كالمعتاد، ما يقدّمه الإعلام العربي مع كل عام على مائدة رمضان يصيب بالتخمة، أو ذاك الطبق على الطاولة، فالمسلسلات ليس لها قبول مع زحام الأطباق التي يضعها المنتجون لرفع سعرها ليصبح باهظاً... سعره باهظ! ليس ذا نكهة ولا طابع مع رمضان، اعتاد الفنانون على النقاد بعد الإفطار، هكذا عودوهم بعد كل وليمة إفطار.
النقاد أين هم؟ وأين نجدهم يا ترى في زمن الإعلام الجديد؟ في السابق، كان النقد محدوداً ومتقصراً على الصحف والجرائد اليومية. النقاد في السابق هم كُتَّاب الصحافة ذوو الأقلام التي تعرف المجاملة أحياناً، أما الآن فالمشاهدون هم النقاد الانتقائيون، يدونون ملاحظاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتصل إلى الفنانين بسرعة البرق، فانتهى دور المجاملات والتطبيل الذي كان يقوم به الكاتب الصحفي لزميله الفنان القدير!
الفن رسالة وليس رواية، وتحريف هذه الرسالة من الماضي لترسيخها في ذهن هذا الجيل بأنَّ "كان يا ما كان" ماضينا الجميل كان... وأيضاً تحريف الرواية إلى ذاك الحي الفلاني غير المقبول يثير اشمئزازاً، وتركيز المخرج على مشهد وقصة واحدة دارت على جميع نون النسوة (التعميم جهلاً أحياناً)، التنوع في تقديم المنتج يعكس التحديات التي كانت في الماضي وكيف نجح أجدادنا في صنع حاضرنا اليوم. ليست العاطفة وقصص الغرام هي هاجس ذاك الحي الفلاني، ولكن كانت كل الحكاية تطرفاً وحباً!
إقرأ أيضاً: الملك سلمان ومحمد بن سلمان نصيرا المرأة السعودية
ينبغي أن نهمس في حبر كُتَّاب التمثيليات والأفلام بأنَّ إعلامنا هو القوة الناعمة التي ينبغي أن تحمل في طياتها رسالة سلام، وبأن ماضينا الجميل كان جميلاً حقاً، مليئاً بالصراعات من أجل نجاح التاجر ونهضة بلادنا حتى وصلت دولتنا السعودية لهذا اليوم، أقوى دولة ليست خليجياً ولا عربياً فحسب، بل أقوى... بل تنافس العالم.
وهذا لا يقلل من نجاح الفن السعودي اليوم، ولا نستهين بقدرات أحد، فقد وُلِدت مواهب جديدة ناجحة نافست شاشات عربية، ونحن فخورون بهذا التسلسل الدائم من الإنتاج ومن فنانين بارزين شكلوا حزمة فنية سعودية جديدة لننافس بها هذا العالم الفني.
يسرف المنتج في ضخ كل ما في جعبته على مشروعه في كل عام، سواء كان برنامجاً تمثيلياً أو غيره، وضعف المخرجات قد ينجح وقد يفشل، وكل ذلك قائم على ذاك المشاهد الذي يعبر بانتقاد أو إعجاب.
إقرأ أيضاً: عفواً أيتها السيدة!
رمضان موسم للتسابق على الجوائز في المهرجانات العالمية، لذا نريد هذه المرة أن تكون الجائزة من نصيب فنان أو فنانة سعودية. لا نريد بعد أن زاحمنا ووصلنا من دون غاية، نريد إعلامنا أن يكون رقم واحد ولديه غاية بعد أن وصل وأصبحت الشاشة السعودية هي شاشة العالم العربي والإسلامي.
التعليقات