تتصاعد عمليات التطهير العرقي من قبل حكومة التطرف الإسرائيلية، والتي تزداد خطورتها بشكل غير مسبوق، والهادفة بالفعل إلى إجبار السكان على ترك منازلهم وأملاكهم والنزوح عنها تحت تهديد السلاح. وإن عمليات تهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية تتسارع بشكل غير مسبوق، في ظل عدم قدرة المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف عمليات التهجير وحماية حقوق الفلسطينيين.

استمرار عدوان جيش الاحتلال على شعبنا وأرضنا في مختلف محافظات الضفة الغربية، خاصة في محافظة جنين ومخيمها وعدد من البلدات والقرى، ومحافظة طولكرم ومخيمي طولكرم ونور شمس، وطوباس والفارعة وطمون، ونابلس ومخيم بلاطة، وكذلك الخليل ومخيم العروب، وأريحا ومخيم عقبة جبر، وغيرها من البلدات والقرى في الضفة، وقتل وجرح واعتقال المئات من المواطنين، ونسف المنازل، والتدمير الممنهج للبنية التحتية من شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، وإجبار المواطنين على النزوح من منازلهم، وتصاعد إرهاب المستعمرين على القرى والمدن الفلسطينية، بالإضافة إلى استمرار الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك، والممارسات العنصرية، والاستيلاء على الأراضي بغرض إقامة مستعمرات عليها، بهدف إجبار الشعب الفلسطيني على مغادرة أرضه.

إقرأ أيضاً: رفض دولي لتصريحات ترمب بشأن غزة

حقيقة ما يحدث في مخيمات شمال الضفة الغربية يشكل كارثة إنسانية حقيقية، حيث بات الآلاف بلا مأوى بعد أن أجبرهم الاحتلال على ترك منازلهم، وإن الضفة الغربية تشهد أكبر عملية نزوح منذ عام 1967، في محاولة من الاحتلال فرض سياسة التغيير الديموغرافي وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم. وتأتي هذه الانتهاكات في سياق مخطط إسرائيلي يهدف إلى تطهير المناطق الفلسطينية لصالح الاستعمار والاستيطان، ويعرض حياة آلاف الفلسطينيين للخطر.

الاحتلال الإسرائيلي يتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم، وهذه السياسات تأتي ضمن خطة حكومة اليمين لتهويد الضفة الغربية وضمها، إذ بدأت بالمخيمات وبعض البلدات والقرى في المحافظات الشمالية، والاستيلاء على الآلاف من الدونمات في الأغوار، وتسارع وتيرة الهجمات الإرهابية للمستعمرين على السكان الفلسطينيين، وتدمير الممتلكات وإحراقها.

لا يمكن للقوة العسكرية أن تهزم حضارة القوة، وإن الشعب الفلسطيني سيحطم أوهام اليمين الإسرائيلي المتطرف بتهجيره من أرض وطنه عبر صموده على أرضه وتمسكه بثوابته الوطنية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا. ولا بد من استمرار الجهود العربية والدولية من أجل تطبيق التهدئة في الضفة وتثبيت وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وأهمية تولي دولة فلسطين مسؤولياتها في القطاع باعتباره جزءاً لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية، وضمان الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع.

إقرأ أيضاً: توسيع الحرب في الضفة ومخطط التهجير

حان الوقت لدعم حقوق الشعب الفلسطيني ورفض دعوات التهجير، وضرورة تجسيد قيام الدولة الفلسطينية واستمرار دعم المواقف العربية والدولية الثابتة ضد التهجير والضم، والتمسك بتجسيد الدولة الفلسطينية كمتطلب أساسي لتحقيق السلام في المنطقة وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وأهمية تطبيق قرارات قمة القاهرة الطارئة والتصدي لخطورة دعوات التهجير على مستقبل الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، واعتماد خطة إعمار قطاع غزة بوجود أهله، والتأكيد على رؤية السلام العربية المستندة إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

لا يمكن لحرب الإبادة أن تنجح في اقتلاع شعب فلسطين من أرضه، وإن القضية الفلسطينية اليوم بحاجة إلى التوحد والاصطفاف خلف منظمة التحرير الفلسطينية للدفاع عن الحقوق الفلسطينية ودعم الصمود الفلسطيني أمام التطرف الإسرائيلي الساعي لتقويض النضال الفلسطيني لتجسيد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية.