يستخدم اسمه الموروث عن عائلته (حسن نصر الله)، و يقدّم نفسه على أنّه الأمين العام لحزب يحمل اسم (حزب الله). وهذا يعني بشكل تلقائي أنّه يحمل توكيلا من الله تعالى كي يرّوج لتعاليمه ومبادئه، وإلا لماذا لم يسمّ نفسه مثلا (حزب لبنان) أو أية تسمية من التسميات التي تحملها مئات الأحزاب العربية من يمينية ويسارية وقومية وإسلامية وشوفينية..إلخ. منذ تأسيس هذا الحزب الإلهي المزعوم قدّم نفسه على أنّه حزب المقاومة والتحرير. مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وتحرير المحتل من أراض لبنانية ومن حين إلى آخر يهدّد الاحتلال بأنّ صواريخه (الإيرانية) قادرة على الوصول إلى كل مدن الاحتلال وتدميرها. ولا يستطيع أحد أن ينكر مقاومة هذا الحزب للإحتلال رغم أنّ بعض معاركه المقاومة جرّت على لبنان الخراب والويلات كما حصل في نتائج المواجهة بين الحزب وجيش الاحتلال الإسرائيلي في تموز 2006 ، التي توقفت بنتائج كارثية، أهمها تخريب شبه شامل للبنية التحتية اللبنانية واصدار قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 1701 الذي أوقف القتال وأرسل قوات المراقبة الدولية للجنوب اللبناني، ومن ذلك التاريخ لم يطلق الحزب رصاصة ضد الاحتلال، ولم يردّ مطلقا على أي اختراق جوي إسرائيلي للأجواء اللبنانية الذي يتكرر بشكل دائم. وينسى تماما موضوع احتلال مزارع شبعا وكأنّها ليست أراض لبنانية. وقد اعترف (حسن نصر الوحش) صراحة بعد انتهاء الحرب بخطئه في خطف الجنود الإسرائيليين الثلاثة الذين كانوا سبب الاجتياح الإسرائيلي، وقال حرفيا في طلعاته التلفزيونية التي أصبحت مرضا نفسيا عنده، قال: quot;لو كنت أعرف أنّه هكذا سيكون رد الاحتلال لما قمنا بخطف الجنود الإسرائيليينquot;.
جرائم الحزب الإلهي بحق الفلسطينيين
يضاف إلى ذلك جرائم الحزب المقاوم بحق الفلسطينيين في لبنان، ويكفي رصد ما يلي:
1 . منعه منذ سنوات كافة الفصائل الفلسطينية بما فيها الموالية لأسياده في النظام السوري من القيام بأية عملية ضدقوات الاحتلال الإسرائيلي، انطلاقا من جنوب لبنان الذي يعتبره الحزب حكرا خاصا به كي يقال انّه الوحيد الذي يقاوم الاحتلال، وقد صرّح بهذه المعلومات أكثر من مرّة quot;سلطان أبو العينينquot; أمين سر حركة فتح في لبنان. والدليل على ذلك أيضا سكوته المخزي على وجود قوات ومعسكرات عميل النظام السوري أحمد جبريل في البقاع وجواره، وهذا يثبت أنّها معسكرات للمخابرات السورية فقط، طالما هي لم تنفذ أية عملية ضد الاحتلال، وبالتالي فهي اختراق وتحدي للسيادة اللبنانية بحماية حزب النصر الإلهي، وإلا لماذا لا يجرؤ أحمد جبريل على فتح معسكرات في سوريا بلد النظام الممانع المقاوم؟
2 . سكوت الحزب الإلهي النصراوي على كافة سياسات التمييز والتفرقة والاضطهاد التي تمارس ضد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، رغم تشكيله وسيطرته على الحكومة اللبنانية منذ سنوات وحتى اليوم، وتسييرها حسب ما يريد هو وشريكه في الانتهاكات quot;ميشيل عونquot; جنرال بيروت مقبّل أيادي وأرجل النظام السوري الذي قصفه بالطيران عام 1991 حتى فرّ هاربا مذعورا لاجئا إلى باريس. ووصل هذا السكوت إلى حد عدم الرفض أو الاحتجاج على قرار الحكومة اللبنانية في الرابع عشر من يونيو 2006 تجديد قرار منع دخول مواد البناء لمخيمات الجنوب رغم تهالك أغلبها وحاجتها للصيانة والترميم، حيث حياة سكانها لا تطاق خاصة في فصل الشتاء حيث يعيشون وكأنّهم تحت مزاريب مفتوحة.

ثم موقفه الطائفي العلني ضد الشعب السوري،
من خلال دعمه منذ أكثر من عامين لوحش سوريا ليس بالخطابات المتلفزة فقط، بل أيضا ارسال ألاف من قوات حزبه الإلهي المقاوم مدعومة بعناصر الحرس الثوري لنظام الملالي أسياده في إيران. وهذه ليس تلفيقات فلقد شيّع الحزب في لبنان جثامين العديد من عناصره الذين قتلوا في سوريا وهم يحاربون الشعب السوري، مما حدا بالشيخ صبحي الطفيلي أول أمين عام لهذا الحزب، أن يعلن صراحة في برنامج تلفزيوني على الهواء في منتصف أبريل 2013 أنّ quot;حزب الله يحارب في سورياquot;، معتبرا أن quot;الشيعة في سوريا ليسوا بحاجة لمن يدافع عنهم ولكنهم باتوا بخطر اليوم لاننا ورطناهمquot;، معتبرا quot;أننا نستطيع من خلال خطوات ايجابية أن ننأى بأنفسنا عن الصراع في سوريا وأنا اضمن للشيعة في سوريا أن يُجنَبوا المأساةquot;. وقال أيضا: إنّ quot;حزب الله يورّط شيعة سوريا في مأساة، ويتحمل مع إيران المسؤولية عن كل قتيل شيعي في سورياquot;، مشيرا الى أنّ quot;دخول حزب الله الى سوريا يخدم العدو الاسرائيليquot;، و quot;من يُقتل من حزب الله في سوريا ليس شهيدا بل يذهب الى جهنمquot;.
كيف يكون حزبا مقاوما وضد إرادة الشعب السوري؟
والحقيقة التي ينبغي التركيز عليها هي هذه النقطة. فالأحزاب المقاومة الساعية لحرية شعبها وكرامته، لا يمكن منطقيا وأخلاقيا إلا أن تكون مع حرية وكرامة كل الشعوب، فلماذا عندما تعلق الأمر بحرية وكرامة الشعب السوري الذي يثور ضد نظام طائفي فاسد قمعي استبدادي منذ منتف مارس 2012 يصطفّ الحزب الإلهي وأسياده المحتلين العنصريين في إيران مع هذا النظام؟. أعتقد أنّها منطلقات طائفية فقط لتأجيج الصراع الطائفي البغيض في المنطقة، حيث النظام المتوحش في سوريا هو الجسر للتمدد الطائفي الإيراني، ووكيلهما المحلي في هذا الموقف هو حزب (حسن نصر الوحش) الذي لا يليق به وبحزبه اسم (حزب الله)، لأنّ الله وتعاليمه دوما مع العدالة وضد الظلم والظالمين وكم توعد الله تعالى الظالمين بمصير كمصير فرعون. لذلك فإن الصراع الطائفي الشيعي السنّي أصبح شبه علني في لبنان، ليس بين حي التبانة وجبل محسن في الشمال اللبناني فقط بل في عموم لبنان، ويكفي التذكر أنّه قبل أيام قليلة قام شبان غاضبون في مدينة طرابلس عاصمة الشمال اللبناني بطرد السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي من المدينة أثناء محاولته المشاركة في ندوة بغرفة التجارة والصناعة، كما قاموا بحرق علم حزب (نصر الوحش) احتجاجا على مشاركة ألاف من عناصره في الحرب ضد الشعب السوري. ولولا تدخل الجيش اللبناني لإخراج السفير الإيراني من طرابلس لتمّ قتله أو حرقه، كما يساهم عناصر حرس نظامه اللاثوري في حرق وقتل الشعب اللبناني.

مواقف طائفية مخزية ومرفوضة
إنّ مواقف نظام الوحش في سوريا وحزب حسن نصر الوحش ونظام الملالي في طهران، تنطلق من نزعات طائفية مرفوضة من غالبية الشعوب العربية، التي لم تكن تعرف قبل سيطرة الخميني على السلطة مسألة سنّي أو شيعي على الإطلاق. وحتى الآن يمكن احصاء ألاف اللبنانيين السنّة المتزوجين من شيعيات، وألاف من الشيعة المتزوجين من سنيّات، وما إن جاء الخميني للسلطة عام 1979 ، وأسّس وكيله في لبنان مطلقا عليه زورا اسم (حزب الله) فإذا بالمسألة الطائفية تصبح هي الأساس والمنطلق، لذلك يقولها الحزب علانية في بيانه التأسيسي منذ عام 1985 ( إنّ هدفنا الإستراتيجي اقامة دولة إسلامية في لبنان مرجعيتها الفقهية في قم بإيران). لذلك فإن إصرار نظام وحش سوريا على البقاء في السلطة عبر القتل والتدمير مدعوما من إيران وحزبها في لبنان، لن يقود المنطقة إلا إلى مزيد من الدماء والانفجارات الطائفية. وهذا ما لا نتمناه، ولكن (وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا).
www.drabumatar.com