الجزء الرابع

&كل الأشياء التي تحيط بنا لاتبدو على حقيقتها كما تظهر لنا ونراها بهيئتها المنظورة، وهذه ليست فكرة فلسفية أو من نسيج الخيال العلمي، بل هي معلومة فيزيائية بحتة. فعلماء الفيزياء يعرفون منذ قرن أن الفولاذ الصلب، على سبيل المثال، مكون في غالبيته من فضاء فارغ إذ أن النوى الذرية التي تمثل 99،95% من كتلته ليست سوى كرات متناهية في الصغر تشغل فقط 0،0000000000001% من حجم مادة الفولاذ وإن هذا الفراغ الهائل الموجود في جوهر الفولاذ لايبدو للعيان لذا فإن هذا المعدن لايبدو صلباً إلا بفضل القوى الكهربائية القوية جداً التي تؤمن تماسك النوى للفولاذ لذلك يبدو صلدا وقوياً، إلى جانب أن الحسابات التي أجريت على الجسيمات مادون الذرية كشفت بأنها قادرة على التواجد في عدة أماكن أو مواقع في آن واحد وهذا لغز مشهور يكمن في قلب الفيزياء الكمومية أو الكوانتية. فقد اكتشف العلماء من خلال علم الفيزياء الحديث أن واقعنا المادي أكثر غرابة مما يمكننا تخيله. فمن يمكنه أن يتخيل أن هناك تأثير للسرعة على الزمن وإنه كلما ازدادت سرعة الجسم تباطأ الزمن بالنسبة لهذا الجسم بينما يستمر في إيقاعه الطبيعي بالنسبة للأجسام الأخرى؟ آينشتين هو الذي كشف هذه الحقيقة التي غدت بديهية اليوم وحاز بفضلها على جائزة نوبل في الفيزياء حيث كانت إحدى مباديء نظريته النسبية والمعروفة بمفارقة التوأم.

وبعد أن تم الاتفاق وشبه الإجماع على نظرية الانفجار العظيم في علم الكون الحديث انبثقت عدة مشاكل وتحديات أمام نموذج فريدمان Friedmann للانفجار العظيم عبر مختلف المراحل التي مرت بها. ثم جاءت نظرية التضخم الدائم لحل معظم المعضلات ولشرح الآلية التي أدت إلى حدوث الانفجار العظيم وأوضحت الأسباب وراء أن كوننا المرئي يبدو متجانساً من كافة الاتجاهات ولاتوجد فيه تقلبات حادة إلا بنسبة 0،002% من مكان لآخر. وتخبرنا نظرية التضخم الدائم أن ذلك الاختلاف الطفيف بنسبة 0،002% ناجم عن تقلبات كمومية أو كوانتية تمتد من خلال التضخم من المستوى الميكروسكوبي إلى المستوى الماكروسكوبي والمتضخمة بفعل الجاذبية أو الثقالة التي قادت إلى نشوء المجرات والنجوم وظهور البنية أو الهيكيلية الكونية الحالية التي نراها ونرصدها وندرسها اليوم. كما تشرح نظرية التضخم التسارع الكوني الذي حدث بعد توسع بطيء مما أدى إلى مضاعفة الحجم لكوننا ليس في جزء من مليار من الثانية بل كل ثمانية مليارات من السنين، وتشرح لنا هذه النظرية أن كوننا المرئي ينمو كالطفل وتحدث له طفرات تضاعف من حجمه خلال فترات زمنية منتظمة يعقبها فترات نمو طبيعية وبالتالي فإن ما نسميه انفجارنا العظيم الذي أولد كوننا المرئي ليس بداية بل هو في الحقيقة نهاية لكون سابق في حالة تضخم دائم وصل إلى مرحلته القصوى ويتواصل إلى ما لا نهاية في مناطق كونية أخرى من الكون الكلي المتعدد والمركب أو المطلق، ومن هنا فإن الفضاء الذي يتواجد فيه كوننا المرئي لامتناهي ويحتوي على عدد لامتناهي من المجرات التي أنجبتها التقلبات الكمومية أو الكوانتية.
ولكن ما هي طبيعة هذا " الكون المطلق " ( الكلى، الجامع، الكون الأم، الكون الأعظم، كون الأكوان... الخ) ما هي أبعاده، ماذا تعنى كلمة " مطلق " هل هى حرفياً تعني نفس مفهوم الله فى الديانات أم تعني مفهوماً علمياً وفق عريف المطلق الهيجلى اللامتناهى، و لكنه متطور ومتحرك و سيظل في تطور دائم كما هي الأعداد فى اللانهاية الرياضية بالمعنى الكلاسيكي، و التدرج الى الأبد و يتجاوز باستمرار آنيته إلى ما لا نهاية؟، فالكون الأشمل والأكمل، الكلي الحي المطلق هو كون رياضي لامتناهي وهو في حالة تطور دائم وخلق ذاتي مستمر وفي سيرورة زمنية لامتناهية، ليس له بداية ولا نهاية، هو الواحد والمتعدد في آن واحد، و هناك عدد لامتناهي من الأكوان التي تنبثق في كل مكان وزمان وفي عدة مستويات في فضاء لامتناهي وكل كون مثل كوننا المرئي المنظور، رغم شساعته المهولة، ليس إلا جسيم أولي صغير من بين عدد لامتناهي من الأكوان الجسيمات على غرار الكوارك وما هو أصغر أو أدنى منه في اللامتناهي في الصغر بالنسبة للمادة المكونة لكوننا المرئي. فلايوجد اليوم حاسوب أو كومبيوتر، مهما كانت قوته وقابليته الحسابية، باستطاعته القيام بالحسابات الرياضية اللازمة لمعرفة المعادلات الرياضية اللازمة لهذا الكون المطلق بالمعنى الرياضي وليس الميثولوجي الديني. فمستوانا التكنولوجي ما يزال بدائي في حين قامت حضارات فضائية متقدمة علينا بحوالي 60 مليون سنة وأكثر من ذلك بكثير ربما بمليارات السنين، ويمتلكون تنكنولوجيا السيطرة على طاقة المجرة التي نعيش فيها وهي درب التبانة ولديهم تكنولوجيا لايمكن للعقل البشري الحالي استيعابها أو تصورها، مكنتهم من القيام بحسابات للأكوان الموازية والأكوان المتداخلة وللأبعاد الخفية المتعددة حتى في كوننا المرئي نفسه على صغره وقلة أهميته بالنسبة للكل الأشمل بالمعني الهيجلي. وهناك نسخة من تلك الحسابات والقياسات في الأرشيف السري لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا لكنهم يحتكرونها ولايسمحون لأية جهة بالإطلاع عليها فهناك تسمية غريبة استخدموها لتقريب المعنى للعقل البشري وهو إن تلك الأكوان المتوازية والمتداخلة وهي صيغة التركيبة الشجرية - الورقية أي كما هي الأشجار وأوراقها في غابات لامتناهية الأبعاد والأحجام والمساحات وفيها جذور غير مرئية وجذوع وأوراق وعروق داخل الأوراق وزهور وثمار وغير ذلك، وفيها ماء وعملية تركيب ضوئي وما شابه تكون التفاعلات والتأثيرات والتداخلات بين الأكوان المتعددة على هذه الهيئة لكي يستطيع البشر تخيلها او استيعابها. فهناك دائماً اشجار تموت وأخرى تولد وثالثة تنمو وتتطور فهذا هو وضع الكون الكلي المطلق في حالة تطور دائم بكل مكوناته التي تفوق قدرة الاستيعاب البشري.
في كتابه الرائع " زواج السماء والجحيم" كتب وليام بلاك جملته العميقة:" لو تم تنظيف نوافذ الإدراك فإن أي شيء سيبدو للبشر على نحو لانهائي كما هو عليه في حقيقته، لأن الإنسان أغلق نفسه إلى درجة لم يعد فيها يرى سوى ما يصل إليه أو ينفذ لناظريه من خلال التشققات الضيقة في جدار كهفه المعتم". وكما قال آينشتين يوماً:" هناك شيئان لانهائيان أعرفهما الكون وحماقات البشر بيد أنني لست متأكداً من ذلك فيما يخص الكون في حين إنني على يقين وبأنني محق فيما يتعلق بالبشر. سوف ندخل في مجال السجال العقيم حول علمية أو عدم علمية فرضية تعدد الأكوان وما إذا كانت علمية أم من الخيال العلمي المحض. طرح هذا السؤال العالم الفيزيائي ماكس تيغمارك Max Tegmark من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في اجتماع الجمعية الفلكية الأمريكية في سياتل. وهو عالم الفيزياء النظرية الشهير ومؤلف كتاب "كوننا الرياضي أو تحقيق حول الطبيعة القصوى للواقع"، الصادر سنة 2014، من خلال دراسة التضخم الكوني الدائم l’inflation cosmologique éternelle، الذي يعتقد هذا العالم أنه يمكن إثباته مختبرياً وبالتجربة، كما يمكن أن يكون هناك مسار علمي لاختبار النظريات المتعلقة بفرضية الأكوان المتوازية،
اقترح ماكس تيغمارك في كتابه "كوننا الرياضي"، أربعة مستويات من الأكوان المتعددة الممكنة. المستوى الأول يتحدث عن نموذج من الأكوان المتوازية التي تطبق عليها نفس قوانين الفيزياء التي تسير وتنظم كوننا المرئي، لكنها تختلف عنه في الظروف الأولية عند نشأتها أي في مرحلة الفرادة الكونية، وفي المستوى الثاني توجد أكوان متوازية، ولكنها أكوان لديها قوانين فعالة مختلفة عن القوانين الفيزيائية التي نعرفها،وفي المستوى الثالث توجد أكوان متوازية ذات نكهة مختلفة، وذات ماهية مختلفة كمياً ونوعياً. وفي المستوى الرابع، هناك أكوان متوازية حيث القوانين الأساسية للفيزياء تكون مختلفة تماما من كافة النواحي وبالتالي ليست لدينا أدنى فكرة عنها وهي التي يمكن أن نسميها الأكوان البديلة.
وبالتمعن بإشعاعات الخلفية الكونية الميكروية (CMB) التي تحمل آثار البدايات المفترضة لكوننا المرئي، كما زودنا بها تلسكوب بلانك الفضائي الأوروبي، يدفعنا ذلك للاعتقاد أنه قد تكون هناك إشارات لنشوء أكوان أخرى موازية لكوننا المرئي في لحظة الانفجار العظيم. لقد تطورت آراء ورؤى ومعلومات الفيزيائيين على مر العقود وصاروا يعتقدون بوجود طرق أخرى لدراسة الاحتمالات والبحث عن دلائل على وجودها، مع وجود مقاومة شديدة من قبل العديد من الفيزيائيين لفرضية تعدد الأكوان لأنها ما تزال بالنسبة إليهم ميتافيزيقية أو تندرج في سياق الخيال العلمي.
إلا أن العالم آلان غوث مقتنع بهذه الفرضية من خلال دراسته لنظرية التضخم الفجائي للكون المرئي في اللحظات الأولى بعد الانفجار العظيم حيث تضاعف مليارات المرات فجأة قبل أن يتبع طريق التمدد والتوسع العادية الحالية.
يرى غوث طريقا إلى أدلة على الأكوان الأخرى في دراسة أقرب خصائص عالمنا. تشرح نظريته التضخمية كيفية توسع الكون بسرعة في أجزاءه القليلة الأولى من لحظة الانفجار العظيم. واقترح العالم الفيزيائي آلان غوث في نظريته لأول مرة، وقدم تفاصيل حول كيفية تضاعف كوننا المرئي على نحو مستمر في وقت لم يتجاوز جزء من التريليون من الثانية قبل أن يتوقف التضخم فجأة. ويقول:" تيغمارك Tegmark لدينا فقط تعليل واحد بشأن التضخم: وهو أن هناك مادة ما مجهولة لدينا في الوقت الحاضر، تدفع باتجاه هذا التوسع. وهي ناجمة عن الطاقة المظلمة أو الداكنة التي يمكنها وحدها أن توفر مثل هذه المادة.
ويعتقد كثير من علماء الفلك أنها فرضية غير قابلة للفحص والتدقيق المختبري أو بالمشاهدة في الوقت الحاضر، ولكن ذلك لم يمنع أن تبذل مجموعة كبيرة من العلماء جهدا كبيرا من خلال كم هائل من المشاريع الدولية بغية العثور على أدلة عن التضخم الكوني.
الطريق المفضلة لتأكيد التضخم هي من خلال اكتشاف الاستقطاب في إشعاع الخلفية الكونية الأحفورية الميكروية المنتشر CMB، الذي يحيط بنا باعتباره من بقايا الانفجار الكبير. يستخدم العلماء هذه الأشعة ليحددوا بدقة عمر وشكل الكون، وهناك شك في أن موجات الجاذبية يمكن أن تتداخل أو تتفاعل مع إشعاع الخلفية الميكروية هذا CMB والسماح بالتضخم لإظهار نفسه.
يعتقد فريق BICEP2 الذي قام بمراقبة إشعاع الخلفية الكونية الأحفورية الميكروية المنتشر هو الآخر الــ CMB من القطب الجنوبي انهم عثروا على مثل هذا الاستقطاب في العام الماضي، الأمر الذي أدى إلى موجة من التكهنات لحصولهم على جائزة نوبل. لكن بيانات من التلسكوب الفضائي بلانك في وكالة الفضاء الأوروبية قلل تلك الآمال مع مرور عام على هذا الإعلان، واقترح فريق BICEP2 بدلا من ذلك أنه يمكن رؤية الغبار الكوني، أو على الأقل مزيج من الاستقطابات التي يسببها التضخم والغبار الكوني.
هناك جهد مشترك لتحليل الأشعة الميكروية الأحفورية الخلفية المنتشرة من قبل فريق بلانك Planck وفريقBICEP2 للنظر في هذه الأدلة والخروج برأي موحد يؤكد صحة حدوث الحالة التضخمية الفجائية inflation التي تمت مناقشتها في اجتماع الجمعية الفلكية الأمريكية في سياتل إذ أعتبر هذا الجدل على نحو مؤكد بأنه جهد علمي للتوصل الى نتائج مرضية.. لنتذكر قبل المضي في هذا السياق أن العلماء قد وحدوا في منتصف القرن العشرين المنصرم مفهوم الحقل أو المجال concept de champ بعد اكتشافنا للعالم الميكروسكوبي الذي قدم لنا الميكانيك الكمومي أو الكوانتي. وكانت النتيجة هي نظرية الحقول الكمومية أو الكوانتية théorie quantique des champs وغدت هذه النظرية، مع النسبية الآينشتينية، بمثابة الإطار الرياضياتي الذي يحتوي ويضم كافة النظريات الفيزيائية الحديثة التي تشتغل على المادة وقوى الطبيعة وقوانينها الجوهرية وبفضل ذلك نجح الفيزيائيون في إثبات أنه هناك، ليس فقط المجال أو الحقل الكهربائي والمجال أو الحقل المغناطيسي فحسب، بل توجد حقول أو مجالات كثيرة تحمل أسماء مختلفة مثل حقل أو مجال القوة النووية الضعيفة وحقل أو مجال القوة النووية الشديدة أو القوية، وحقل أو مجال الالكترونات وحقل أو مجال الكواركات وحقل أو مجال النيوترينوات الخ..ولكن مايزال مفهوم المجال أو الحقل التضخمي champ d’inflaton افتراضي محتمل الوجود في أسس الكوسمولوجيا التضخمية.
المجالات أو الحقول الكمومية أو الكوانتية والتضخم:
من المعروف لدى العلماء أن المجالات أو الحقول تحمل وتنقل الطاقة إذ أن المجالات أو الحقول تحقق أشياءً تحتاج إلى الطاقة مثل نقل الأجسام. ومن الناحية النظرية، توضح لنا معادلات النظرية الكمومية أو الكوانتية للحقول أو المجالات كيف يمكننا أن نحسب كمية الطاقة المطلوبة أو المرتبطة بمجال أو حقل انطلاقا من القيمة الرقمية لهذا الأخير في نقطة من الفضاء المعني. وكلما كانت تلك القيمة كبيرة كلما كانت طاقة الحقل أو المجال مرتفعة. وإن قيمة مجال أو حقل ما تتغير وتتنوع من مكان لآخر، ولكن إذا كانت ثابتة، أي نفس القيمة الرقمية مهما كان المكان أو النقطة المعنية في الفضاء عند ذلك سيسبح الفضاء في نفس الطاقة في كل مكان، ومن هنا جاءت فكرة العالم آلان غوث العبقرية الذي تخيل المجال أو الحقل الموحد المتجانس والمتسق وافترض إنه يملأ الفضاء، ليس فقط بطاقة موحدة ومجانسة فحسب، بل وبضغط سلبي pression négative موحد ومتجانس، أي متشابه وبنفس القيمة في كل مكان وفي كل نقطة من الفضاء. وبفضل هذه الفكرة تم اكتشاف ميكانيك فيزيائي يولد جاذبية أو ثقالة سلبية gravitation négative.
&ففي حال وجود مثل هذا المجال أو الحقل الافتراضي champ d’inflation، فإنه سيمتلك قيمة موحدة في كافة المناطق الكونية في جميع أنحاء الفضاء الكوني، وبما أننا نعرف أن مثل هذا الحقل يمتلك ليس فقط طاقة إيجابية ثابتة فحسب، بل وكذلك ضغطاً سلبياً، وبما أننا نعرف أيضاً أن الضغط السلبي يولد جاذبية أو ثقالة طاردة أو نابذة gravitation répulsive هي التي تساهم في تسريع التوسع أو التمدد للفضاء. أقحم آلان غوث في معادلات آينشتين النسبية قيم رقمية للطاقة ولضغط التضخم pression de l’inflation متساوقة مع الظروف القصوى للحظات الأولى للكون المرئي، كما قادت الحسابات التي أجراها إلى جاذبية أو ثقالة طاردة أو نابذة هائلة. وبكثافة تفوق بكثير قيمة القوة الطاردة أو النابذة التي تخيلها آينشتين قبل سنوات عندما استهان بعامل الثابت الكوني وكان التوسع الكوني الناجم عن حسابات آلان غوث مثير للدهشة. ولقد اكتشف غوث أيضاً المنطق الذي يشرح ويوضح أن المجال أو الحقل المتجانس والموحد يمتلك ضغطاً نسبياً يمكن أن يطبق على الثابت الكوني. فالثابت الكوني ليس سوى رقم محدد وثابت، وهو نفسه الذي يولد نفس الجاذبية أو الثقالة الطاردة أو النابذة اليوم مثلما كان حاله قبل مليارات السنين. في حين أن قيمة المجال أو الحقل يمكن أن تتطور وتتغير مع مرور الزمن.