&نقلت وكالات الأنباء المحلیه ان تیار ٌصلاح الوطني الذي يترأسه وزير الخارجية ابراهيم الجعفري دعا رئيس الوزراء السيد حيدر العبادي الى عقد مؤتمر سياسي بمشاركة جميع القوى السياسية وقد جاء اقتراح طريف في البيان وهو:(ان يطلب من كل كيان سياسي ثلاثة متخصصين يمثلونه في كل محور، شرط ان يكون من حملة شهادة الدكتوراه وبالاختصاص الدقيق ومن التكنوقراط، وتفتح ورش متزامنة لمدة شهر لكل محور، وبحضور الاساتذة والتكنوقراط المتخصصين واللجان البرلمانية ذات العلاقة ومشاركة ممثلين عن الدوائر القانونية والوزارات المعنية... انتهى).
وهنا يفترض – من منطلق ديمقراطي- ان نناقش رئيس التيار ابراهيم الجعفري ولكن ببساطة ووضوح لا بذلك التنظير الفلسفي المعمق والذي هو مغرم به كثيراً... لأننا في العراق وفي خضم هذا الظلام الحالك لسنا بحاجة لتنظيرات السيد الجعفري وغيره والتي لا تنير الدرب أبداً... بل انا شخصياً أرى بأن تنظيرات الرجل هي من باب الترف الفكري الذي لا يحل ولا يربط.
وسيكون من الجميل عندما نحاوره ونناقشه ان يترك لنا مساحة للحديث لا أن ينفرد هو فقط بالحديث ونحن نجلس نستمع الى ان نتعب ونشعر بالملل ومن ثم يأخذنا النعاس.
وهنا أرى بأن مساحة الحديث لي كافية كي أدون بعض الملاحظات البسيطة غير الفلسفية وأضعها أمام أنظار السيد ابراهيم الجعفري:
- ورد في البيان جملة "مؤتمر سياسي متخصص لمناقشة المحاور والقطاعات التي بحاجة الى خطوات اصلاحية كالنفط والطاقة الكهربائية والخدمات والزراعة والتعليم "... لكنه لم يتطرق الى اصلاح المؤسسات الأخرى وعلى رأسها القضائية والأمنية اضافة الى مؤسسته بالذات (وزارة الخارجية) كون ان السفارات العراقية كلها بحاجة الى اعادة نظر في كفاءات السفراء وطواقم العمل من قناصل وملحقين وموظفين اداريين كونها سفارات قائمة على المحاصصة والمحسوبية والمنسوبية والوزير يدرك ذلك تماماً.
- ورد في البيان:( ان المؤتمر يجب ان يعقد بمشاركة جميع القوى السياسية دون استثناء)، وكأن رئيس تيار الاصلاح لا يعلم بان سبب كل هذا البلاء هو هذه الأحزاب السياسية التي تبنت المحاصصة نهجاً لادارة الدولة... ثم لماذا يتم تغييب اصحاب وصناع الرأي ولم يذكرهم البيان؟&
- ان تلقيتُ جواباً على مقالي من قبل رئيس تيار الاصلاح – مع ان ذلك شبه مستحيل - بان البيان يذكر حملة شهادات الدكتوراه وليس اقل؟ فسينتابني احباط شديد وتنتابني نوبة ضحك قد تكون مزعجة أيضاً... فكم من حملة الشهادات الحقيقيين ومن اصحاب الاختصاص اقصتهم الكتل والاحزاب السياسية وهم الآن مشتتون في المهجر؟، وكم هم حملة الشهادات الكبيرة المزورة؟ وكم هم حملة الشهادات التي حصلوا عليها عبر القبول الخاص بتزكيات احزابهم السياسية؟&
- اما الاقتراح الطريف والذي ذكرته في بداية مقالي والذي يحدد من كل كيان سياسي ثلاثة متخصصين يمثلونه في كل محور... لماذا ثلاثة؟ وما هي شروط اختيارهم؟ وهل ستكون ساحتهم بريئة من الفساد؟ ومن يختارهم.
ان الدعوة الى مؤتمر من هذا النوع سيكون دون جدوى وسيكون لمجرد الدعاية الحزبية وتسجيل موقف، وسيخصصون له (بعض ملايين الدولارات)، ولن يكون الا لمجرد الاستهلاك الإعلامي.
لذا أدعو السيد الجعفري للضغط باتجاه الإسراع في عملية الاصلاح لا المطالبة لعقد مؤتمرات مملة بسبب الكلمات الطويلة المنومة والتنظيرات المتخمة بتعابير من قبيل ( عنق الزجاجة وخروج المارد من القمقم والفساد المستند على جذور التلكوء السيسيولوجي والدياليكتية المادية المؤطرة بالجدلية التاريخية ) والتي لا معنى لها على المنصات وراء اللاقطات أمام الكاميرات.
ملاحظة: جهود واجراءات السيد حيدر العبادي رئيس الوزراء لن تحقق شيئاً ولن ينجح الرجل في مساعيه إذ لا يمكن معالجة السرطان بالبراسيتامول.
&
*كاتب وصحفي كردي عراقي
&
التعليقات