إن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة بتنفيذ مشاريع من شأنها تشغيل 10% من الشعب المصري لهو خير تجسيد لمعنى التضامن العربي وتجاوزه للشعارات إلى حيز التنفيذ، وفي الواقع أن الإمارات لها دور ريادي في دعم الدول العربية اقتصاديا، ولكنها هذه المرة أشرفت بنفسها على المشاريع التنموية ولم ترسل المساعدات العينية والنقدية دون المشاركة، وهذا ما تحتاجه الدول العربية التي تعاني من الفقر. كما أن دولة الإمارات لها تجربة غنية في المشاريع التنموية وقد بذلت جهدا هائلا لتنويع مصادر دخلها القومي وقامت بإنشاء قطاع صناعي وزراعي يعتبر من أكثر القطاعات تقدما في العالم العربي.&

لا أحد ينكر أن الأحداث المأساوية التي تمر بها المنطقة كان لها التأثير الأقوى للعمل في هذا الاتجاه، ورب ضارة نافعة، ولكن هذا درس لجميع الدول العربية، حتى تلك التي تغني خارج السرب، أنها إذا بقيت تتصرف منفردة، بصرف النظر عن المصلحة القومية، فإنها ستدفع أضعاف أضعاف ما تكتنزه الآن، لقوى خارجية كجزية أو خراج، تماما كما كان النعمان بن المنذر يحمل خراج دولة المناذرة بنفسه ليسلمها لكسرى الفرس الذي قتله فيما بعد، ولكن دولة الإمارات، تلك العريقة بمواقفها العروبية، تأبى أن يكون قرارها مرهونا لأحد، فاختارت التضامن مع الإخوة العرب، ليتطور التضامن فيما بعد إلى تضامن وتكامل في جميع المجالات.&

لا أحد ينكر أن مصر هي قلب الوطن العربي، ومنها خرج التنويريون والمفكرون والعلماء، وهي التي تنبهت لما سيحدث للدول العربية قبل غيرها من الدول، وقامت باستئصال كعب أخيل الإسلامي، الذي كلما أراد الغرب هدم بلاد العرب على رؤوسهم، لجأوا إلى الإسلاميين وأمدوهم بالمال والسلاح ليدمروا بلدانهم ويقتلوا اخوانهم باسم الإسلام. وعليه، فإن لمصر حقا على الجميع بالدعم والنصرة ومساعدتها على القيام بدورها المعهود من الذود عن حياض العرب.&

وأخيرا، فإن ما قامت به دولة الإمارات يجب أن يكون مثالا يحتذى به، ولا بأس من تقاسم الطعام بين الإخوان لأنهم في النهاية يفتدون بعضهم بالغالي والنفيس، والجميع يذكرون مقولة الشيخ زايد رحمه الله "النفط ليس أغلى من الدم العربي". إن هذا الموقف من جانب الإمارات يبعث روح العروبة والحماس لدى العرب ويجعلهم يشعرون أنه لا يزال هناك بصيص من أمل.&

&