يقوم quot;مجهولونquot; يقولون إنهم يدافعون عن حرية التعبير بتعطيل مواقع الكترونية في تونس بالاونة الأخيرة.


باريس: يقوم رواد الانترنت بدور هام في حركة الاحتجاج الاجتماعي المتنامية في تونس حتى ان العديد من المواقع الرسمية والتابعة للحكومة التونسية تم تعطيلها في الايام الاخيرة باستخدام هجمات الكترونية. وعلى سبيل المثال فقد تعطلت الاربعاء مواقع الوكالة التونسية للانترنت والموقع الرسمي للحكومة التونسية وموقع بنك الزيتونة.

وجاءت هذه الهجمات استجابة لدعوة نشرها quot;مجهولونquot; على شبكة الانترنت يقدمون انفسهم على انهم مجموعة من رواد الانترنت تقول انها تدافع عن حرية التعبير وتاخذ على وسائل الاعلام العالمية عدم تطرقها بشكل كاف للوضع في تونس.

وكانت هذه المجموعة، quot;مجهولونquot;، ظهرت في خضم عملية دعم لموقع ويكيليكس الذي حرم جزئيا من تمويلاته بعد نشره آلاف البرقيات الدبلوماسية السرية للخارجية الاميركية. وقد شهدت تونس اضطرابات اجتماعية واسعة بدأت في 17 كانون الاول/ديسمبر اثر قيام بائع متجول شاب (26 عاما) باضرام النار في جسده احتجاجا على وضعه، ثم امتدت الى العديد من المناطق التونسية الاخرى مخلفة اربعة قتلى والعديد من الجرحى والموقوفين، بحسب مصادر متطابقة.

وتوفي الشاب محمد البوعزيزي وهو من ابناء سيدي بوزيد (وسط غرب تونس) مساء الثلاثاء الماضي متاثرا بالحروق التي نجمت عن اضرامه النار في جسده اثر مصادرة شرطة البلدية بضاعته. واعتبرت حالة الشاب المتوفي مثالا للتململ الاجتماعي لدى الشباب التونسي وخصوصا اصحاب الشهادات الجامعية، الذين اضحى محكوما عليهم بالبطالة او امتهان مهن هامشية.

تقول رسالة لهؤلاء quot;المجهولينquot; على الانترنت quot;على الصحافة الحرة والمنفتحة مسؤولية كشف وتناول ما لا تستطيع الصحافة الخاضعة للرقابة الحديث عنه. لقد طلب منا الشعب التونسي المساعدة واستجبنا باطلاق عملية جديدة، عملية تونسquot;.

واشارت عدة مواقع تونسية غير رسمية الاربعاء الى هذه العملية التي تتمثل في اغراق المواقع المستهدفة. وعلى سبيل المثال قالت جمعية تونس الرقمية quot;تونيزي نيميريكquot; التي تهدف الى دعم مشاريع على الانترنت quot;ان هجمات قراصنة الانترنت تتزايد في بداية 2011 في تونس. وتمت قرصنة خمسة مواقع حكومية تونسية وموقع اعلامي رسمي وموقع بنك اسلامي، من قبل مجموعة لناشطين منظمين الى حد ما كانت هاجمت موقعي باي بال وماستر كاردquot;.

وكان موقعا باي بال وماستر كارد الماليين تعرضا لهجمات قراصنة انترنت ارادوا معاقبتهما على قطع التمويل عن موقع ويكيليكس. اما في داخل تونس فان شبكة الانترنت اصبحت اداة لحركة احتجاج تبدو غير منظمة حتى الان وبدون قيادة.

وقالت التونسية سهير بلحسن رئيسة الفدرالية الدولية لحقوق الانسان quot;لقد استخدم الانترنت من قبل المجتمع المدني كاداة تعبئة. والانترنت وسيلة اتصال تفوق سرعتها سرعة السلطاتquot;، مشيرة الى تشابه مع الوضع في بورما او ايران اثر اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد المثيرة للجدل.

وقال الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في 28 كانون الاول/ديسمبر انه quot;يتفهمquot; الحالة الاجتماعية وراء الاحتجاجات في منطقة سيدي بوزيد، لكنه اضاف انه يدين quot;الابعاد المبالغ فيها التي اتخذتها الاحداث بسبب الاستغلال السياسي لبعض الاطراف الذين لا يريدون الخيرquot; للبلاد خصوصا في الخارج، بدون ان يسميهم.

توقيف مغني راب وناشطي انترنت في تونس

إلى ذلك أوقفت الشرطة التونسية اليوم مغني راب وناشطين مدونين قال اقاربهم انهم يجهلون مكان احتجازهم، وفق ما علم من الاقارب. وتم توقيف حماده بن عمر (22 عاما) المعروف اكثر ب quot;الجنرالquot; في منزل اسرته بصفاقس ثاني اكبر المدن التونسية (جنوب) حيث قدم عناصر شرطة لتوقيفه في الساعة 05:30 بالتوقيت المحلي (04:30 تغ) بحسب ما ذكر شقيقه حمدي.

ونال هذا الشاب الحاصل على الباكالوريا شهرة اثر اغنية راب عنوانها quot;رايس (رئيس) البلاد شعبك ماتquot; بثت عبر الانترنت التي اصبحت مكانا مفضلا للتعبير عن الاحتجاج بالنسبة لالاف الشبان خصوصا على موقعي فايسبوك وتويتر. كما تم توقيف سليم عمامو والعزيز عمامي وهما معارضان ناشطان جدا على الانترنت، الخميس بحسب ما قال الصحافي المعارض سفيان الشورابي لوكالة الأنباء الفرنسية.

وترك سليم الذي القي القبض عليه ظهر اليوم رسالة على تويتر اشار فيها الى انه على وشك ان يتم توقيفه اما العزيز فقد ارسل رسالة قصيرة عبر هاتفه الجوال لخطيبته ابلغها فيها بتوقيفه، بحسب الشورابي.
كما اعلن على الانترنت توقيف مدون رابع معروف بكنيته حمادي كالوتشا، غير انه تعذر التاكد من ذلك مساء الخميس من مصدر آخر.

وقد شهدت تونس اضطرابات اجتماعية واسعة بدأت في 17 كانون الاول/ديسمبر اثر قيام بائع متجول شاب (26 عاما) باضرام النار في جسده احتجاجا على وضعه، ثم امتدت الى العديد من المناطق التونسية الاخرى. وخلفت هذه الاحتجاجات اربعة قتلى (اثنان بالرصاص وحالتا انتحار) والعديد من الجرحى واضرارا مادية كبيرة.