ان تختلف معي في الفكر والعقيدة والسياسة، هذا شيء طبيعي جدا، لا يوجد اثنان في الدنيا متشابهان في كل شيء، حتى الاخوة الذين يعيشون في بيت واحد ومن ام واب واحد يختلفون في اشياء ويتفقون في اشياء اخرى، وهذا التنوع الرائع في التكوين لايوجد الا في الانسان، ثمة مشتركات ومصالح كثيرة دينية وانسانية واقتصادية وفكرية وثقافية تربط افراد المجتمع الواحد اوالبلد الواحد او العالم بعضه ببعض، وفق هذه المشتركات او المصالح تقام العلاقات بين الافراد او الدول اوالمجتمعات البشرية، ولايوجد مجتمع تنعدم فيه هذه المشتركات والروابط الانسانية، وربما تضعف وتتدهور في بعض المجتمعات كما في المجتمع العراقي اليوم نتيجة الهيمنة الشيعية على البلاد بالقوة، عندئذ ستنشب الصراعات والتناحرات وتتفاقم الازمات والمشاكل وتسد كل ابواب الحلول بوجه العراقيين وامام هذه الفوضى العارمة سيتعطل كل شيء عن العمل ويرضخ للتسلط وفرض الارادة على المكونين الاساسيين في العراق السنة والكرد، فلا البرلمان استطاع ان يوقف تغول تلك الاحزاب الطائفية ويحد من تسلطها على رقاب العراقيين ولا الدستور امتلك القدرة والقوة القانونية على فرض اهم مواده عليها مثل المادة 140 الخاصة بالاراضي الكردية التي نهبتها الحكومات العراقية المتعاقبة عبر عمليات التبعيث والتعريب والانفال السيئة الصيت، والمادة 119 التي تجيز وتسمح للمكون السني بتشكيل اقليمهم الخاص اسوة بالاقليم الكردي، ولا نفعت التوافقات ولا الاتفاقات والتحالفات والمواثيق الكثيرة التي ابرمتها تلك الاحزاب الطائفية مع الكرد والسنة لقيادة البلاد قيادة جماعية، كل العهود والمواثيق المبرمة فشلت امام اصرار الاحزاب الشيعية على ممارسة "التقية" السياسية مع شركاءها من السنة والكرد الذين دخلوا معها في حوارات لاحصر لها وابرموا اتفاقات ووقعوا على تحالفات وعلاقات استراتيجية كثيرة منذ 2003، ولكنها فشلت وسقطت كلها واحدة تلو الاخرى امام ممارسة عادة"التقية".. وظلت هذه الاحزاب الطائفية تجرجر السنة والكرد الى اجتماعات ومؤتمرات وحوارات لا اول لها ولا آخر وتعقد معهم اتفاقات وتوافقات وتحالفات لاطائل من ورائها حتى انهكتهم وهدت حيلهم وفي النهاية لم يأخذوا منها لاالحق ولا الباطل، كل ما اخذوه منها حزمة من الوعود الفارغة والعهود الباطلة والشعارات "الوطنية" المزيفة التي لاتسمن ولاتغني من جوع، هذا كل ما اخذه السنة والكرد من الاحزاب الشيعية الحاكمة في بغداد.

فهل يقول لي احد ما هي المكتسبات التي حصل عليها اهل السنة من هؤلاء الطائفيين طوال حكمهم الاغبر؟! لاشيء سوى القتل والخطف وفرق الموت! وما الذي استفاد الاكراد منهم؟! لاشيء! سوى البؤس والتعاسة والتجويع! هل اعيدت كركوك والمدن المستقطعة من كردستان وفق المادة 140؟! ام دعموا قوات البيشمركة بالاسلحة والاموال في مواجهتها لتنظيم"داعش" اسوة بقوات"الحشد"الطائفي، ولم يمنعوا عنها راتبها الشهري من ميزانية الدولة ولم يجبروها على اخذ راتبها من الامريكان!، منذ اكثر من عامين والشعب الكردي يعاني من حصار تجويعي ظالم نتيجة مواقفه الرافضة لسياساتهم التوسعية الطائفية، هذه هي السياسة التي رفضناها من"العروبيين"ونرفضها من "الطائفيين" ايضا لا رضوخ ولااستسلام لسياسة الامرالواقع.. نحن لم ولن نعادي الشيعة كفكر ومذهب او ايديولوجية وكنا معهم لسنوات كأخوة وجيران نتزوج منهم ويتزوجون منا ولكن نعادي الشيعة الذين يحاولون ان يفرضوا علينا وصايتهم واجنداتهم (التشيع او تصدير الثورة) بالقوة ويتوسعوا على حسابنا ويجرونا الى صراعات تاريخية سخيفة لاناقة لنا بها ولاجمل.

الخلاف والاختلاف في فرض توجهات المذهب السياسية، لا في المذهب نفسه!

&