حينما كتبنا سابقا وأكدنا بأن النظام الإيراني وحلفائه في المنطقة يعتبرون المعركة التحررية الشعبية في الشام الحرة بمثابة معركة المصير الواحد للنظامين في دمشق وطهران وبقية مراكز العملاء والوكلاء و الخلايا السرية الإقليمية فإننا لم نكن نمارس السحر و التنجيم أو ننظر في حجاب الغيب، وإنما كان ذلك من خلال الرصد و التحليل و المتابعة لعلاقات ستراتيجية تخادمية إستمرت أكثر من ثلاثة عقود حافلة وإنتحارية حفلت بملفات وجرائم دولية، والنظام الإيراني وهو يعيش بكل جوارحه اليوم تداعيات السقوط الحتمي و القريب للنظام السوري يعلم جيدا بإن سقوط بشار معناه إنهيار أهم الحصون الدفاعية للنظام الإيراني، فهو المخدة الستراتيجية التي تنام عليها أحلام حكام إيران وهم يمارسون عربدتهم في الشرق و الخليج العربي بعد أن تمددوا نوعيا وكميا بعد إحتلال العراق أمريكيا عام 2003 مما سهل لهم تنمية وإنجاز نفوذ ستراتيجي غير مسبوق في التاريخ الإيراني الحديث، وهاهو أحد الملالي العقائديين التابعين للفقيه والمرشد الرفيق علي خامنئي و المدعو الشيخ مهدي طالب، يبق البحصة و يفضح المستور و يطلقها على الملأ و أمام الناظرين و المتابعين يوم 14 فبراير 2013 من أن سقوط دمشق تعني ستراتيجيا سقوط طهران؟ لا بل أنه قارن بين درة التاج الإيراني إقليم الأحواز المحتل بسوريا حينما قال إن إحتلال الأحواز أقل أهمية من إحتلال دمشق لأنهم حسبما قال يستطيعون تحرير الأحواز إن إحتفظوا بدمشق!! بل أنه تجاوز كل الحدود و السدود وأعتبر أن الجمهورية العربية السورية هي بمثابة المحافظة ال35 لإيران!! وفي ذلك طعنة نجلاء للشعب السوري ولذلك الجيش الذي يقاتل شعب سوريا الحرة وجيشها الحر، وبما يجعل تحرير دمشق والشام من نير الإحتلال الإيراني حالة جهادية مقدسة وحتمية ولا مناص منها، ولكن الذي لايعرفه الرفيق الملا ( مهدي طالب ) بأن رؤيته الستراتيجية هي مثقوبة بالكامل، لأن تحرير الشام الحرة أمر لايستطيع نظام طهران بكل صواريخه الكارتونية وبكل أرتال حرسه وفيالق عملائه الإقليميين في العراق ولبنان وبعضا من دول الخليج العربي وخصوصا أولئك المعروفين بالإسم والعنوان رغم تقيتهم ونفاقهم لن يستطيعوا أبدا منع المارد السوري الحر من تحقيق هدفه الوطني والديني المقدس، وإن كل أسلحة النظام الإيراني سترتد بالتالي وبالا على الصدور المجرمة التي تخطط لإبادة الشعب السوري ودعم المجرمين من آل الأسد وشبيحتهم الأوغاد القتلة، كما أن مهدي طالب قد كشف المستور أيضا وأزاح عن صدره العامر بالحقد الزبدا حينما تخوف على مصير الأحواز الذي يعيش اليوم حالة غير مسبوقة من الغليان الثوري المؤدي لإشتعال حرب التحرير الوطنية القادمة والحتمية والتي ستصحح التاريخ وتعيد رسم خريطة الشرق القديم التي رسمتها الأيادي الإستعمارية الخبيثة لبريطانيا في مرحلة مابين الحربين الكونيتين، نعم تحرير دمشق الشام وعاصمة المجد الأموي سيتبعه بكل تأكيد تآكل و إنهيار حصون المجرمين والشعوبيين والدهاقنة والبرامكة من الذين نعرف وتعرفون، على بطاح الشام الحرة سيتجرع الصفويون سمهم القاتل الزعاف، وبأيدي السوريين الأحرار وتضحياتهم العظيمة ستشرق شمس الحرية على الشعوب المضطهدة المحتلة ومن أبرزها الشعب العربي الأحوازي الذي سيستعيد هويته الحضارية والوطنية والقومية وإن رغمت أنوف وعمائم ودجالين، نعم في إنتصار سوريا الحرة هزيمة للظلاميين والقتلة والمجرمين ولكل قرامطة وبرامكة العصر الحديث الذين سينالون جزائهم العادل على يد شعوبهم المتأهبة للتحرر والإنطلاق ومن ثم النصر.. صرخة الملا المذعور ( مهدي طالب ) هي بمثابة رسالة إحتضار علنية لمشاريع نظام شعوبي إرهابي أمعن في تمزيق المنطقة وشعوبها والتواري خلف الشعارات البراقة المزيفة وفق أسلوب التقية و النفاق المعروف في سياسة أهل الحكم في طهران، من دمشق ستنطلق كرة النار الملتهبة التي ستحرق من يحتل الأحواز والجزر العربية في الخليج العربي ومن يمارس العربدة الإرهابية في العراق ويدعم القتلة و الشعوبيين وأهل التشطير والإنقسام، الربط بين حرية الشام وحرية الأحواز هي الحقيقة العارية التي كانت مخفية وسط أكوام الشعارات، فنظام البعث السوري كما هو معلوم قد مارس الخيانة القومية وتنكر حتى لمباديء الحزب البعثي الذي يحكم بإسمه وصار شرطيا حقيرا ينفذ مطالب النظام الإيراني ويسلم أحرار الأحواز العربية لمقاصل الدجالين و الشعوبيين في طهران، لقد حصحص الحق وسيزهق الباطل وستتحرر الشام لتعانق الأحواز في ربيع الحرية المقدس، وتبا وسحقا لدسائس القتلة والدجالين وداعمي الإرهاب و أهله.. إن موعدهم الصبح، وسينصر الله من نصره ويخزي القوم المجرمين.

[email protected]