قالت الأخبار أن قوات أمريكية عددها حوالي 200 جندياً ( وهو رقم مشكوك فيه) دخلت الأردن لحماية الأردن، من أي اعتداء سوري، في الوقت الذي أعلنت فيه الإدارة الأمريكية رفضها التدخل المسلح للإطاحة بنظام بشار الأسد.
والأسئلة الحائرة الآن هي:
1- ألا يعتبر إرسال 200 جندياً إلى الأردن حماية للنظام الأردني، حيث سبق للإدارة الأمريكية على لسان سفيرها في عمان، أن طلبت من النظام الأردني إغلاق ملف quot;الإصلاحquot; المزعوم. وتم إغلاق ذلك الملف الذي لم يُفتح في السابق أصلاً؟
2- ألا يعتبر إرسال 200 جندياً أمريكياً إلى الأردن تدخلاً غير مباشر في الشأن السوري الحالي. وينفي إدعاء الإدارة الأمريكية نيتها وقرارها في عدم التدخل العسكري, والاكتفاء بــ quot;الفرجةquot; التي تدعيها الآن، على الحالة السورية المأساوية؟
3- ألا يعتبر إرسال 200 جندياً أمريكياً إلى الأردن الآن، والذين سيصبحون ألفين بعد مدة قصيرة، ثم عشرين ألفاً بعد مدة أخرى، ثم مائتي ألف بعد مدة ثالثة، (فأول الغيث قطرة ثم ينهمر) ويزداد العدد مع الأيام كما حصل في فيتنام، والعراق، وأفغانستان، واليابان، وكوريا الجنوبية، وألمانيا، وغيرها من مناطق العالم.. ألا يعتبر كل ذلك إسكاتاً بالقوة العسكرية الأمريكية و(سد حنك) لصوت المعارضة الأردنية الخافت؟
4- ألا يعتبر إرسال 200 جندياً أمريكياً إلى الأردن الآن، والذين سيصبحون ألفين بعد مدة قصيرة، ثم عشرين ألفاً بعد مدة أخرى، ثم مائتي ألف بعد مدة ثالثة، (فأول الغيث قطرة ثم ينهمر) ويزداد العدد مع الأيام، تبريراً جديداً لقومية، وعروبة، وصمود، ووطنية، ونظافة النظام السوري، الذي أصبح الاستعمار الأمريكي على حدوده الجنوبية في الأردن، وفي تركيا على حدوده الشمالية، وفي إسرائيل على حدوده الغربية؟
5- ألا يعتبر إرسال 200 جندياً أمريكياً إلى الأردن الآن، والذين سيصبحون ألفين بعد مدة قصيرة، ثم عشرين ألفاً بعد مدة أخرى، ثم مائتي ألف بعد مدة ثالثة، (فأول الغيث قطرة ثم ينهمر) ويزداد العدد مع الأيام، قتلاً وتحدياً للثورة السورية المجيدة الآن، حيث تقوم القوات الأمريكية بحماية النظام الأردني، وعدم دعم الثورة السورية؟
6- ألا يعتبر إرسال 200 جندياً أمريكياً إلى الأردن الآن، والذين سيصبحون ألفين بعد مدة قصيرة، ثم عشرين ألفاً بعد مدة أخرى، ثم مائتي ألف بعد مدة ثالثة، (فأول الغيث قطرة ثم ينهمر) ويزداد العدد مع الأيام، تأكيداً أمريكياً جديداً، على عودة دعم الديكتاتوريات الملكية العربية الذي كان سائداً في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي أثناء الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي المنهار؟
7- وأخيراً، ألا يعتبر إرسال 200 جندياً أمريكياً إلى الأردن الآن، والذين سيصبحون ألفين بعد مدة قصيرة، ثم عشرين ألفاً بعد مدة أخرى، ثم مائتي ألف بعد مدة ثالثة، (فأول الغيث قطرة ثم ينهمر) ويزداد العدد مع الأيام، قضاءً مبرماً على الحراك الشعبي الأردني والمعارضة الأردنية، وغلقاً نهائياً لملف الإصلاح، وبقاء الهاشميين حكاماً سائدين للأردن، لقرون قادمة، تحت الحراب الأمريكية؟
إنها المأساة الكبرى التي حلت بالأردن وبالمنطقة كلها، وهي أكبر من مأساة سايكس - بيكو، ووعد بلفور، وقيام إسرائيل، وانتصار اليمين المتشدد في الخليج العربي، وقيام ثورة الخميني، ووصول العسكر الى الحكم في أنحاء متفرقة من العالم العربي.
والعزاء للشهداء، وذويهم، ولنا جميعاً.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
السلام عليكم.
التعليقات