لم تعد الحکومة الترکية تخفي ميولها لإجراء محادثات مع الزعيم الکردي عبدالله اوجلان في سجن إيمرالي و بذلك فقد أثبت اوجلان بأنه يمثل رقما صعبا في حل و معالجة المسألة الکردية في ترکيا وان البحث عن حل للمشکلة في أربيل او غيرها مجرد لهاث غير مجدي خلف سراب بقيعة.
منذ بروز عبدالله أوجلان کزعيم کردي و إنتشار تأثيره في الشارع الکردي بشکل ملفت للنظر، سعت أطرافا محددة للحد من هذا التأثير و سلکت اساليب شتى من أجل تحجيم و تحديد دور و تأثير أوجلان في الشارع، وقد لانبالغ فيما لو قلنا بأنquot;البعضquot; من هواة الزعامةquot;الموروثةquot; قد تنفسوا الصعداء عند نجاح عملية إلقاء القبض على اوجلان و التي شارکت فيها الاستخبارات الامريکية المرکزية و الموساد الاسرائيلية و الميت الترکية ظنا منهم أن الرجل قد إنتهى أمره و سيصبح في خبر کان.
إقتياد اوجلان الى إيمرالي و سجنه هناك بطريقة غريبة و فريدة من نوعها، أعطت إنطباعا خاصا للعالم کله بالحجم و الاهمية التي مثلها و يمثلها هذا الزعيم المقاوم و المکافح من أجل شعبه بالنسبة لترکيا، ولئن کان العديد من قد راهنوا على أن دوره قد إنتهى، لکن الضجة التي أثيرت و لازالت تثار من وراء تلك المؤامرة القذرة التي جرت لإعتقاله و إزدياد شعبيته و حب الشعب الکردي في ترکيا و بقية الاجزاء الکردية الاخرى له، دفع الاتراك کي يراجعوا حساباتهم کثيرا بشأن التخلص منه، خصوصا وانهم قد جربوا مختلف الطرق و الخيارات المتاحة من أجل حل و معالجة المسألة الکردية بإسقاط اوجلان و حزب العمال الکردستاني منها، فوجدوا أنفسهم يدورون في حلقة مفرغة و يخوضون غمار جدل بيزنطي سقيم لاأمل من وراءه سوى هدر الوقت، ولذلك وبعد أن راهن الاتراك على أربيل لفترة طويلة نسبيا وجدوا أن رهانهم هذا خائب تماما لأن الزعامة الکردية في العراق باتت تتراجع و تتقوقع على نفسها بل وانها باتت مهددة في عقر دارها ومن هنا فإنها لاتصلح أبدا لکي تکونquot;وصيةquot;على کرد ترکيا و تعالج مشکلتهم بل أن الاجدى بها أن تعالج مشاکل الاقليم التي و بفضل إستشراء الفساد بصورة مريعة و استثنائية قد وصلت الى منعطف يتسم بالخطورة.
حل المسألة الکردية في ترکيا، شأن مرتبط بالشعب الکردي في ترکيا نفسها و بالزعيم اوجلان نفسه الذي صار بمثابة مانديلا الشعب الکردي وان صموده البطولي حيال الضغوطات و مختلف أنواع الحرب النفسية التي مارسته السلطات الترکية بحقه قد دفعت بها في النتيجة و بسبب من محبوبيته و شعبيته الواسعة بين الشعب الکردي، الى مراجعة حساباتها و توصلها الى قناعة تامة بأن الحل يبدأ من إيمرالي و ليس من أربيل.
- آخر تحديث :
التعليقات