ستوجه السلطات الفيدرالية الأميركية مذكرات استدعاء لشركة غوغل للإشتباه باستغلالها هيمنتها في فضاء الانترنت في ما قد يكون أكبر عملية تحقيق في نشاطها.

شركة غوغل ستخضع للتحقيق على خلفية الإشتباه باستغلال هيمنتها على الإنترنت

ستبدأ السلطات الفيدرالية الاميركية خلال الأيام القليلة المقبلة تحقيقا في النشاط الاعلاني لشركة غوغل للاشتباه باستغلال الشركة هيمنتها في فضاء الانترنت.

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير لها ان المفوضية التجارية الفيدرالية ستوجه في غضون أيام مذكرات استدعاء الى الشركة في ما قد يكون أكبر عملية تحقيق في نشاط محرك البحث العملاق.

واضاف التقرير ان السلطات كانت تفكر في اجراء تحقيق واسع النطاق في نشاط غوغل منذ أشهر. وكانت غوغل واجهت تحقيقات عدة اجرتها اجهزة مكافحة الاحتكار خلال السنوات الماضية وما زالت موضع تحريات مماثلة في اوروبا.

ولكن التحقيقات الاميركية في نشاط غوغل اقتصرت حتى الآن على عمليات الدمج والاستملاك التي كانت غوغل طرفا فيها.

وسيتناول التحقيق هذه المرة نشاط غوغل التجاري في مجال الاعلان الذي يشكل المصدر الرئيسي لايراداتها. وتستأثر غوغل بنحو ثلثي عمليات البحث في الولايات المتحدة وقرابة 90 في المئة منها في بريطانيا ويتهمها منتقدون باستغلال هيمنتها هذه لصالح شبكتها المتسعة من الخدمات الأخرى بطريقة غير عادلة.

وكانت المفوضية الاوروبية فتحت اواخر العام الماضي تحقيقا رسميا في اتهامات بأن غوغل تمارس التمييز ضد الخدمات المنافسة في نتائج بحثها وتمنع بعض المواقع من استخدام اعلانات شركات منافسة.

ونقلت صحيفة الغارديان عن البروفيسور كريستوفر يو من كلية القانون في جامعة بنسلفانيا ان هذه التحقيقات صداع كبير لشركة غوغل حتى إذا كسبت الدعاوى المرفوعة عليها في المحاكم. واشار يو الى ان الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي كثيرا ما يتبادلان المعلومات وان هذه التحقيقات المزدوجة يمكن ان تكون شديدة الفاعلية.

وقال خبراء قانونيون ان التحقيق الجديد قد يكون بحجم التحقيق الواسع في ممارسات مايكروسوفت الاحتكارية الذي بدأ في عام 1991 وانتهى بتسوية بعد عشر سنوات. ولكن الخبراء استبعدوا ادانة غوغل بممارسة الاحتكار كما في حالة مايكروسوفت. وقال البروفيسور يو ان التغييرات التي أُجريت على قوانين مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة جعلت من الأصعب على الحكومة ان تفوز. واضاف ان احتمالات ادانة غوغل اكبر في اوروبا. ولكن التحقيقات سيكون لها أثر بالغ على غوغل في الحالتين.

ودأبت غوغل منذ فترة طويلة على نفي أي سلوك معاد للشركات المنافسة قائلة ان المستخدمين يستطيعون بكل سهولة ان ينقروا على خيارات أخرى متاحة على الشبكة.