أطالب بتنظيم وتسليح المسيحيين في سوريا تحت شعار quot; الحرية والديمقراطية quot;، ولا انظر إلى هذه الحركة من منظور طائفي، هناك دعم دولي واقليمي لجميع الطوائف الموجودة في سوريا، سياسي، عسكري، مادي، ولوجستي، فلماذا يبقى المسيحيون السوريون خارج اللعبة السياسية ( متل العادة!)، هل هم دخلاء على هذا المجتمع، وهذه الدولة... هناك من سيتهمني بالطائفية، أو بتحريض الطائفية، مع أني لست كذلك، ولكن(( فليكن))، إن كان الدفاع عن نفسي وعن مجتمعي وعن بقائي ووجودي في بلدي ووطني، مستدعياً أن أكون طائفياً، (( فليكن))، إن الأمور أخذت البعد الطائفي، ولن أتطرق هنا إلى من كان السبب بهذا، ومن حرض على هذا، فلن ابحث عن الماضي، اريد أن أضمن مستقبلي...
في زخم الاحداث الجارية في سوريا وتصاعد العنف السياسي، الطائفي، ازدادت عمليات القتل والإرهاب ضد الشعب السوري، مما دعا لتسلح كل اطراف النزاع، من المعارضة، إلى المولاة، كل الطوائف والاقليات الموجودة تسلحت... السنة، الشيعة، العلويين، الكورد، والدروز، والكل مدعومون من اطراف خارجية، لها ما لها من اجندات على الصعيدين الداخلي والخارجي... أين بقي المسيحيون السوريون، ولماذا لم تتسلح هذه الفئة من هذا الشعب، وما هو السبب، ولماذا لا توجد قوى دولية او اقليمية على الأقل، تدعم هذه الفئة...
التصريحات الدولية، والأفواه الكاذبة لمن يتحكمون في الصراع القائم، لا تكف عن الطلب في الحفاظ على حقوق الأقليات في هذه المجتمعات، ولكنهم في الحقيقة، آخر من يهتم، للوجع الإنساني...
إذا ما هي الطريقة التي تجعل هذه الفئة، تدافع عن نفسها، وعن حقوقها و وجودها... في حديث جرى بيني وبين سوري آخر من الطائفة المسيحية، قال بألم... ما الذي سيجري بنا، وما هو مصيرنا، ( هل سننتظر لتأتي مجموعة من هذه المجموعات الإرهابية، (( لتأخذ زوجتي وأبنتي، بيتي، عملي وأرضي... أمام أم عيني، وانا اقف، ناظراً، لا استطيع فعل شيء، وإن حنَّ عليَّ فقتلني، وإن لم يفعل، لقتلني الف مرة في الدقيقة...))، أتساءل، لماذا هذا الخوف كله، وأن الأمور لن تصل لهذا المستوى، فهناك شرفاء في سوريا، ولكن... بعد أن رأيت مقطعاً مصورا على موقع البي بي سي الإخبارية، لمجموعة ارهابية، سمت نفسها ايضاً ( بالجيش الحر)، عرفت أن الشرفاء السوريون، قد غاب صوتهم... المقطع المصور، الذي أثار الجدل، في سوريا، وخارجها، عما يجري بشكل واضح، عن المجموعة المتطرفة التي استولت على بيت من بيوت أحد المواطنين السوريين، quot; بحد قولهم أنه كان نقيباً في الجيش العربي السوري quot; فهذا كاف ليبرر لهم فعلتهم، ليتعدوا على حرمة البيوت، و يتمتعون بالنظر إلى ألبوم الصور الشخصية، لهذه العائلة، والسباحة في المسبح التابع لهذا البيت، في حين يموت المئات من السوريين يومياً، واسرهم مواطنا سوريا، يدعون أنه من quot; الشبيحة quot;، وقيادته لتنفيذ عملية عسكرية، في شاحنة تمتلئ بالمتفجرات، من دون علمه، فهذا جرم بحد عينه، هذه هي quot; الحرية quot; التي يدعون بها، وهل هؤلاء هم من يطالبون quot; بالديمقراطية quot;، وهم من سيحكموننا في المستقبل، فلتمت هذه quot; الحرية و الديمقراطية quot;، إذا... ولماذا لم تخرج المعارضة الشريفة، لتتبرأ من هذه المجموعة، ولم نسمع اي تصريح في ما يخص هذا الفيديو المصور، إنما عملت، باتجاه آخر...
كيف تريدون من الشعب السوري أن لا يخاف على مستقبله، وكيف تريدون من الأقليات المسيحية، ان لا تقلق على مصيرها... والذي يستجلب سؤال من هكذا نوع، أن المجتمع الدولي، يتستر على هذه الانتهاكات، والدليل أن هذا المقطع المصور تم حذفه اليوم المصادف 23.08.2012، هل كان للمعارضة يد في هذا، أم كان قراراً دولياً، أم قرار بي بي سي، ذو المصداقية والموضوعية والحيادية في نقل الخبر، هذا اخطر بكثير من تلك المجموعات المتطرفة....
اطالب، وأعني بها، يطالب المسيحيون السوريون تسليحهم، ودعمهم، من كافة الأطراف المعنية، دولياً وإقليميا، المدعية بالدفاع عن حقوق الانسان، ليس من الأجل القتال، بل من أجل حماية أنفسهم من هذه المجموعات الإرهابية المتطرفة، فهم ليسوا أقل من الطوائف الأخرى، التي دُعمت من قوى متعددة في المنطقة، فوجودهم اساس، وبقائهم هو بقاء الدولة السورية واستقرارها...
فهل هو. حلال على جماعة، وحرام على فئة أخرى...
كل شيء اليوم... يطالب به... يكون، تحت شعار quot; الحرية و الديمقراطية quot;.
التعليقات