قبل عام بالضبط، نشرت quot;ايلافquot; تحقيقاً بعنوان quot;هل يستطيع اللاعبون المثليّون جنسيا الكشف عن نفسهم؟quot; وهو ما اثار ردود فعل متباينة، في حين يقول العديد من المراقبين والمهتمين بكل أنواع الرياضات إنه حان الوقت الآن لمعالجة حالات المثلية الجنسية في الملاعب وفي غرف تغيير الملابس.

____________________________________________________________________________

كشف ستيف ديفيز، عضو منتخب انكلترا الذي فاز مؤخراً على استراليا في المباريات الدورية التي تقام بين البلدين في الكريكيت، علناً على أنه مثليّ وعبر عن اعتزازه بأنه أول لاعب كريكيت محترف ومن الدرجات العليا في البلاد يعلن عن ذلك.

وفي حديث خصّ به صحيفة quot;ذي صنquot; الاثنين، كشف ستيف أنه مرتاح مع نفسه ويشعر بالسعادة لأنه يستطيع أن يتحدث عن حياته في الأماكن العامة، وما يهمه الآن هو مساعدة الرياضيين الذين لا يستطيعون الإعلان عن شذوذهم للتعامل مع حياتهم الجنسية.

وكانت لحظة اختيار ستيف (24 عاماً) لتشكيلة انكلترا في أيلول الماضي مدعاة للفخر في حياته المهنية، إلا أن الأخبار كانت مشوبة مع الذعر، خصوصاً أنه بقي ما يقرب من أربعة أشهر في استراليا بعيداً عن قلة من الناس الذين يعرفون سره.

ولكن قبل أسبوع من جولة فصل الشتاء المنتصرة التي بدأت في تشرين الثاني الماضي، أعلن ستيف عن سره لكابتن انكلترا أندرو شتراوس وبقية أعضاء الفريق.

يذكر أن مسحاً أجراه مكتب الإحصاءات الوطني البريطاني في العام الماضي أظهر أن واحدا في المئة من البريطانيين وصفوا أنفسهم بأنهم مثليّو الجنس و0.5 في المئة قالوا إنهم ثنائي الجنس. وإذا كانت هذه الأرقام دقيقة فإنه من المتوقع أن يكون نحو 7 من لاعبي كرة القدم البالغ عددهم 700 في الدوري الممتاز الانكليزي مثليي الجنس بالإضافة إلى 3 أو 4 من المخنثين.

إلا أن ستيف يعتبر مجرد الرياضي الثالث الذي يعلن عن ميوله الجنسية المثلية بعدما كشف نجم الرغبي البريطاني غاريث توماس على أنه مثليّ الجنس في كانون الأول 2009، في حين لا يزال يعتبر جستن فاشينيو، أول لاعب بريطاني أسود يتم شراؤه بمليون جنيه استرليني ndash; الذي انتحر في 1998 ndash; لاعب كرة القدم الوحيد الذي كشف عن ميوله المثلية الجنسية.

وعندما سُئل ستيف هل أنه ارسل رسالة ايجابية إلى اللاعبين الرائدين في كرة القدم، أجاب: quot;نعم، بكل تأكيد وفي رياضات أخرى أيضاًquot;.

وادعى أن قصة توماس ساعدته كثيراً quot;لأنه كان شجاعاً بما يكفي ليعلن عن ميولهquot;.

ومن الطبيعي أن ستيف كان quot;يعلم دائماًquot; بميوله الجنسية، إلا أنه كافح طويلاً لإبقائه سراً لأكثر وقت ممكن، خصوصاً عندما أصبح رياضياً محترفاً، حيث إن أيام دراسته كانت تتمحور حول الرياضة وليست حياته الجنسية أبداً.

ورغم أنه أعلن عن شعوره إلى أصدقائه المقربين وعائلته عندما بلغ الـ19 عاماً، إلا أنه قرر السكوت عن حياته الجنسية عند التعامل مع زملائه في ناديه وعلى المستوى الوطني، حتى حان الوقت قبيل انطلاق البطولة بين انكلترا واستراليا عندما أخبر مدربه اندي فلاور بذلك، الذي أيّده، وكابتن الفريق شتراوس، مئة بالمئة لخروجه عن سكوته، خصوصاً عندما شعر أنه لا يستطيع الاستمتاع بالجولة الرياضية، التي تستغرق عادة ثلاثة أشهر ونصف شهر، بسبب السرية.

و رغم أن ستيف، الذي نشأ في مدينة كيدمينستر، التي تبعد حوالى 17 ميلاً جنوب غربي بيرمنغهام، لم تكن له صديقة، إلا أنه لم تكن لديه الفرصة لاكتشاف حياته الجنسية لأنه كان يعيش في بلدة هادئة ولم يذهب قط إلى أي من أندية مثليي الجنس، وأنه كان راضياً بحياته لحين إعلان توماس عن شذوذه الجنسي وعدم الحديث في وسائل الإعلام عن ذلك بصورة سلبية، ما دفعت ستيف إلى البوح بسره علناً، الذي يأمل الآن أن يدعمه أنصار الكريكيت في البلاد.

وتلقى ستيف دعماً من والديه وأصدقائه المقربين، ولكنه يدرك جيداً أنه لا يمكن لأي شخص أن يعتمد على دعم الأسرة والأصدقاء فقط عندما يتعلق الأمر بحياته الجنسية، لذا ينصح الشباب الذين يشعرون بالقلق والذين لا يستطيعون التحدث إلى أسرهم وأصدقائهم بالاتصال بالمؤسسات الخاصة بالمساعدة.

يذكر أن ستيف تبرع بأجر مقابلته مع الصحيفة الصفراء إلى مؤسسة quot;خط الأطفالquot; التي تقدم المشورة والمساعدة لمثل هذه الأمور في انكلترا.

ويختتم ستيف حديثه أنه يعتقد أنه يتلقى الاحترام بإنصاف في عالم الكريكيت، وأنه لم يتغير وسيبقى لاعباً في الرياضة التي أحبها.

وأضاف: quot;في نهاية مسيرتي المهنية أريد أن يتذكرني الناس على انني لاعب كريكيت مميز، وليس فقط اعتباري لاعب كريكيتمثليّ الجنسquot;.