حتى لو أمسك، الذين كانوا مناهضين للرئيس العراقي الراحل صدام حسين "التكريتي" بأستار الكعبة المشرفة، أعزها الله وأدامها، وأقسموا أنّ "أبوعدي" كان على علاقة، أو إرتباط، لا فرق بالمخابرات الأميركية فإنّ غالبية من العرب، ومن بينهم كُثراً من العراقيين لن يصدقونهم، وهؤلاء يقولون أنه لو كان هذا صحيحاً لكان قيل في أيام كان هذا الرجل فيها في ذروة حكمه.. وتألقه السياسي.. وعندما كانت قوافل الحجيج السياسي تتابع على بغداد ولم تتوقف.. ومن الغرب والشرق.. ومن كل ما هبّ ودبّ كما يقال!!.

والمعروف أنّ هناك مثلاً عربياًّ ربما أن أهل المدن التي أنعم الله عليها لا يعرفونه يقول: "إنه عندما تقع الشاة.. أو البقرة.. أو الناقة يكثر "سلاخونها" وهذا هو واقع الحال بالنسبة لبعض من الذين "إستأسدوا" أو إسترجلوا بعدما غابت شمس صدام حسين الذي كانت قوافل حجاج بغداد تسد الطرق إلى بغداد، التي كانت تسمى: "عاصمة الرشيد" وأصبحت تسمى عاصمة "أبى عدي" صدام حسين.. وكان بعض قادة المحاكم التاريخيين "يتهاونون" قليلاً ويصفونها بأنها عاصمة البعث العراقي.. وإذْ أنه قد أصبح هناك "بعثاً" ثانيا في "القطر العربي السوري" .. وبعثاً ثالثاً من مشردين دنيا الله الواسعة.

والغريب أنه لا يزال هناك من يذهبون إلى دمشق العروبة، التي وللأسف أنها باتت تابعة لما يسمى: "الولي الفقيه" في طهران وأنّ القوات الإيرانية قد غدت تسيطر عليها أكثر من أهلها التاريخيين بألف مرة.. ومرة وهذا.. وبالله العظيم أنه وبلا شك في أنه يوجع قلب كل عربيّ حقيقي وأصيل وصادق.. وإذْ أنه ما كان هناك إعتقاد بأنّ مصير "العاصمة الأموية" عاصمة العرب كلهم هو هذا المصير ومع الأخذ بعين الإعتبار أنّ الخليج العربي.. والحمد والشكر لله ولأهله لا يزال عربياًّ ونسأل الله أن يبقى كذلك.

إنّ هذه ليست مجرد "فشّةُ خلق"، كما يقال، فإذ أنّ ذلك الشعار.. أو الغناء أو الحداء الشهير القائل: "بلاد العُربِ أوطاني.. من الشام لبغدان (بغداد).. ومن نجدٍ إلى يمن.. إلى مصرٍ فتطوان" لا يزال يتردد حتى الآن.. وهذا مع أنّ دولة الولي الفقيه الذي يقول حتى كثيرون من الإيرانيين أنه ليس ولياًّ ولا فقيهاً.. ولا هم يحزنون.. وحقيقة أنّ هذا هو شأنهم وليس شأننا نحن الذين ورغم هذا كله لا نزال نتمسك بالعروة الوثقى.

وهكذا فإن من يقول غير هذا إنْ لم يكن غير صادق فإنه لا يريد قول الحقيقة وإنه لا بد وأن يكون من الذين يسبحون مع التيار ويواصلون التلويح بالعلم العربي.. ويتغنون بنشيد: "أمة عربية واحدة.. ذات رسالة خالدة".. صح يا رجال!!.