ان توقيع معاهدة معاهدة السلام الاسرائيليية-المصرية أدت الى فقدان مصر لجزء من اراضيها بالرغم من استردادها من الجانب الاسرائيلي الذي فرض قيودا كبيرة على تحرك الجيش المصري.
ومن نتائج هذا الفراغ الذي انشأته اسرائيل على الحدود مع مصر هو تعزيز وتوسيع نشاط التنظيمات الجهادية التي تحاول انشاء قواعد للعمل المسلح انطلاقا من هذه الاراضي وما عزز هذه القوى الجهادية ايضا هو انشغال مصر بعد ثورة 25 يناير بالمسائل الداخلية.
ان امن مصر مستهدف اولا من قبل اسرائيل والتي تقوم بملاحقة الجماعات الجهادية داخل الاراضي المصرية، اسرائيل وبالرغم من معاهدة السلام مع مصر فهي طوال الوقت تعمل على التجسس على هذا البلد وذلك نظرا لاهميته بالنسبة للاستقرار في المنطقة واهمية مصر العسكرية والدليل على ان اسرائيل تحاول اختراق مصر هو اعتقال بعض العملاء الاسرائيليين في مصروستجهد اسرائيل على اختراق مصرعلى الصعيد الامني وخاصة بعد تولي الاخوان المسلمين السلطة وتريد اسرائيل معرفة اتجاهات وتفكير الاخوان على الصعيد الاستراتيجي بالنسبة لاسرائيل.
الاستهداف الامني الثاني الذي يواجه مصر هو من قبل الجماعات الجهادية التي تستغل الطبيعة الجغرافية والتركيبة السكانية في سيناء بحيث يتم استغلال السكان البدو من حيث تسهيل تحركاتهم، ان سكان هذه المنطقة يطالبون بحقوقهم من الدولة المصرية لانهم يشعرون بالتهميش والاهمال من قبل الدولة.
تحاول اسرائيل الصاق هذه الاعمال التي تجري في سيناء بالطرف الفلسطيني وخاصة حركة حماس التي تبدو الان غير معنية بالمواجهة مع اسرائيل وخاصة بعد تولي الاخوان المسلمين السلطة في مصر وتحاول مصر برئاسة محمد مرسي التقارب اكثر مع حركة حماس وهذا الامر يشكل ازعاجا لاسرائيل التي من مصلحتها دق اسفين بين الطرفين.
يبدو ان هناك جماعات متشددة تنشط في سيناء وتلقى بعض التأييد من جماعات اخرى متشددة في غزة خارجة عن سيطرة حماس مناهضة لسياسة هذه الحركة التي توقفت عن شن هجمات ضد اسرائيل.
ان حركة حماس مهتمة الان اكثر من اي وقت مضى بالحفاظ على الهدوء وما يهم حماس في هذه المرحلة هو فك الحصارعن قطاع غزة وحرية التنقل للاشخاص والبضائع لترسيخ سلطتها في قطاع غزة.
ان مصر مستهدفة وستبقى كذلك من الخارج ويتم احياء مظاهر عدم الاستقرار في الداخل واللعب على النعرة الطائفية والذي يبدو بأن هناك اياد خفية تلعب في اذكاء هذه الاحداث لتبقى مصر منشغلة بامورها الداخلية وعدم الاهتمام بما يجري من تمرير المشاريع الاستيطانية في فلسطين وبما يجري من احداث مهمة في الوطن العربي.
ان مصر كقوة اقليمية تلعب دورا هاما في استقرار المنطقة وهي جار اسرائيل القوي والتي من الممكن ان تقلب الموازين كافة في حال تم العبث والاستهتار بامنها.
كاتب وصحفي فلسطيني
التعليقات