علمت quot;إيلافquot; من مصادر في الاتحاد السعودي لكرة القدم أن شخصيات مهمة أجرت اتصالات بين مسؤولي الهلال والنصر لوقف تصعيد قضية الروماني ميريل رادوي لاعب الهلال وحسين عبدالغني قائد النصر إلى القضاء الشرعي في المملكة، إضافة إلى وقف التصعيد الإعلامي، وترك الأمور في يد اللجان المختصة فيالاتحاد السعودي لكرة القدم لتطبق لوائحها ضد من يثبت خطأه.


الرياض: أكدت مصادر مطلعة تحدثت لإيلاف أن الاتصالات الحثيثة التي تقوم بها شخصيات مهمة للتوسط ين ناديي الهلال والنصر في طريقها إلى أن تحقق غايتها في قطع الطريق على نقلها من محيطها الرياضي إلى القضاء الشرعي، سواء في قضية الروماني ميريل رادوي وحسين عبدالغني أو في قضية خالد عزيز وحسين عبدالغني من جهة أخرى.

تتضمن هذه الاتصالات وعوداً بأن يتولى الاتحاد السعودي التحقيق مع اللاعبين جميعاً، وإقناعهم بالاكتفاء بلوائح اللجان المختصة من دون أن تأخذ القضايا طريقاً آخر قد يضرّ بسمعة الرياضة في المملكة فيما لو تعرّض اللاعب الروماني رادوي إلى حكم شرعي جراء حديثه المثير ضد عبدالغني، أو فيما لو حدث الشيء عينه لحسين عبدالغني إثر قذفه والدة خالد عزيز بحسب ما زعمه الأخير، حيث إن القضاء الشرعي في السعودية يعاقب بالجلد كحد للقذف.

وكانت مباراة الهلال والنصر الأخيرة في نصف نهائي كأس ولي العهد السعودي التي كسبها الأول بهدفين دون مقابل، شهدت بعد نهايتها أحداثاً مثيرة، إذ تحدث لاعب الهلال ميريل رادوي عبر قناتين مختلفين ضد قائد فريق النصر قائلاً quot; كل مرة نلعب مع النصر هذا الرجل الظهير الأيسر - لا أعلم - هو يفعلها في كل مرة يمسكني من الممكن انه لا يحب يحب النساء ويحب الرجال - لا أعلم - quot; وهو الأمر الذي فهم على أنه يقصد الشذوذ، ما دعا عبدالغني إلى أن يعلن أنه في صدد رفع دعوى قضائية.

في الإطار نفسه، قال لاعب وسط الهلال خالد عزيز إن عبدالغني شتم والدته، وأكد أنه أيضاً سيرفع قضية على الأخير في القضاء الشرعي.

ورفعت إدارة النصر شكوى رسمية إلى الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب بما أسمته التصريحات الخارجة عن الروح الرياضية التي تحدث بها اللاعب الروماني رادوي للقنوات الفضائية عن الكابتن حسين عبدالغني، والتي لا يمكن السكوت عليها كما تضمت الشكوى - حسب قولها - ما بدر أيضًا من حركة لا أخلاقيةمن اللاعب السويدي ولهامسون تجاه الكابتن أحمد عباس بعد نهاية المباراة، وأرفقت إدارة النادي مع الشكوى تسجيلاً كاملاً يوضح ذلك.

ولأخذ الجانب القانوني في مثل هذه الحوادث وعلاقتها بالقضاء الشرعي رغم إقامتها في نطاق الرئاسة العامة لرعاية الشباب لأنها حدثت بعد نهاية المباراة، أوضح لـ quot;إيلافquot; المحامي القانوني والخبير في القضايا الرياضية المحاميخالد ابوراشدquot;أن الشكوى المقدمة من اللاعب حسين عبدالغني بحق لاعب الهلال الروماني ميريل رادوي بتهمة القذف والتشهير، والشكوى نفسهاالمقدمة من لاعب الهلال خالد عزيز اتجاه لاعب النصر حسين عبدالغني، والتي تحمل الصفات المنطبقة عينها في القضية الأولى.

فإن القضيتين تتطلبان البينة على من ادعى وتقديمه كل الأدلة والاثباتات التي تدل على القذف، من شهود لا يقل عددهم عن اثنين، ويتم استدعاؤهم في التحقيق بالحادثة، والأخذ بشهادتهم أمام المحكمة القضائية بعد أداء الحلف بالله، وفي حال ثبوت حالة القذف فإنه يتم الحكم تعزيرًا ضد المدعى علية حسب ما تنص علية الشريعة الإسلامية بالجلد 80 جلدةquot;.

وحول الوقت الذي تحتاجه مثل هذه القضايا، أشار ابوراشد إلى quot;أن هذه القضايا تأخذ الكثير من الوقت، والذي يصل إلى شهور عدةلما تحتاجه مثل هذه القضايامن تحقيق وعقد الجلسات القضائية وتقديم الأوراق وأخذ أقوال الشهود ومن ثم عقد اجتماع نهائي للقضية والذي يتم البت فيه بالحكم النهائيquot;.

وكشف المحامي خالد ابوراشد أن ما حدث بعد نهاية المباراة هو أمر يجب أن نفرق بينه وبين ما يندرج تحت سلطة الرئاسة العامة لرعاية الشباب. فالرئاسة من حقها أن تعاقب اللاعبين وفق لوائحها ولوائح العقوبات في الاتحاد السعودي، إلا أن ما حدث من قذف يتهم به الطرفان هو أمر شرعي، لا دخل للوائح بالرئاسة العامة لرعاية الشباب أي علاقة، ويجب أن نفرق بين الحق العام والحق الخاص، وان نكشف العقوبة الرياضية والعقوبة الشرعية، ولعلي استشهد بالحادثة التي حدثت منذ سنوات بين لاعب الاتحاد مرزوق العتيبي واللاعب حسين عبدالغني - ابان تمثيله فريق الأهلي سابقا- هي حالة تكشف أن مثل الحوادث لا تندرج تحت مظلة الاتحاد السعودي، وإنما تخضع لسلطة القضاء السعوديquot;.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الحادثة هي حادثة مشابهة لما حدث منتصف في موسم 2009 عندما صرح لاعب الهلال أحمد الفريدي عبر إحدى القنوات أن لاعب النصر حسين عبدالغني قام بقذف والدته، وانه في صدد رفع قضية ضده لدى المحاكم الشرعية، إلا انه تم عقد اجتماع في مقر الاتحاد السعودي لكرة القدم،جرى فيه نقاش القضية وما بدر من اللاعبين من تصريحات إعلامية بعد مباراة الهلال والنصر.

حيث سعت اللجنة إلى مصالحة اللاعبين ودياً، إلا أنها أوقعت عليهما غرامة بلغت 10.000 ريال نظير التصريحات الإعلامية التي بدرت منهما، وحسب ما تنص عليه لائحة العقوبات من لجنة الانضباط،وذلك بعدما تم الاستماع إلى إفادة كل لاعب على حدة للوقوف على ادعاءات كل طرف ضد الآخر.