بدل أن يكون جوارها حسناً فإن إيران قد دأبت منذ بداية عهد الخميني وإستمراراً مع هذا العهد على محاولات متكررة لإختراق دول هذه المنطقة أمنياً وبكل الوسائل والمعروف أنها قد إرتكبت جريمة بكل معنى الكلمة ضد المملكة العربية السعودية عندما إستهدفت "أرامكو" في الرابع عشر من سبتمبر عام 2019 وهذا بات ثابتاً ومعروفاً ولا يمكن إنكاره وحقيقة أن نظام خامنئي لا يريد إنكاره والمعروف أنه "يتباهى" بإعلانه!!.

كان العرب، عرب الخليج تحديداً، قد تفاءلوا وتوقعوا علاقات "أُخوَّة" وحسن جوار مع إيران في العهد الجديد عهد روح الله الخميني بعدما كان شاه إيران قد تجاوز العلاقات "الأخوية" المفترضة وأحتل الجزر الإماراتية الثلاث :"أبوموسى وطمب الكبرى وطمب الصغرى" وهذا إلى جانب التهديد المستمر العلني والسري لمعظم الدول الخليجية وحقيقة لها كلها.

ولقد كان جواب الخميني عندما فاتحه (أبوعمار) بضرورة إنسحاب إيران من هذه الجزر الإماراتية : "إن هذه الجزر إيرانية وهي ستبقى إيرانية إلى الأبد وإلى يوم القيامة" وهذا هو موقف علي خامنئي تجاه هذه المسألة ومسائل أخرى عالقة بين طهران ودول الجوار العربية القريبة والبعيدة.

والواضح لا بل المؤكد أن محاولات إختراقها الأمني لمعظم دول الخليج العربي، وهذا إن ليس كلها، لم تتوقف على فترة الأربعين عاماً منذ إنتصار "ثورتها" في فبراير عام 1979 فالمعروف أنها قد لجأت سابقاً ولاحقاً إلى توظيف بعض المنظمات والتنظيمات المذهبية والطائفية في هذا المجال وهذا ينطبق على بعض التنظيمات الفلسطينية "الطارئة" ولا ضرورة للمزيد من الإيضاح في هذا المجال وربما أن أهل قطاع غزة يعرفون هذه الأمور معرفة مؤكدة وعن قرب بحكم عوامل كثيرة.

والمعروف أن إيران لم تكتف بإختراقها وبإحتلالها للعديد من الدول العربية وحيث أن أجهزتها الأمنية بات لها تواجد معلن، "وعلى عينك يا تاجر" في العراق وفي سوريا وبالطبع وفي لبنان والجزء الحوثي من اليمن وأنها لم تستهدف :"العدو الصهيوني" ولا في أي يوم من الأيام وأن إستهدافها الذي تجاوز الحدود كلها هو لمن من المفترض أنهم أشقاؤها الذين يجب أن تكون علاقاتها معهم قائمة على حسن الجوار والمصالح المشتركة طالما أن هناك تاريخاً طويلاً بينها وبينهم وطالما أن المفترض أن الطرفين يقفان على أرضية واحدة وأن الإسلام العظيم في هذا المجال يوحد ولا يفرق .