اعتدت بين الحين وآخر إعادة قراءة هذه الصفحات أو تلك من كتب المفكر والباحث الاجتماعي الفريد الدكتور علي الوردي.
سواء اتفقنا مع كل تحليلاته وتفسيراته لتاريخ العراق وتطورات مجتمعه، ام اختلفنا مع بعضها، فانه الباحث الأكثر قربا من فهم واستيعاب المجتمع العراقي في تطوراته. ومع ان الوردي غاب عنا منذ سنوات، فان ما في مؤلفاته يصلح لفهم الكثير مما حدث في العراق ولاسيما فيما يخص الهاجس والهوس الطائفي، فكان الوردي عميقاً ودقيقاً في بحث جوهر التشيع، الذي ظهر في العراق، لا في إيران، وكيف انه بدأ كمبدأ واتجاه وفكر ضد الظلم ومن اجل العدالة. وكان علي ومن بعده الحسين رمزين للثورة على الاستبداد وفي سبيل خير الناس. ويتوقف الوردي طويلاً في كتابه المتميز(وعاظ السلاطين) عند تحريف الصفويين للتشيع وتحويله من مذهب ثوري الى عقيدة قومية عنصرية ومذهب دولة تسعى لفرض هيمنتها على الجيران. والصفويون هم من ادخلوا الكثير من الخرافات على التشيع كما جاؤوا ببدع وطقوس منافية للدين وللكرامة الإنسانية.
وهذا كله ورثه الخمينيون وأضافوا مبدأ ولاية الفقيه، الذي حوله المالكي وأمثاله وملالي العراق الى ماسموه بــ (حاكمية الشيعة) وكان مما ابتدعه الصفويون ، آبلسة عمر بن الخطاب مع انه كان قريبا من الامام علي، واختراع قصة ضربه لفاطمة الزهراء، وهي قصة يكذبها التاريخ ويرفضها كثيرون من الباحثين وعلماء الدين الشيعة، وكان منهم الشيخ فضل الله، المرشد الراحل لحزب الله اللبناني وحين نسمع هذه الايام بين بعض رجال الدين الشيعة من يرددون الحكاية الملفقة ، فالسوال : لماذا ولماذا في هذا الظرف الحساس بالذات ،المشحون بانفعالات طائفية منفلتة وهوس الانتقام الطائفي. أسئلة مشروعة، والمطلوب ان تتضافر جهود جميع العراقيين الواعيين والأخيار لمحاربة الكراهية الطائفية وترسيخ مبدأ المواطنة، لاسيما ونحن في حالة حرب شاملة ضد برابرة داعش. لقد حول زعماء الأحزاب والمليشيات الشيعية ورجال الدين الشيعة، رسالة علي والحسين الى مراسيم وزيارات مليونية، تجعل الجماهير الغفيرة تقطع مسافات طويلة مشياً على الإقدام ولكن لا تتحرك ضد الفساد ونهب أملاك الدولة، وفيما الجماهير الفقيرة من شيعة وسنه وغيرهم في فقر و تحت خط الفقر ويعانون من البطالة وسوء العيش.
ان بناء دولة المواطنة وحقوق الإنسان والمساواة، يجب ان يكون هدف القوى الديمقراطية والوطنية وكل عراقي مخلص. ان الطائفيين بالمذهبين يقدمون خدمات كبرى لداعش ولكل فصائل الارهاب ولجميع اعداء العراق.
&
- آخر تحديث :
التعليقات