يتجه نادي بايرن ميونيخ إلى تسجيل واحد من أسوء مواسمه خاصة في حالتضييعه لمركز الوصيف الذي يؤهله مباشرة لخوض غمار دوري أبطال أوروبا دون لعب الدور التمهيدي حيث أضاع لقب الدوري الذي بات قريبا من بروسيا دورتموند و أقصي من نصف نهائي الكأس على يد شالكة و خرج المسابقة الأوربية أمام انتر ميلان الذي حرمه الموسم الماضي من اللقب في النهائي و مما زاد من كآبة محبي البايرن هو أنالنتائج المتواضعة تأتي بعد موسم مميز ظفر خلاله بلقبي الدوري و الكأس و بلغ نهائي المسابقة القارية الأغلى للأندية.

غير أن المتتبعين لا يرون في نتائج العملاق البافاري مفاجأة لهم بقدر ما يعتبرونها تحصيل حاصل لجملة من العوامل ساهمت بشكل أو باخر في التأثير على الفريق.

العامل الأول هوالتأثير السلبي لمونديال جنوب إفريقياعلى انطلاقة البايرن الذي دفع ضريبة تألقمنتخب المانشافت ومنتخبات أخرى إذ ضم في صفوفه أكثر من عشرة عناصر أساسية تلعب لمنتخبي هولندا الذي وصل النهائي و ألمانيا الذيبلغ نصف النهائي على غرار أرين روبن و فان بوميل و فليب لام و توماس مولر وشفانستايغر فضلا عن نجمه الفرنسي فرانك ريبيري و مدافعه الأرجنتيني مارتن ديمكليسحيث عادوا منهكين مرهقين بدنيا و فنياوعندما نعلم أن الدوري الألماني ينطلق مبكرا في بداية شهر أغسطس ندرك استحالة استرجاع هؤلاء للياقتهم قبل مرور عدة جولاتكان خلالها الفريق يهدر النقاط تلو الأخرى بينما كان دورتموند يثري رصيده و يوسع الفارق ففي نهاية الأسبوع السادس كان البايرن يتخلف عن دورتموندبعشر نقاط كاملة.

و مما زاد من تعقيد أزمة المونديال هو إصابة عدد من ركائز الفريق و غيابهم لفترة طويلةعلى رأسهم نجمي الفريق الهولندي روبن و الفرنسي ريبيري و حتى بعد عودتهما لم يعودا بنفس الأداء المعهود عندهما فاضطر المدرب الهولندي لويس أن غال إلى البحث عن بدائلهم على دكة البدلاء فاستعان بالتينتوبوتيموتشيكو برانييك لكنهم لم يقدموا نفس المردود .

العامل الثالث هو امتناع الإدارة و بإيعاز من المدرب عن تدعيم صفوف الفريق سواء في الصيف أو في الشتاء لضخ دماء جديدة كما هو معروف عند جميع الأندية خاصةتلك التي تنافس على أكثر من جبهةبانتداب لاعبين جدد قادرين على تعويض المصابين رغم علمها بجميع المعطيات بل و أكثر من ذلك فرطت في اثنين من ابرز اللاعبين المدافع الأرجنتيني مارتن دمكليس الذي غادر نحو ملقا الاسباني في أغسطس و الهولندي فان بوميلالذي انتقل ميلان الايطالي بسبب خلافهما مع فان غال الذي لم يكترث لذهابهما و أصر على البحث عن قطع غيار في نفس التعداد المنهك .

العامل الآخر الذيساهم في تراجع نتائج الفريق حتى بعد عودة نجومه يتعلق بالأخطاء القاتلةالتي تسبب فيها المدافعون و الحارس اليافع كرافتو التيتسببت في تلقي أهداف ساذجة في مباريات حاسمة كما حدث ضد دورتموند في ميونيخ.

و بات مرمى البافارييتلقى الأهداف بالمثنى والثلاث بشكل عادي وهي أخطاءلا يتحمل مسؤوليتها سوى المدرب الهولندي بإصراره علىرحيل ديمكليس وعدم إشراك البلجيكي فان بويتن واللعب بمدافعين يجيدون الهجوم أكثر من الدفاع و ها هي الإدارة الآن بصدد البحث عن قلب دفاع يعيد التوازن المفقود حيث تتفاوض مع البرازيلي لاعب روما الايطالي خوانومما زاد الطين بلة العقم الهجومي الذي لازم الفريق رغم أن المتتبع لمباريات البايرن يلاحظ بالتأكيد سيطرته على اغلب مجرياتها لكن دون إيصال كرات خطيرة للمهاجمين كلوزة و غوميز و مولر الذين صاموا عن التهديف و افتقدوا لحماس المنتخب في جنوب إفريقيا.

السبب الآخروالذي ألقى بظلاله على النادي يتعلق بإستراتيجية المدرب فان غال و فلسفتهو التي جعلت علاقته بالادارة و باللاعبين تسوء و تنعكس سلبا على أداء الفريقو بدا زملاءروبن ينتظرون قرارا من الإدارة لإقالة الهولندي الذي أصر على الانفراد بالقرارات المصيرية دون استشارة احد فامتنع عنالتعاقد مع لاعبين جدد و أزاح الحارس المخضرم المتألق يورغبوت من التشكيل الأساسي و عوضه بكرافت المهتز في مستواه لقلة خبرته.

كما بدا أيضاً فان غال يهدف إلى إحداث ثورة في النادي لا احد يعرف عواقبها لكنه اتجه به نحو الهاوية تماما كما حدث مع برشلونة عام 2002 و منتخب بلاده عام 2001 .

و يضاف إلى هذه العواملعدم تدخل إدارة البايرن سواء بإقالة فان غال أو بتعديل إستراتيجيته بل أيدته وآمنت بإمكانيةعودة الفريق إلى مستواه و اللحاق بالصدارة التي كانت تبتعد من جولة لأخرىوعمدت إلى تمديد عقده حتى يونيو 2012 في محالة بائسة منها لإضفاء نوع من الاستقرار المعنوي قبل أن تتراجع و تقرر فسخ عقده مع نهاية الموسم الجاري رغم أن المحبين كانوا يتمنون أن يتم ذلك في كانون الأوللإعطاء فرصة لخليفته لتصحيح أوضاع الفريق.