نوال المتوكل، البطلة الأولمبية المغربية، تُعد رمزًا للإنجاز والتميز في عالم الرياضة، وقد ألهمت العديد من النساء في العالم العربي. حيث فازت بالميدالية الذهبية في سباق 400 متر حواجز في أولمبياد لوس أنجليس عام 1984، لتصبح بذلك أول امرأة عربية وأفريقية تحقق هذا الإنجاز. ولم تقتصر إسهاماتها على المجال الرياضي فحسب، بل تعدته إلى المجالات الإدارية والتنظيمية، حيث شغلت مناصب قيادية مرموقة مثل النائب الأول لرئيس اللجنة الأولمبية. تُعتبر نوال المتوكل مثالًا يحتذى به في الإصرار والتفاني، وقد أثبتت أن المرأة العربية قادرة على تحقيق النجاح والتألق في مختلف الميادين.

وتُظهر مسيرتها كيف يمكن للموهبة والعمل الشاق أن يؤديا إلى تحقيق الأحلام وتغيير الصور النمطية عن المرأة في المجتمعات العربية. وتُعد قصتها مصدر إلهام للعديد من الرياضيات العربيات اللواتي يسعين لترك بصمة في التاريخ الرياضي.

ومنذ أيام، تم انتخاب البطلة الأولمبية نائبة لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية في اجتماع اللجنة بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث تبدأ ولاية نوال المتوكل في 10 من شهر أغسطس (آب) المقبل، بعد اختتام أشغال الدورة الـ142 للجنة الأولمبية.

حققت نوال المتوكل إنجازات بارزة في مجال ألعاب القوى. في عام 1983، فازت بالميدالية الذهبية في سباق 400 متر حواجز في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي أقيمت في الدار البيضاء، المغرب. وفي نفس العام، حصلت على ذهبية 400 متر عدو في دورة الألعاب الأفريقية في القاهرة. استمرارًا لنجاحاتها، في عام 1984، أحرزت نوال المتوكل إنجازًا تاريخيًا بفوزها بالميدالية الذهبية في سباق 400 متر حواجز في الألعاب الأولمبية في لوس أنجليس. وفي عام 1987، عادت لتتوج بالذهبية مرة أخرى في سباق 400 متر حواجز في ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي أقيمت في اللاذقية، سوريا.

إقرأ أيضاً: ريال مدريد أقوى نادي في العالم

بالإضافة إلى إنجازاتها الرياضية، لعبت نوال المتوكل دورًا مهمًا في تطوير الرياضة على المستوى الدولي. فقد أصبحت عضوًا في اللجنة الأولمبية الدولية في عام 1998، وشغلت منصب نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية في عام 2012، كأول امرأة عربية ومسلمة وإفريقية تبلغ هذا المنصب. وقد أسست في عام 2002 المنظمة غير الحكومية "الجمعية المغربية للرياضة والتنمية"، والتي تهدف إلى تعزيز الرياضة كوسيلة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية. كما كانت نوال المتوكل وزيرة للشباب والرياضة في المغرب من 1997 إلى 1998، ومن ثم من 2007 إلى 2009، حيث ساهمت في تعزيز البرامج الرياضية والشبابية في البلاد.

إقرأ أيضاً: قراءة في الدور الأول لبطولة يورو 2024

إنجازاتها الرياضية ومساهماتها في تطوير الرياضة على المستويين الوطني والدولي تجعل من نوال المتوكل شخصية ملهمة وقدوة للأجيال القادمة. وُلدت في 15 نيسان (أبريل) 1962 بالدار البيضاء، وترعرعت في بيئة تشجع النشاط البدني، حيث كان والدها لاعب جودو ووالدتها لاعبة كرة طائرة. بدأت مسيرتها الرياضية في سن مبكرة، وسرعان ما برزت كواحدة من ألمع النجوم في سماء ألعاب القوى. في أولمبياد لوس أنجليس عام 1984، دخلت التاريخ كأول عربية وإفريقية تفوز بميدالية ذهبية أولمبية في سباق 400 متر حواجز، مما أدى إلى تسمية العديد من الفتيات المغربيات باسم نوال تكريمًا لإنجازها.

نوال المتوكل ليست فقط بطلة رياضية، بل هي مثال يحتذى به في الإصرار والتفاني، وقدوة للشباب في المغرب والعالم العربي.