&واذ تنهار الثقافة تنهار الحضارة. جذر المشكلة هي معرفية. عندما ينقلب سلم القيم المعرفي تنهار الانسانية وينشل خطابها العقلائي؛ ينشل الفكر وتحل الايدلوجية المظلمة. اميركا هي الدولة المدنية العاقللة. هي اعظم دولة مدينة وصلها عقل التاريخ هي معجزة تآلفات غريبة على حد تعبير المفكر ادوارد سعيد. فهب ؛ هي تفكر بعقل مدني وتجليات دولة امة: العقلانية.

ماحدث في العالم بعد صعقة الجريمة 11 سبتمبر 2001 - ( القاعدة واذيالها وداعش دخلوا المسرح ) - ماحدث ان عقل العالم المتنور تم استهدافه ؛ ان سلم القيم : العقلانية انقلب بواسطة عصابات اسلاموية نسخة الاسلام المنحرف المتطرفة. فانهارت الحضارة. ان مايؤمن به الارهابيون هو الموت ولظلام ؛ رعب فكر القرون الوسطى. الغاء الآخر. لذلك فان التاريخ يجب ان يؤرخ بما قبل جريمة 11 سبتمبر ومابعدها. لانهتوقف عن النمو والتطور العقلاني ؛وتوقف الخطاب التنويري العقلاني للحداثة التي ضبت. وهذا ما اراد ايصاله سيادة الرئيس باراك اوباما ( ومن قبله سيادة الرئيس جورج بوش الابن ) في عقده جملة مقارنات بين ظلامية داعش وامثالها والحروب الصليبية. انه يريد ان يشير الى التسامح.. ولكن الفكر والمعرفة ( حقا انا افكر اذن انا موجود عقلانية ديكارت وتنويرية كانت التي تاتي على مهل ببطء قد ضربتا مع تجريبية هيو وبيركلي التنويرية ). وعلى الرغم من ان الحروب الصليبية شئنا ام ابينا جاءت كرد فعل على تدمير الكنائس والاديرة واحتلال اوروبا وتهديدها. فليس ثمة نصوص تشريعية في الكتاب المقدس : الانجيل تحيل الى العنف بل : ما لله لله وما لقيصر لقيصر. على العكس منالاسلام اذ يحل نصوصا عنيفة او تحيل الى العنف ففي عهد الخليفة الحاكم بامر الله تم هدم اكثر من 30000 كنيسة ودير ودار عبادة اضافة لكنيسة القيامة كما حمل المسيحيون صلبان بارطال دمشقية ثقيلة. وعلى العكس مما يؤاخذ عليه القران فالنصوص التشريعية العنيفة موجودة في النص ذاته وتحيل الى العنف. ويؤمن الارهابيون بها ويؤولونها حسب اهوائهم. كما في جريمة 11 سبتمبر حيث اشرع الباب على الخطاب المجنون والمهووس والرعب. وتم اطلاق النار على مركز نظام الخطاب العقلائي للعالم : عقل العالم.&

ان التكنلوجيا عندما تصل الى ايدي اناس مجانين خطرة. سواء اكانو انظمة ام افراد. فالسؤال هو ليس كيف يتم تغيير السلطة فحسب بل المجتمع ؛ فالمجتمع يجب ان يتغيير والفقهاء يملكون السلطة ويريدون السلطة ليستمر المجتمع في تخلفه وتكتمل حلقة العقل المفرغة المفتوحة على الارهاب والظلام.ما بين فقهاء سوء ووعاظ سلاطين ا ن الصراع بين الشرق والغرب يجب ان تتغير صيغته مثلما تغير الخطاب في الصراع مابيندولة كافرة ودولة مؤمنة ( دارة الكفر ودارة الايمان ) عند الارهابي. وفي شئون الدولة فحقا لاتوجد دولة تسمى بدولة اسلامية ؛ اذ لانص يوجد : ينص على ان الاسلام دولة ؛ او ان على الدين ان يعلن دولة الهية ,؛ انماهي حروب خيضت لتوحيد الارضوالخلاص من الاحتلال والتجزئة. والرسول نفسه لم يعلن دولة اسلامية. في التحولات الغربية الكبرى تمالاستئناس بالكتاب المقدس الانجيل بالقانون الالهي لصياغة الوضعي والانساني ؛ في صياغة القوانين الانسانية المدنية.&

لم بعد هناك نظام شيوعي الآنوليس ثمة صيغة شرق وغرب , شمال وجنوب. كما لاتوجد لدى الاخر نية حروب دينية قد يقودها الفاتيكان او دولة دينية.. ونظرية المؤامرةقالب جاهز او صيغة جاهزة طبعا تنوب عن التفكير الحرلدينا ولدى قيمنا المنحدرة. العقل ؛ عقلاء المسيحيين فصلوا الدين عن الدولة وحسموا الصراع لصالح العقل. رغم ان الحروب الصليبية كما ذكرت جاءت كردة فعل.

فلم تنجح افكار وارآء دولة القديس اوغسطين وآرائه المدنية الالهية في توطيد دعائمها الا بالقوانيين المدنية التي تستانس بالالهي. كذلك نموذج المدينة الفاضلة للفارابي لم تطرح كفلسفة نموذج دولة دينية ذات هوية محددة بل دولةفاضلة خيرة خير مطلق يكتشفه الانسان عند نضوجه وهنا عقل فلاسفة كبارو لييس عقل فقهاء. على انهما كفلاسفة انشدا الدولة الخيرة. سواء بالحلوليةالاشراقية عند للمسيحية عند اوغسطين او نظرية الفيضواحصاء العلوم والاخلاق المدنيةالتي تحدث عنها الفارابي كقطيعة من نوع ما. انها الدولة او المدينة الخيرة. وروبنسن كروسو وحي بن يقظان اكتشفا الخير لوحدهما.كما في رواية الجزيرة لهكسلي مدن اليوتوبيا.&

ان الفقهاء لايطيقون الكلام عن الفلاسفة ناهيك عن فلاسفة العقل ؛ وفقهاء الاسلام لايطيقون الكلام عن عقلانية ابن رشد واشراقية ابن سينا ؛ والفيض الفارابية ناهيك عن القطيعة المعرفية. ولاحتى عن افكار القرن الثاني الهجري. فكيفيتكلمون عن علماء وفلاسفة التجريب والعقل والمركز العقلي الفكري للعالم. فما نوع الدولة لدىاوغسطين والفارابي : انها خيرة فحسب.&

اليست امربكاوالدول الاوربية؛ نموذج دولة مدنية خيرة وركز العقلانية. فيها يصعد وينبني سلم القيم الثقافية بصورة صادقة وصحيحة لبناء العقل.&

ان وجود قيم اسلاموية منحرفة لاتوصف في اليشاعة والقبح اسلام متطرف. نسخة دينية منحرفة هو المشكلة لايؤول النصوص الا حسب اهوائه هو وفق مايريد وهو غارق بعدد مايسمون بالفقهاء وفقهاء السوء. خطاب لايستطيع القطيعة مع الموروث التراث. ان مجتمعاتنا هي الغارقة في الامية والظلامية وتدور في حلقات مفرغة وتغني اغاني لاوجود لها الا براسها وليس الآخر. انها لاتطيق افكار القطيعة المعرفية ناهيك عن التجديد والابتكار. ان الدين لايتجدد لانه ينتج دينا آخر ايضا انه يتجدد في القطيعة. فالقانون الالهي لاينفذ اذا كانت الدولة مدنية لانها انسانية عقلانية فاضلةتستند للعلوم والعدالة والاستئناس بما هو روحاني خير. فالعلوم والخير لايتقاطعان والعلوم التجريبية فتحت الابواب واسعة في اميركا اوروبا والعالم على علوم البرهان وليس منذ هيوم وبيركلي.