&أنفطر قلبي وأنا أشاهد معاناة اللاجئين الهاربين من جحيم الديكتاتورية والإستبداد والحرب إلى العالم الغربي. بكيت وأنا أرى الخوف وعلامات الجوع في عيون أطفالهم. فقراء مهاجرين إلى الغرب المسيحي. دور عبادتهم لا تكل عن ترديد "خير أمة أخرجت للأرض " فكيف لم تفتح لهم أبوابها. الأمة التي لا تكل عن وصف الغربي والآخر المختلف بالكفر والفجور, تزحف إليه في محنتها, ’ترى هل فهمت قيمه واستوعبتها, أم هو تنفيذ ما هددت به داعش وأمثالها للعالم الغربي؟ الأمة التي ترفض مجتمعاتها التغيير لمصلحة شعوبها, وترفض الحريات بكل أشكالها, وتتغاضى عن الفساد وتبرره بحق ولي الأمر. الأمه التي يرى علماؤها وأئمة جوامعها كل علامات الإنهيار الداخلي وتصر على أنه مؤامرة غربية سببها الغيرة من قيمها. جموع غفيرة من المهاجرين تمشي على الأقدام وتعبر بحر المخاطر والظلام, طالبي اللجوء السياسي , وباحثين عن حياة أفضل وأأمن, كل من يحلم بالهرب من جحيم بلاده , إلى أوروبا وبالذات اوروربا الغربية الأغنى والأكثر تحضرا في كل ما يتصل بالحقوق الإنسانية.
ألمانيا كانت اول المعلنين المرحبين بقدومهم. وأعلنت قدرتها على إستيعاب 800 ألف قادم. تصريح رئيسة وزرائها أنجيلا ميركل فتح الباب على مصراعية لإستقبالهم. مما فتح عليها إعلام الدول المجاورة, سواء للإشادة بالموقف الألماني أو لإنتقاده على تسرعه وعلى عدم قدرتها على الحذو حذوه. ألمانيا لم تنسى مصلحتها في توطين هؤلاء القادمين الجدد, لأنها بحاجة لضخ دم شاب وليس لتنصيرهم كما إدعى البعض إلا أن الحس الإنساني تغلّب على أي شيء آخر.&
الموقف إختلف في بلغاريا والتي تعتبر بوابة الاتحاد الأوروبي على الحدود التركية الصربية, ربما ولأنها عانت في تاريخها من الغزو الإسلامي والإحتلال التركي. حيث أصدر المجمع الكنسي فيها والذي يملك تأثيرا كبيرا على الدولة وعلى المجتمع المتدين, تحت ضغط الخوف الشعبي بيانا يصف فيه حركة اللاجئين بالغزو الإسلامي. مبينا خوفه التام من حصول تغيير روحي وديمغرافي نتيجة قدومهم. ورغم أنه أكد على عزمه مساعدة كل من وصل منهم , إلا انه نادى وبشدة "على وضع حد فوري للحروب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وإزالة الأسباب المؤدية للتهجير الجماعي لملايين الناس من أراضيهم وطالب المجمع الكنسي الحكومة البلغارية أن تضع أمام المنظمات الدولية موضوع ضمان التسامح بين الأديان في كل من مصر وسوريا والعراق وغيرها. التدابير التي سيتخذها المجتمع الديمقراطي في العالم لضمان امتثال تلك البلدان لهذا المبدأ"
بالتأكيد أؤيده في دعوته لوضع حد فوري للحروب سواء في الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر في العالم. ولكن ما يقلقني هو السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة وكما وضعه البيان الكنسي هو كيفية ضمان إمتثال الدول الإسلامية لمبدئي التسامح بين الأديان والتعايش بين القادمين وبين مواطني البلد الأصلي.. بينما قنواتهم لا زالت تحمل رفضهم للتغيير وتتبارى في نشر قصص الجهل والتجهيل؟؟؟&
ففي مبدأ حرية الإختيار, ظهر رفضها تماما حتى من أحد النخبة في المجتمع المصري والذي ’يعتبر قدوة للكثير من مشاهديه. في رد المذيع المصري الشهير تامر امين وتصفيق الجمهور له مؤيدا&
https://www.youtube.com/watch?t=68&v=hQ2uDBDc4v0
&حين قال وبمنتهى البساطة, بأنه سيقتل إبنته بل سيعيد العمل بمبدأ الوأد فيما لو أرادت أن تكون فنانة أو راقصة؟؟؟ كيف لم يعي وهو المتعلم المثقف بالحاجه لشيء من الديبلوماسيه في رده بأنه ’يفضل ان لا تعمل في هذا المجال, وسيعمل على توجيهها ولكنه سيعطيها حقها في الإختيار. كيف سنستطيع الترويج لمبدأ القدوة خاصة ومن المثقفين والواعين، ونحن لا نستطيع إتئمانهم بردود بديبلوماسية ونحن نسعى للتغيير والتطوير؟؟؟&
كيف ستستطيع الدول المضيفة والمؤمنة بحرية العقيدة, إقتلاع فكرة جعل الماضي مرجعا لكل القيم , وبئرا لا ينفذ من اللا منطق واللا معقول, الذي لا نتوقف عن إستعادته وتجميله. والإعتراف بأنه ربما كان يتناسب مع ذلك الزمان, بينما يتعارض الآن من كل القيم.. وهو ما ظهر واضحا حين ألقى إمام مسجد في باريس خطبته حث فيها المصلين على مساعدة اللاجئين القادمين وإكرامهم واتخاذ ما فعله الأنصار مثالا حين إستقبلوا المهاجرين من مكة. وتنازلوا لهم عن بعض من نسائهم؟؟؟؟ برغم ما تتضمنه هذه القصة من إهانة للنساء والرجال؟؟؟&
كيف ستستطيع الدول الغربية وقف القنوات الفضائية لمنع الجهل ومنع وصوله لمواطنيها. والذي ينشره أئمة الجوامع. كما في حالة قول أحد الأئمة في خطبته للمصلين (وهو التسجيل التلفزيوني الذي وصلني وأشكر الله أن لم يحمل ترجمه) "اذا إحنا غلبنا فشيء طبيعي أن نفرض أحكام الإسلام على البلد التي دخلناها. والأحكام تقول ان كل الناس في البلد أصبحوا غنائم وسبايا. نساء أطفال رجال أموال دور حقول ومزارع, كلها تصبح ملك الدوله الإسلامية( وهو ما ينطبق تماما على ما تفعله داعش ). فما مصير هؤلاء السبايا في الشرع, مصيرهم في الشرع أنهم كغنائم يوزعوا على المجاهدين. وأن هناك قانون لتوزيع وتنويع الغنائم كما في الحديث "من لم يحضر الغزوة لا نصيب له في الغنيمه" ومعروف ذلك. ثم وماذا نفعل بهذه الغنائم فلا بد من تقسيمها, بين المجاهدين وأن يضمن التقسيم التنوع. وعليه فإن أول حصول هذه المنظومه لابد أن يقابلها شيء يسمى سوق النخاسه. وهو سوق لبيع العبيد والإماء والجواري والأطفال. و كل رأس منها له ثمن, وانا عندى عدد من الروس ولست بحاجة لهم؟؟ ومعذور في قرشين. فماذا أفعل بهم؟؟ هل أعلق لهم المشانق وأتخلص منهم؟( منتهى التعاطف والرقه ) بينما الحكم الشرعي يحلل لي أن أبيعهم وأقبض ثمنهم.. ثم على فرض أن عندي ذنوب, الكفارة تقول عتق رقبه وعليه فإن من حقي أن أذهب للسوق وأشتري لأقول لمن إشتريته أنت حر "؟؟؟&
&الأمثله كثيرة ومتعدده لا يسع المجال هنا لذكرها ولكنها وبالتاكيد تقلقني وتقلق العديد ممن يعيشوا مثلي في الغرب. كيف سنستطيع الوقوف أمام إتهامات اليمين المتطرف بأن هؤلاء اللاجئين دعاة سلام وتعايش دفعهم الخوف والفقر للإلتجاء للعالم الغربي لما عرفوا عنه من تقدم حضاري وإنساني وأنهم سيساهمون بإيجابية في البنية الإقتصادية وليس لهم أي هدف آخر؟؟ كيف وما هي المدة الزمنية التي سيحتاجها القادم الجديد للإستيعاب الحقيقي بأن هذه الدول وبعد حروبها الطاحنه أقرّت مبدأ الحريات كلها بما فيها الحرية الدينية وحرية المعتقد وأن هذه الحريات كلها تستند إلى مبدأ حرية الإختيار والقبول بها.
نعم وكما قال الرئيس المصري بأن "الحرب على الإرهاب تحتاج إلى نفس طويل، وتحتاج إلى تكاتف جميع الدول، خاصة أن غالبية دول المنطقة تعاني من الإرهاب".&
سيدي الرئيس ليست فقط دول المنطقة وحدها التي تعاني من الإرهاب. لم يعد الإرهاب قاصرا على حدود جغرافية محدده بل أصبح عابرا للمحيطات والقارات وأصبحنا كلنا نعاني الخوف من وصوله وإمتداده و خطره. وأكبر دليل على وصوله لكل العالم تدفق الجهاديين من كل العالم للإنضمام لصفوف داعش..&
وأضاف الرئيس المصري, نحن بحاجة لتضافر جهودنا جميعا. بالتأكيد نعم ولكن تضافر الجهود يكون على جبهتنين, داخليه على مستوى المنطقة العربية لقتل الشيطان الذي يعشعش في عقولنا بأننا الأعلون, وأننا نحن فقط نملك الحقيقة كاملة’ وأن ديننا دين الحقيقة. نعم وكما قال الرئيس" من خلال تصويب الخطاب الديني". وأضيف ووأد الكثير من قصص التراث, بحرية فكرية ومنطقيه يتقبلها العقل لكي نصحو من’سباتنا. وخارجية على مستوى العالم وللدول المضيفة من خلال المساهمة المالية من الدول العربية الغنية لإعادة تأهيل وتوطين القادمين الجدد بما يتناسب مع إحترام الكرامة الإنسانية بدلآ من بناء جوامع جدد. ,ايضا وقف الدعم والمساهمه المالية للمدارس الإسلامية في الدول الغربية. لكي نؤكد بأن القادمين سيعملوا على الحفاظ على السلم الإجتماعي ولكي نحد من إمكانية إستقطابهم من المتطرفين.ونضمن لشعوب هذه الدول بأن هؤلاء القادمين لن يكونوا عبئا على دافع الضرائب وأنهم سيساهمون بالتنمية الإنسانية والإقتصادية للدول المضيفة. والأهم لنؤكد أننا لسنا بأقل إنسانية من الغرب؟؟ هكذا نحارب الإرهاب!
محاربة الإرهاب تتضمن الإعتراف بأن تعدد الأعراق وتنوعها باللون والشكل والعقيدة هو ما جعل من اميركا والدول الأوروربية دولآ متحضرة لأنها أعلت سيادة القانون الواحد على الجميع وأنه لن يضيرنا كبشر أن نأخذ بالقيم الغربية الإيجابية والتي ستخدم مجتمعاتنا وتتوافق وتتناسب مع قيم الديمقراطية المفقودة في مجتمعاتنا وبلداننا..&
أنا من أشد المدافعين عن حقوق الإنسان في الحريات ولكني لا أستطيع التغافل والإغفال عن حقيقة أن هناك فجوة ثقافية كبيرة بين المجتمعات العربية والمجتمعات الغربية.. فالمجتمعات العربية قائمة على ثقافة الخوف من الله ومن كل ما حولنا والستر والعيب والحلال والحرام. بينما الثقافة الغربية قائمة على فكرة أن الأخلاقيات تحدد العلاقة بالله وأن هذه العلاقة خاصة وفردية وإختيار ما دامت لا تهدد الأمن.. فهل آمل بأن يكون قدوم المهاجرين نعمة لا نقمة؟؟؟؟؟؟&
إذا كان هناك من شيء إيجابي في هذه الهجرة فهو امرين: ألأول إنتهاء خرافة الوطن المقدس والتحديد الجغرافي للهوية. والثاني بأن الهجرة أكدت بأن القدسية الوحيدة للحياة وللطفل. وتغلب الهوية الإنسانية في الغرب على أي هوية أخرى!! فهل احلم بترويج الهوية العالمية العابره للحدود والمستندة إلى إنسانيتنا المشتركة الجامعه في العالم العربي؟؟؟&
التعليقات