يستضيف النادي الأفريقي التونسي السبت 20 مارس/آذار الجاري في العاصمة تونس فريق الزمالك المصري في إطار مباريات ذهاب الدور الثاني من دوري أبطال أفريقيا. وستكون المباراة تحت عنوان سوبر الثوار بين فريق الشعب في تونس وأحد قلاع الكرة في مصر.


المباراة تعتبر نهائيًا قبل الأوان بالنظر إلى السمعة الطيبة التي يحظى بها الفريقان، وهي تكتسي هذه المرةطابعًا فريدًا بما أنها تأتي مباشرةبعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها كل من تونس ومصر إبان الثورة الشعبية في كلا البلدين، التي أطاحت بحكم بن علي ومبارك، والتي ساهمت بشكل كبير غيّر في تلاحم الشعبين التونسي والمصري، وهو ما لمسناه خاصة في الشعارات التي رددها الثوار المصريون في ميدان التحرير، والتي انطلقت شراراتها من قلب العاصمة التونسية.

كما إن تلاطف مشاعر الشعبين على رأس المنطقة الحدودية في رأس الجدير المنطقة الحدودية بين تونس وليبيا جعلت الأشقاء التونسيين والمصريين يدًا واحدة وأمّة واحدة، وهو ما نتمنى أن نشاهده في مباراة القمة بين عملاقين من عمالقة الكرة في القارة السمراء.

quot;إيلافquot; التقت مدرب الفريق قيس اليعقوبي، الذي أكد أن المباراة، رغم حساسيتها وأهمية الرهان فيها، تبقى مباراة أشقاء، ستكون فيها الجماهير التونسية والمصرية على موعد جديد، بعدما كانا كذلك خلال الثورة. مضيفًا أن فريق باب الشعب، كما يحلو لعشاقه في تونس أن يسميه،سيسعى إلى تحقيق الفوز والعبور إلى الدور المقبل، لكن الأهم من النتيجة ومن حصد بطاقة العبور هو تمتين العلاقة بين جماهير الكرة في البلدين، مشددًا على أن النتيجة تبقى ثانوية، والفائز بين المواجهتين سيمثل ثورة الأبطال في دوري الأبطال هذا الموسم.

من ناحيته يعتقد هشام بوذيب الناطق الرسمي باسم الفريق أن المباراة ستكون فرصة تاريخية للاحتفال بين الشعب التونسي والمصري على أرضية الميدان، مضيفًا انه رغم الحماسة التي تعودنا مشاهدتها في الدربيات العربية خاصة كلما تعلق الأمر بمباريات الأندية التونسية والمصرية فإن أجمل ما في هذه المباراة هو طابعها الثوري الاحتفالي.

فالأشقاء في مصر يستحقون كل المحبة والاحترام، وستكون الفرصة مواتية لاستقبالهم هنا في تونس في ثوب الأبطال بعد التضحيات الكبيرة التي قدموها خلال الثورة التي إنطلقت من تونس واحتضنتها الشقيقة مصر...ويضيف بوذي أن الكرة لم تعد متنفسًا للشعوب لأن هذه الأخيرة أصبحت تتنفس الحرية، وبالتالي فإن المباراة ستبقى رغم أهميتها موعدًا لتصافح شعبين عظيمين بغضّ النظر عن الغالب والمغلوب.

النادي الأفريقي الذي فقد منطقيًا حظوظه في المنافسة على الدوري التونسي يدرك جيدًا أن إنقاذ موسمه مرتبط بتجاوزه للزمالك المصري، إلا أن ذلك لم يمنع عائلة الفريق من التأكيد أن الرهان لن يفسد فرحة البلدين بالانجاز الذي تحقق، ولن يخرج المباراة عن إطارها، لأن الفائز لن يكون سوى ثائر جديد من ثوار الأمّة العربية، وهو ما جاء تقريبًا على لسان مرافق أكابر النادي الإفريقي عبد السلام اليونسي، الذي شدد على ان الكرة العربية سترتدي جلباب الثورة من هنا فصاعدًا، ولن تكون هناك فوارق أو تنافس غير شريف، في إشارة إلى ما حدث ذات يوم بين مصر والجزائر.

في حين قال يوسف المويهبي نجم الأفريقي إن quot;حدة التعصب بين جماهير مصر وتونس، ستغيب في لقاء الأفريقي والزمالك المقبل، ولكن المباراة ستكون في مستوى يليق بسمعة الفريقين...ووصف المويهبي، اللقاء بأنه نهائي مبكر للبطولة، وأن القرعة ظلمت كلا الفريقين، مضيفًا أن الأفريقي والزمالك سيدخلان اللقاء في ظروف متشابهة، فالدوري المصري والتونسي توقفا لفترة طويلة.

وشدد مهاجم الأفريقي على أن حاجة فريقه للفوز بنتيجة المباراة لن تمنع جماهير البلدين من الاحتفال بما حققه الشباب التونسي والمصري على حد سواء.