العباءة والخنجر Cloak and Dagger

للتوضيح مصطلح العباءة والخنجر مصطلح ظهر في أدبيات تشالرز ديكنز الروائي الانجليزي المشهور عام 1841 ومترجم من اللغة الفرنسية de cape et d'eacute;peacute;e والمقصود بهذا المصطلح quot;التآمر والخداع والتجسس والطعن من الخلفquot;.


عباءة أردنية من بقايا البعث:

بينما يواصل نظام دمشق شن حرب عشواء ضد الشعب السوري وتقصف طائراته الروسية الصنع المناطق السكنية المأهولة وجيشه الباسل يغتصب ويقتل ويعدم ميدانيا، يقوم وفد من بقايا اليسار القومجي الأردني وتوالف البعث الفاشل بزيارة ولاء تملقية للطاغية السوري واهدائه عباءة أردنية تقليدية بدوية مقصبة كرمز لتأييد المجازر والمذابح التي يتركبها بحق الشعب السوري الذي يطالب بالحرية والتغيير.

فقد وكما كان متوقعا أثارت زيارة الناشطون المؤيدون للرئيس السوري بشار الأسد عاصفة من الجدل والإعتراض الشعبي في الأردن في الوقت الذي بدأت فيه الجبهة المعارضة لبشار في عمان بالدعوة لتجديد الإعتصامات أمام مقر سفارة دمشق في عمان.


يقابلون دكتاتورا:

التملق والتزلف وصل أوجه عندما وصف أحد الزائرين بشار الأسد برائد الأمة. وختم بقوله: أنت من الأمة، وأنت للأمة، ونحن معك. وكذب رئيس الوفد الزائر عندما عبر عن تضامن الشعب الأردني بمختلف شرائحه وفئاته مع الشعب السوري في محنته التي يعيشها اليوم، مؤكدين أن شرفاء العرب لن يتركوا سورية وحيدة في مواجهة ما تتعرض له من مؤامرات وأن الدم السوري الذي سال كان دفاعا عن كل العرب الشرفاء وبه ستكتب سورية نصرها القادم. هذا كذب وتضليل لأن الغالبية الساحقة من الشعب الأردني تدين بشار الأسد وتطالب بسقوطه وتتعاطف مع الشعب وليس مع نظام المجازر.


هذا الوفد ينتمي لتلك الفئة من البشر التي كانت تطبل وتزمر وتصفق لصدام حسين اعتقادا منها ان هذا البطل سيحرر فلسطين وسيهزم المؤامرة الامبريالية ويتصدى للنفوذ الأميركي. هذا البطل وبسبب السياسات الكارثية انتهى به المطاف في حفرة بائسة لا تليق بابن عرس. (ابن عرس حيوان كبير يشبه الجرذون).

تلك الفئة من بقايا اليسار الأردني لاتزال تؤمن ان دمشق هي قلب العروبة النابض وان بشار الأسد سيحرر فلسطين ويتصدى للنفوذ الأميركي وهو رمز الممانعة والمقاومة. بكيلهم المديح المفرط اثبت افراد الوفد أنهم مغفلون وساذجون من ذوي التفكير السطحي ومن النوع الذي يسهل خداعه وغسل دماغه بالشعارات والثوابت. وما هي الثوابت؟


ثوابت بشار الأسد:

أكد بشار الأسد للزائرين الساذجين انه لن يتنازل عن الثوابت والمباديء. لنتفحص بدقة هذه الثوابت التي يقول بشار انه لن يتنازل عنها ويتمسك بها مهما كان الثمن. وعلى رأس الثوابت التي يتمسك بها بشار الأسد هي المنصب والكرسي ولن يتخلى عن هذا quot;الثابتquot; مفرد ثوابت، حتى لو تم ابادة الشعب السوري بأكمله. أما الثوابت والمباديء الأخرى التي يتمسك بها النظام فهي:

1- دعم المقاومة الشفهي الشعاراتي :

عندما غزت اسرائيل لبنان عام 1982 وقف الجيش السوري الباسل متفرجا. وعندما غزت اسرائيل لبنان صيف 2006 ماذا فعل الجيش السوري الباسل؟ لم يفعل شيئا ولم يشارك بأي معارك بل قدم شعارات صوتية ودعم شفهي فقط. وعندما شنت اسرائيل هجوما على غزة اواخر عام 2008 و بداية 2009 لم تقدم سوريا سوى الدعم الشفهي والشعاراتي. اذا مسألة دعم المقاومة هي أكذوبة انطلت على البسطاء والساذجين في الشارع العربي. الاستنتاج ان شعار دعم المقاومة هو مجرد شعار.



2- الحفاظ على هدؤ جبهة الجولان:

كشفت الصحف الأميركية وتصريحات قادة اسرائيليين ان بقاء الأسد في السلطة هي مصلحة اسرائيلية استراتيجية. وهذا يفسر رفض اوباما تسليح المعارضة خوفا من وقوع الأسلحة بألأيدي الخطأ وقد تهدد اسرائيل مما عزز الاعتقاد السائد ان اسرائيل تعارض سقوط النظام السوري لأنه حافظ على هدؤ جبهة الجولان لأكثر من 40 عام. هذه هي أهم ثوابت هذا النظام وهي الحفاظ على أمن اسرائيل.

3- شعار الرد المناسب في الوقت المناسب

يمكن قراءة هذا الشعار الهام بطريقة اخرى وهي على اسرائيل ان تطمئن انه سوف لا يكون هناك اي رد ضد الانتهاكات الاسرائيلية للاجواء السورية وضد الغارات الاسرائيلية. وبعد كل انتهاك او غارة يخرج وليد المعلم او وزير الدفاع او الاعلام ليقول سيأتي الرد المناسب في الوقت المناسب أيquot; اطمئني يا اسرائيلquot;. انتهكت اسرائيل الاجواء السورية في عدة مناسبات وشنت غارات على منشأة دير الزور في ايلول عام 2007 ولا يزال الشعب السوري ينتظر الرد المناسب. تم اغتيال قيادات فلسطينية ولبنانية من قبل الموساد الاسرائيلي على الأراضي السورية ولم يأتي أي رد. وقبل ذلك في حزيران 2006 حلقت طائرات ف16 الاسرائيلية فوق القصر الجمهوري قرب اللاذقية ولم تتصدى لها الدفاعات الجوية السورية. وفي اكتوبر عام 2003 شن الطيران الاسرائيلي غارة جوية استهدفت معسكر تدريب عين الصاحب ولم تقم سوريا بالرد. وسوف لا يرد النظام السوري على الغارة الأخيرة 30 يناير على قافلة اسلحة متوجهة لحزب الله ومنشأة ابحاث.


4- دعم الاغتيالات:

سلسلة الاغتيالات في لبنان من الثوابت التي يمارسها النظام ويطبقها على الأرض بالتواطؤ مع عملاءه في لبنان. ابتداء من اغتيال كمال جنبلاط عام 1977 مرورا بطوني فرنجية عام 1978 وبشير الجميل عام 1982 ورشيد كرامي 1987. وتبع ذلك مفتي لبنان الشيخ حسن خالد 1989 ورينيه معوض الرئيس الاسبق للبنان 1989. الاغتيالات لم تتوقف حيث تم اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري عام 2005 وأبرز الاغتيالات بعد رفيق الحريري وبنفس العام الصحفي سمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني وفي عام 2006 تم اغتيال بيار الجميل ثم وليد عيدو وانطوان غانم. ثم تم اغتيال فرانسوا الحاج عام 2007 ثم وسام عيد عام 2008 ووسام الحسن رئيس فرع المعلومات لقوى الأمن الداخلي عام 2012. الاغتيال والغدر هي من الثوابت الهامة في قاموس البعث السوري الذي لا يتخلى عنها مهما حدث.


5- دعم الارهاب:

بعد غزو العراق قام النظام بتسهيل دخول الارهابيين الجهاديين والقاعديين الى العراق ليفتكوا بالشعب العراقي. الهدف المعلن هو مواجهة آلة الاحتلال الأميركي واحباط المشروع الأميركي. ولكن الارهابيون اختاروا الأهداف الشعبية السهلة وقتوا الآف العراقيين. المخزي الآن ان نوري المالكي يدعم بشار الأسد لاسباب طائفية وغفر لبشار الأسد وهذه قصة اخرى.

فعندما يقول بشار الأسد لأهل العباءة quot;لا تنازل عن الثوابتquot; يعني بذلك السكوت عن احتلال الجولان ومواصلة الدعم الشفهي للمقاومة ومواصلة الاغتيال في لبنان ومواصلة الممانعة اللفظية والتمسك بالسلطة حتى لو تم ابادة الشعب السوري بأكمله.



لندن