أقنعونا بأدلة وحيثيات منطقية كي ننضم لكمّ !!!!
المثير للدهشة والاستغراب والمؤدي ربما لرفع الضغط عند من يحكّم ضميره، هو موقف المؤيدين والمصفقين المؤلهين لوحش سوريا، حيث يستمرون في مواقفهم هذه طوال قرابة ثلاثة سنوات دون تقديم معلومة أو حيثية منطقية تؤيد أو تبرّر مواقفهم هذه، رغم قتل هذا الوحش حتى الآن قرابة مائتي ألفا من الشعب السوري وتهجير ما يزيد عن خمسة ملايين أصبحوا لاجئين مشردين في دول الجوار العربي والعديد من دول شمال أفريقيا والدول الأوربية، مما أوصل عددهم قريبا من عدد اللاجئين الفلسطينيين بسبب الاحتلال الإسرائيلي. والغريب أنّ بعض هؤلاء المؤيدين والمصفقين خاصة من الكتاب والصحفيين الفلسطينيين والأردنيين واللبنانيين عشنا معا في سوريا ولبنان سنوات عديدة، وما كانوا يقولونه في مجالسنا الخاصة عن الوحش الأب (حافظ أمن إسرائيل) لا يقول ولا يكتب ولا يتذكر نفس منتقدي الوحش الإبن اليوم نسبة واحد بالمائة منه..فما الذي حصل كي تتغير مواقفهم مائة بالمائة ليصبحوا مؤيدين ومصفقين للوحش الإبن رغم كل كل جرائمه التي أدانتها كافة منظمات حقوق الإنسان العربية والدولية؟ خاصة أنّ كتابات أغلبهم المؤيدة الداعمة لهذا القاتل يخجل من قراءتها الوحش نفسه، لأنّه يعرف ماذا فعل بالشعب السوري، وليس بعيدا أنّه يضحك من وعلى هؤلاء المؤيدين لدرجة الهستيريا ليس إعجابا بهم ولكن شفقة على دجلهم هذا الذي لا يقتنع به الوحش نفسه. وأنا ضد الاتهامات المجانية بالعمالة للنظام وتلقي الرشاوي منه، فهذه حجج من لا أدلة عنده، لذلك أتوجه لهؤلاء الداعمين المصفقين بالأسئلة التالية، آملا أن يجيبوننا عليها بمعلومات موثقة، وعندئذ ليس بعيدا أن نغيّر مواقفنا و ننضم لصفوفهم مصفقين ومسحجين بأصوات أعلى من أصواتهم، ويكفي ثلاثة أسئلة فقط:

1 . ما هي مقاييس اعتباركم الوحش نظام مقاومة وممانعة؟
كل من عاش في سوريا، وكل العرب من المحيط إلى الخليج وفي كافة بلدان العالم يعرفون ويتساءلون: هل أطلق هذا النظام منذ عام 1973 طلقة على الاحتلال الإسرائيلي من الحدود السورية؟ وهل سمح هذا النظام لأي تنظيم فلسطيني حتى الموالين له مثل (دكانة أحمد جبريل) بالقيام بأية عملية ضد الاحتلال من الحدود السورية؟ وإليهم كلهم هل نسيتم تعليمات مكتب الضابطة الفدائية (مكتب مخابرات النظام المسؤول عن التنظيمات الفلسطينية الذي كان مكتبه الرئيس في حارة العدوي بدمشق)؟ ألم نكن نتبادل هذه التعليمات مكتوبة ومختومة على الأوراق الرسمية وتقول حرفيا: quot;يمنع منعا باتا إطلاق أية رصاصة على دولة إسرائيل (وليس الاحتلال) من الحدود السورية ومن يريد قتال إسرائيل فليتوجه لجنوب لبنان؟. وهل توقفت مباحثات النظام السرّية والعلنية مع دولة الاحتلال حتى في زمن الوحش الإبن؟ ألم تكن آخر أربع جولات من هذه المباحثات العلنية في تركيا برعاية حكومة أردوغان في نهاية عهام 2007 ؟ وقيل يومها (مباحثات غير مباشرة برعاية تركية) ثم أثبتت العديد من المصادر أنّها مباشرة وكان الوفدان يقيمان في نفس الفندق. وأيضا هل ردّ نظام المقاومة والممانعة على أي اعتداء جوي إسرائيلي داخل الأراض السورية؟ بالطبع لأنّ (الزمان والمكان المناسبين لم يأتيا بعد). أجيبونا على هذه الأسئلة أو انقضوا معلومة واحدة منها بمعلومة نقيضة وليست شتائم و اتهامات فارغة لا يستعملها إلا من لا يملك حجة مخالفة.

2 .هل تقبلون هذا القتل والتهجير في بلادكم وشعبكم؟
هذه الأعداد من القتلى والمفقودين والمعتقلين والمهجّرين هل شهدها قطر عربي منذ مائة عام وحتى اليوم؟ فلماذا تصفيقكم وتأييدكم لوحش يقوم بهذا؟. المثير للبكاء أنّ الأردنيين تحديدا ممن يصفقون ويدعمون هذا النظام المتوحش أقاموا الدنيا ولم يقعدوها، وذرفوا مئات ألاف من ليترات الدموع على حوالي ثلاثة قتلى طوال ما عرف بالحراك الشعبي الأردني، وجفت دموعهم بل زاد تصفيقهم لوحش سوريا الذي ارتكب كل هذه الجرائم؟ وهل يستطيع المصفقون من الفلسطينيين واللبنانيين والأردنيين تحديدا أن يعدّوا وينشروا قائمة بالمفقودين من جنسياتهم منذ عام 1970 على يد أجهزة مخابرات الوحش، وتحديدا من اعتقلهم وسجنهم وقتلهم شخصيا سفيره في الأردن الخلية المخابراتية (اللواء بهجت سليمان)؟. وهل يمكن نسيان دور هذا النظام المتوحش في حصار ياسر عرفات ومقاتليه في مدينة طرابلس اللبنانية عام 1983 والقتلى الفلسطينيين الذين أوقعهم قصفه للمدينة؟ وهل يمكن نسيان دور جيشه ومخابراته وعميلهم أحمد جبريل ودكانته الإستخباراتية في حربي المخيمات الفلسطينية في بيروت ( 1986 ndash; 1988 ) التي أوقعت ما لا يقل عن 3000 قتيل فلسطيني وهجّرت ألاف منهم إلى مخيمات الجنوب؟ أجيبونا او انقضوا معلومة من هذه المعلومات كي ننضم لصفوفكم نصفق ونطبل للوحش.

3 . هل تقبلون في بلادكم أب وابنه يحكمكم بالقتل والفساد 44 عاما؟
لو كان نظاما ملكيا لقلنا حتى في الدول الأوربية ذات النظام الملكي تتوارث العائلة المالكة الحكم. ولكن هل سمعتم عن نظام آخر في بلد ديمقراطي يحكم الأب وابنه الوطن طوال 44 عاما، منذ انقلاب الوحش الأب العسكري عام 1970 ؟. و يتم تغيير ما يسمّى زورا الدستور على مقاس الإبن ليحكم منذ عام 2000 وحتى اليوم؟ والكارثة أنّ زوجته ( أسماء الأخرس) بريطانية الجنسية تفتخر قائلة ( إنني متأكدة أن ابني حافظ سيخلف والده في رئاسة سوريا). هل تقبلون أيها المؤيدون هذا التوريث المصاحب بالقتل والفساد في بلادكم؟. هل خلت سوريا (23 مليونا) من قائد سوى هذه العائلة للحكم وأخوالها (أل مخلوف) للفساد وسرقة ثروة الشعب السوري؟.

رجاءا أجيبونا بحقائق ومعلومات موثقة نقيضة،
وأعدكم عندئذ أن نغيرقناعاتنا وننضم لطابور المصفقين والمطبلين للوحش. أما الرد بالشتائم والاتهامات فهو أسلوب من لا يملك الحجة والمعلومة النقيضة، وكما يقول المثل العربي (خذوهم بالصوت العالي قبل أن يغلبوكم!!). والسلام على من اتبع طريق حرية الشعوب وديمقراطيتها ورفض وأدان القتل و الإجرام الفردي أوالجماعي بحق أي شعب من الشعوب.
[email protected]