الزيارة التي قام بها وفد من الکونغرس الامريکي لباريس و لقائه بالسيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، بإمکانها أن تکون رسالة خاصة جدا تبعث بها الادارة الامريکية للنظام الايراني في مرحلة بالغة الحساسية و الاهمية من التأريخ الايراني الحديث.

وفد الکونغرس الذي ترأسه النائب دانا رورا باشر، رئيس اللجنة الفرعية لأوربا في الکونغرس الامريکي، وضم الوفد کلا من القاضي تدبو رئيس اللجنة الفرعية لمحاربة الارهاب و برايان هيغنيز عضو لجنة العلاقات الخارجية و عضو کبير في اللجنة الفرعية لمحاربة الارهاب و النائب بول کوك، تباحث مع الزعيمة الايرانية المعارضة في باريس سبل التصدي لأخطار النظام الايراني على السلام و الامن العالميين و فشل المفاوضات النووية لإحتواء برنامج الاسلحة النووية الايراني و الانتهاکات الصارخة لحقوق الانسان في إيران و التهديدات المتزايدة ضد أمن و سلامة حياة المعارضين الايرانيين من أعضاء منظمة مجاهدي خلق في مخيم ليبرتي بالعراق و کذلك إزدياد وتيرة الاعدامات و الاحتجاجات المتصاعدة في إيران و مايجب أن تبادر إليه الولايات المتحدة الامريکية ازاء کل ذلك، يمکن إعتباره نقلة و تطور نوعي ملفت للنظر في علاقة الادارة الامريکية بالمقاومة الايرانية لابد وان يجذب إنتباه و إهتمام المراقبين و المحللين السياسيين بخصوص السياق السياسي الجديد الذي يجري على الصعيد الامريکي و الذي يمکن إعتباره إنتصارا جديدا آخرا للدبلوماسية المحنکة و الرشيدة التي تقودها السيدة رجوي.

النظام الايراني الذي نجح کثيرا في سياسة المماطلة و التسويف و إستغل العامل الزمني بذکاء و نجح في خداع المجتمع الدولي، يبدو أن الامريکيين و بعد أن طفح الکيل و تقطعت السبل بهم ييممون وجههم صوب المعارضة الايرانية بصورة عامة و صوب المجلس الوطني للمقاومة الايرانية بزعامة السيدة مريم رجوي بصورة خاصة، وهو ما يجسد في حقيقة و واقع أمرهquot;يأساquot;أمريکيا مفرطا من رهانquot;الحل الدبلوماسيquot; للأزمة النووية الايرانية، خصوصا فيما لو وجدنا أن الرئيس الامريکي باراك اوباما قد أطلق قبل أيام تصريحاquot;تمنىquot;فيه إيجاد حل سياسي للازمة مع النظام الايراني، لکن ومثلما أکدت و تؤکد المقاومة الايرانية دائما من أن هذا النظام لايمکنه أبدا التخلي عن برنامجه النووي أبدا لأنه بمثابة کلمة السر الاساسية له و التي بمقدورها فتح العديد من الابواب الاقليمية و الدولية بوجههم، ويظهر بأن الامريکان قد بادروا هذه المرة الى رد سياسي سريع جدا على تعنت و مماطلة و تسويف ملالي إيران، عندما بعثوا بوفد رفيع المستوى من الکونغرس الامريکي للقاء أبرز زعيمة في المعارضة الايرانية و التباحث معها بشأن الاوضاع السياسية في إيران، وهي رسالة أکثر من واضحة ان لم تکن بديهية للنظام الايراني بأن مرحلةquot;هدر و إضاعة الزمنquot;قد إنتهت و ليست شارفت على الانتهاء وان الامريکان و المجتمع الدولي لم يعد بوسعهم البقاء منتظرين أمام حسينيات النظام و جاء وقت الجد و الحزم مع هذا النظام الذي يبدو أنه قد تمادى ليس کثيرا فقط وانما أکثر من اللازم!

[email protected]