائفية في المنطقة لدعم التخريب بل ويرسم الخطط المستقبلية لتفجير البحرين من الداخل؟؟ و لا حتى في الكويت!! والتي يتحرك فيها اللوبي الإيراني بذكاء وحذر وتقية تثير الإعجاب بكل تأكيد؟ بل أن الأيادي الإيرانية قوية قوة عضلات من يمارسون رياضة ( الروزخانة ) الفارسية المعروفة!!، ومع ذلك لا تتحرك تلك اليد إلا من خلال عضلات اللسان فقط لاغير...! الإيرانيون وخلال أيام الحرب الطويلة مع العراق كانوا يرفعون شعارهم الشهير بأن ( طريق القدس يمر من كربلاء )! و كانوا يصرخون بشعارهم الشهير أيضا ( برايا فتح كربلا.. مهدي بيا )! أي تعال يا المهدي المنتظر لتحرر كربلاء!!

وطبعا لم يأت المهدي ليفعل ذلك ويحرر لهم أرض الكرب و البلاء، بل أن من فعل ذلك وخلال ثلاثة أسابيع فقط لاغير كان جورج بوش الإبن!!وحرر لهم كربلاء و النجف وسلمها لقوات الحرس الثوري ولفيلق القدس الذي إكتفى بالتمركز في منتصف الطريق نحو القدس ولا يتوقع أبدا أن يتزحزح ويغادرها صوب القدس الشريف ليحقق أهداف الشعار الإيراني القديم الذي كان كالشعار المهدوي السالف الذكر مجرد بضاعة إعلانية لمادة غير صالحة للإستهلاك البشري؟ لأن من يدعو لتحرير القدس و ينتظر بفارغ الصبر الأوامر بذلك كما يدعي يشاطر الكيان الصهيوني نفس الموقف في قطاعات عديدة فالإحتلال الإيراني العسكري الشرس للجزر الإماراتية الثلاث يضاف لذلك حالة الإستيطان الإستعماري المدعوم بسلاح المشانق و الإبادة و التصفية الجسدية لإقليم الأحواز العربي المحتل الذي هو أكبر من فلسطين إضافة للتهديدات الإيرانية المستمرة للأمن القومي في الخليج العربي وحتى اليمن وصولا لشمال إفريقيا إضافة للدور الإيراني المشبوه و المرفوض في دعم نظام القتلة وبائع الجولان في الشام وكذلك لبنان جميعها أمور و مسلمات وعوامل تجعل من الدعايات الإيرانية من أهل الحرس و الباسيج وغيرهم مجرد حركات إستعراض بهلوانية لاقيمة لها إن لم تكن مجرد مزايدات رخيصة لم تترجم ولن تترجم أبدا لواقع ملموس، وياللصدفة التاريخية، لقد حدث الإجتياح الصهيوني لبيروت في حزيران / يوليو 1982 بينما كانت القوات الإيرانية تستعد لإجتياح جنوب العراق ومدينة البصرة تحديدا وقد هجم الإيرانيون فعلا على البصرة في ليلة 14 تموز/ يوليو 1982 بهدف إحتلالها وتحت شعار عملياتي يقول ( ياصاحب الزمان.. ادركني )!!

وفي نفس الوقت الذي كانت فيه القوات الإسرائيلية بقيادة المشلول الكسيح شارون تصول وتجول في بيروت وتمارس المجازر و الإستئصال ضد الفلسطينيين والمقاومة الوطنية اللبنانية وقتذاك؟. فأين كان الحرس الثوري الهمام؟ وأين كانت فتاوي الولي الفقيه؟.. اليوم يكرر التاريخ نفسه بشكل مهزلة مضحكة مبكية وحيث يهدد الإيرانيون بحرق وإشعال الخليج العربي فيما يكتفون بالدعوات الصالحات في ملف الصراع مع إسرائيل لأنهم ينتظرون تنفيذ أوامر لن تأتي أبدا من بلاط الولي الفقيه الذي يمارس السياسة والحرب وفق برنامج براغماتي عميق لا يعترف بالشعارات بل بالواقع و مداخلاته وملفاته الكواليسية، فالإيرانيون خبراء للغاية في فنون التفاوض تحت الطاولة وفي تطبيق مبدأ التقية في الحالة التفاوضية!!.

من يحلم بدور عسكري إيراني في لجم إسرائيل فهو يحلم في منتصف الظهيرة، فقوات حزب اللات وبقية المجاميع الطائفية في العراق ولبنان والمنطقة ليست مهيئة أبدا للصراع ضد إسرائيل بل أنها مهيئة لليوم الإيراني الموعود في إحداث الإنقلابات في الدول المجاورة، وكل ما أخشاه حقيقة أن تأتي أوامر الولي الفقيه لتحرير القدس فنرى تطبيقاتها الميدانية تتمثل في نزول قوات الحرس الثوري في سواحل البحرين والكويت و المنطقة الشرقية من السعودية وعلى طريقة صدام حسين نفسها التي حسمت الأمر بالقول بأن طريق القدس يمر من الكويت...!! جميعنا ننتظر رؤية و سماع أوامر الولي الإيراني الفقيه وهي تعلن المباشرة بإعلان الجهاد والشروع في تحرير القدس!! ولكن إنتظارنا سيطول و سنكتفي بسماع السيدة أم كلثوم قدس سؤها وهي تنشد ( يامسهرني ).

[email protected]