بعد غرق العملية السياسية الكسيحة في العراق، و الفشل الكارثي لأهل الأحزاب الطائفية الذين حطوا على رؤوس العراقيين من خلف غبار و نفايات الدبابات الأمريكية و بالمقويات الإيرانية، بات واضحا بأن عصرا عراقيا جديدا بدأ بالتشكل إعتمادا على مبادرات الشعب العراقي الحر السلمية المحضة والخارجة عن سياقات الأحزاب و البرامج و الخطط و الرؤى الطائفية التي عمقت الخرافة ونشرت الجهل و شجعت كل أسباب التدهور و الإنحطاط الخلقي و القيمي وهو التسونامي المرعب الذي ضرب العراق و شل قدرته، وجعل الفوضى و إحتمالات التشظي و التقسيم هي الحلول البديلة لسياسة الإمعان في الفشل التي أدمنها أهل الأحزاب و العصابات الطائفية التي توضحت وتعرت أمام الجماهير بالكامل طبيعة الروح اللصوصية و المخاتلة التي تميزها، مما جعلها بمثابة أحزاب للقرصنة و النهب و التسلط وليس للبناء و التنمية و التعمير و الإستخدام الأفضل للموارد لكنس التخلف، وبناء العراق الجديد الموعود الذي حلم به جيلنا لعقود طويلة وهو يناضل للخلاص من التبعية و الدكتاتورية و الإستبداد، ثورة الجماهير العراقية الحرة السلمية في مدن الإنتفاضة قد تمكنت من إعادة صياغة ورسم المشهد الداخلي العراق بروح و منطلقات جديدة رغم شدة الهجمة السلطوية الشرسة المنطلقة من أجندات هيمنة خارجية معروفة المصادر و الأهداف، لقد تمكن المنتفضون رغم مراهنة حكام الطائفية السوداء على عنصر الزمن لإفشال الإنتفاضة من فضح المتسلطين وأنتزعوا تنازلات مهمة منهم، و الأهم من كل شيء أنهم تمكنوا من فضح ملفاتهم السوداء و إمتهانهم لحقوق الإنسان العراقي، وأثبتوا أمام الملأ عن كيفية تفنن سلطة البغي و النخلف من إدارة الأزمات عبر تلفيق الإتهامات، وفبركة ملفات الإرهاب الوهمية ضد القوى و الشخصيات و العناصر العراقية الحرة التي تشكل خطرا على مخططاتهم و برامجهم الخبيثة المستندة على إشاعة التجهيل و سيادة ثقافة الخرافة، وهاهو رئيس دولة قانونهم يعترف بعظمة لسانه بجنايات سلطته و بقشلها الذريع، ويهدد مناوئيه ليس بالقانون وسطوته، بل بكشف الأوراق وفضح المجرمين و الإرهابيين بين صفوف جماعته ذاتهم و الذين يعرف الشارع العراقي حق المعرفة وفي فمه ماء كثير بأن النظام الإيراني وغرفه السوداء يقف خلف العديد و الكثير من القضايا التي مزقت الشارع العراقي، و لعل أبرز حالة تفنن نظام حزب الدعوة وشركاه في تثبيتها هي في مطاردته للأحرار وللطاقات الوطنية العراقية التي يشكل تعزيز إنتشارها هما وقلقا للمجاميع الإيرانية المتحصنة بأسوار السلطة لكون ذلك يمثل بداية النهاية الحقيقية للنفوذ و الهيمنة الإيرانية، فيما يتكفل الشعب السوري الحر عبر ثورته المقدسة بمهمة طرد الصفويين من الشرق تماما و نهائيا، وهو ما سيحصل في نهاية المطاف، و سينعكس على وجود الحثالات الطائفية النتنة ليس في العراق فقط بل في عموم الشرق القديم، من الواضح إن مهمة إعادة تشكيل و تنظيف العراق قد بدأت ولاحت بشائرها، وحرب التصفيات القائمة في العراق اليوم بما فيها عمليات كشف الملفات القذرة و فضح المخبوء ستؤدي في ختام المشهد لمتغيرات نوعية و كبيرة أفقيا و عموديا على مستوى إدارة الأزمة و تبلور القيادات الشعبية الجديدة في العراق، فسلاح إسقاط الخصوم عن طريق تشويه السمعة وفبركة الإتهامات قد إنطفأ وهجه بالكامل بعد أن أصدرت حكومة دولة القانون قرارات عفو مثيرة للسخرية ضد عناصر إرهابية حقيقية مارست الإرهاب و الإبتزاز العلني و تدخل نوري أفندي و بجرة قلم لإسقاط تلكم الإتهامات وعبر مؤسسة قضائية منهكة و مخترقة ثبت دوليا أنها مسيسة ولاعلاقة لها بالقانون ولا دولته العتيدة!! وكانت تلك الأساليب قمة المهزلة و عنوانا صارخا للفشل القيمي و الأخلاقي و السياسي.
وبعد كل ماجرى ويجري يتبين للملأ بوضوح و شفافية بأن ملفات الإتهام الإرهابية المشهرة ضد السيد نائب رئيس الجمهورية المطارد طارق الهاشمي ليست سوى فبركات ومحاولات بائسة وعقيمة للنيل من سمعة رجل كل ذنبه الحقيقي عمله الدؤوب بأن ينهض العراق على قدميه، وينخلص من إطار التبعية و الذيلية و الخضوع لنظام وعصابة الولي الإيراني الفقيه، وأن يعود لممارسة دوره الوطني و القومي و الإقليمي بعيدا عن الوصايات و مخططات غرف الصفوية السوداء، و أن يقف وقفة حاسمة وصارمة بجانب الشعب السوري الحر الثائر وهو يحقق بأيادي أبنائه العارية مهمة تنظيف الشام الحرة و الشرق القديم بأسره من بقايا مخلفات الإستبداد النتنة، طارق الهاشمي اليوم ليس طريدا بقدر ماهو طائر حر يبشر بالخلاص، و يسعى لتبيان مظلومية الأحرار في العراق و معهم جموع الشعب العراقي المتحفزة للخلاص من الدجل و الفوضى و الغرق في بحار الصراعات التي لا تنتهي، وضمن إطار تجديد و تحديث مؤسسات السلطة المتهاوية عبر تعديل الدستور العراقي المفبرك و الملغوم، وبناء عقد وطني عراقي حقيقي، و إنهاء الملفات القذرة، و محاكمة كل من تورط في إيذاء العراقيين أو نهبهم و تدميرهم، و إعادة الروح لمؤسسات الدولة العراقية التي إنتهكها الغزاة و أستباحها الأشرار و الجهلة، يكون للسيد طارق الهاشمي دور ستراتيجي مهم لكونه بات يمثل الضمير الشعبي الذي لم تستطع كل إفتراءات و أكاذيب و فبركات دولة اللاقانون الطائفية أن تنال منه، أو تفت عضده، أو تكسر إرادته و تجعله منكفئا يتلمس الخلاص من خلال أدوات نوري المالكي و أبرزها كبير مفاوضيه!! عبر قدرته السحرية.

عزيمة طارق الهاشمي لا تقهر لكونها ليست من معدن صديء و مغشوش و قابل للتطويع و الركوع و الإنحناء، فقد أثبتت لنا الأزمة و المطاردة و التشهير بأن الأحرار لايخضعون إلا لرب العزة و الجلال، كما رسخت الحرب القذرة ضد طارق الهاشمي حقيقة إن الكبار يظلون كبارا و صامدين مهما كانت قوة الضغوط لإن إستجابتهم للتحديات تظل شرطا وحتمية تاريخية لإنتصار الإرادة، فالمسألة في بدايتها و نهايتها صراع إرادات، ومن كان معه الحق لايتردد في خوض الصعاب و بذل التضحيات و مقاومة الظلم، طارق الهاشمي لايحتاج أبدا لقرارات عفو قراقوشية تصدر من أطراف هي متهمة بالأساس و ستخضع بالتالي لمحكمة شعبية عراقية قادمة لا محالة، فرياح الحرية المقدسة لا تعرف التراجع و لا النكوص بل ستقتلع كل أوتاد الدجالين و المشعوذين من الذين نعرف و تعرفون و يعرف العالم أيضا، طارق الهاشمي سيعود بإرادة الشعب العراقي حرا عزيزا، وهو يستحق بكل جدارة و مسؤولية أن يتحمل شرف رئاسة جمهورية العراق الحرة، ويقود بإرادته الصلبة حرب العصرنة و التحديث و التطوير و نبذ الملفات الطائفية النتنة المتخلفة التي لا تليق أبدا ببلد و شعب كان فجرا للحضارات في التاريخ، فغذا بخفافيش الطائفية السوداء و غربانها المشؤومة تحاول حرف مسيرته، طارق الهاشمي هو الرئيس العراقي الحر القادم للعراق الحر الجديد... تلك هي الحقيقة التي يخشاها أهل الدجل و الشعوذة الذين سيكنسهم شعب العراق الحر كما كنس الذين من قبلهم نحو مكانهم الطبيعي و الملائم وهو... مزبلة التاريخ.