هذا ليس خبرا بل رأي لانهاء الأزمة وانقاذ الشعب السوري من نظام الاجرام في دمشق لا بد من تحرك اقليمي لاسقاط النظام. ومن الواضح ان النظام سوف لا يطبق خطة كوفي عنان بل يستغلها لشراء المزيد من الوقت لمزيد من القتل.

تحالف دولي أخلاقي لايقاف المذابح
مع تهاوي مبادرة كوفي عنان لا بد من موقف دولي تتصدره الأردن والسعودية وقطر مع تنسيق تركي لانقاذ الشعب السوري من مجازر عصابة دمشق. كنت قد تناولت في مقال سابق مواقف التخاذل والتواطؤ المصري والعراقي المخزية. واشرت الى دور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية في منح المهلة تلو الأخرى لآلة القتل الجماعي السورية ولتصريحات وزير خارجية مصر الجديد محمد كامل عمرو الرافضة لتسليح الجيش السوري خوفا من ان ذلك يؤدي الى تزايد العنف، أي ان معالي الوزير يريد استمرارآلة القتل من جانب واحد اي الجانب الأقوى.
اذا تم استثناء المتواطئين والصامتين فمن بقي من الدول العربية القادرة على تقديم المساعدة الفعلية للمعارضة والجيش السوري الحر وانقاذ الشعب السوري من مجازر النظام السوري؟

التهديدات السورية للأردن وقطر والسعودية
لا بجرؤ نظام الأمر الواقع في دمشق ان يهدد اسرائيل الا استثنائيا وشفهيا فقط باللجؤ للجملة المستهلكة ( سيأتي الرد المناسب في الوقت المناسب) وتعني بالضبط: اطمئني يا اسرائيل لن يحصل شيئا لأن عصابة دمشق فاشلة وخائفة وعاجزة.
التهديدات السورية لدولة قطر بسبب موقفها الرافض للمجازر وبسبب موقف فضائية الجزيرة التي لعبت ولا تزال تلعب دورا فاعلا في دعم الشعوب العربية ضد الطغاة والدكتاتورية وفضح جرائم النظام السوري و تعرية أكاذيب نظام الممانعة والمقاومة اللفظية وغيرها من شعارات فارغة لاستهلاك البسطاء واليساريين الساذجين.
نظام العصابات في دمشق يشن حملة اعلامية مسعورة ضد قطر والسعودية بسبب مواقفهما الرافضة لسياسة المجازر التي يمارسها الجيش والشبيحة ضد المدنيين السوريين.
أما العلاقة الأردنية السورية يشوبها الشكوك وغياب الثقة فالتآمر السوري ضد الأردن يعود لعقود من الزمان. تهديدات سوريا للأردن لم تتوقف وليست جديدة حيث وجه آصف شوكت نائب رئيس الأركان السوري للشؤون الاستخباراتية تهديدا في اكتوبر تشرين اول 2011 بتوجيه ضربة عسكرية للأردن وفي اواسط شهر مارس آذار الماضي وبحضور الموفد الدولي كوفي عنان هدد بشار الأسد الأردن والسعودية قائلا ان صواريخه اسرع منهما بكثير. التهديدات السورية لا تخيف الأردن ولا تخيف قطر والسعودية وتستطيع هذه الدول الثلاثة أن ترد الصاع بصاعين. فالجيش الأردني جيش مهني محترف ومدرب تدريبا عاليا وليس جيشا طائفيا وليس مجندا اجباريا مثل الجيش السوري الذي يستعرض بطولاته وعنترياته فقط ضد الاطفال والنساء والمتظاهرين. وبعكس سوريا فالأردن بلد متماسك سياسيا واجتماعيا ويتمتع بجبهة داخلية متماسكة خلف قيادة هاشمية حكيمة تحترم المواطن ولا تقتل المتظاهرين.

بينما تمتلك السعودية قوة عسكرية مسلحة بأحدث المعدات العسكرية وسلاح جوي متطور وقادر على توجيه ضربات مدمرة لنظام عصابة دمشق، تمتلك دولة قطر المال وسلاح اعلام الجزيرة الذي هو احيانا أكثر فعالية في اسقاط الانظمة من السلاح العسكري.

حان الوقت لموقف أردني حاسم
يتعين على الأردن الوقوف مع الشعب السوري وضد نظام المجازر ويعلن ذلك رسميا. الاستمرار في الحياد الحذر ليس من مصلحة الأردن ويجب القول ان هناك من يفسر الحذر والحياد كتواطؤ مع نظام مجرم. الصمت والحياد لم يعد خيارا والاستمرار في هذا النهج سيسيء لسمعة الأردن كبلد اخلاقي وانساني.
بينما يسود الموقف الأردني بعض الابهام فان مواقف قطر والسعودية وحتى تركيا واضحة وصريحة وحاسمة تماما. حيث صرح رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني عدة مرات عن تأييده لتسليح المعارضة السورية وارسال قوات تحالف دولي لانقاذ الشعب السوري من المجازر. هذا موقف ايجابي وواضح.
ومن جانبها نددت المملكة العربية السعودية بموقف بعض الدول المتخاذل والمتجاهل لمصالح الشعب السوري محملا اياها المسؤولية الاخلاقية لتعطيل التحرك الدولي بهذا الخصوص. واضيف أن العراق ومصر متواطئة مع نظام المجازر السوري.
وكان وزير خارجية السعودية سعود الفيصل قد اعلن قبل عدة اسابيع أن تزويد المعارضة السورية بالاسلحة تعد quot; فكرة ممتازةquot;، موضحا quot;لأنهم بحاجة إلى توفير الحماية لأنفسهم. وكررت قطر والسعودية موقفهما الحازم في مؤتمر اصدقاء سوريا الذي عقد في اسطنبول قبل اسبوعين.
المواقف القطرية والسعودية واضحة وصريحة لذا يتعين على الأردن التخلي عن سياسة الحذر والحياد وان يعلن موقفا قويا الى جانب الشعب السوري كما فعلت قطر والسعودية.
في هذه المرحلة الهامة يقع على الأردن مسؤولية تاريخية بأن يتبنى موقفا داعما للشعب السوري ضد الدكتاتورية بدون تحفظ وتردد.
غالبية الشعب الأردني يدين نظام دمشق بدون تحفظ والاستثناء هو عدد من اليساريين الاعتذاريين والمبررين لمجازر النظام. هذه فئة قليلة منافقة فقدت مصداقيتها حيث تطالب بالاصلاح والتغيير في الأردن ولكنها تحرّمه على الشعب السوري.

أقل ما يمكن عمله في المرحلة الحالية
أردنيا وأولا طرد الشبيح بهجت سليمان السفير السوري من عمان وسحب السفير الأردني من دمشق.
والخطوة التالية التي تحظى بتأييد سعودي قطري وتركي وهي تسليح الجيش السوري الحر بأسلحة مضادة للدبابات والمروحيات. والخطوة التاليه هي العمل بالتنسيق مع السعودية وقطر وتركيا على ايقاف المجازر من خلال تأسيس مناطق آمنة على الحدود اللبنانية والتركية والأردنية حيث لا يسمح فيها للنظام السوري بالقصف او اطلاق النار. ومن هذه المناطق يتم تأسيس ممرات آمنة لكي تتمكن منظمات الصليب الاحمر والاغاثة الدولية من ايصال المساعدات الغذائية والطبية وانسانية للمنكوبين والمحاصرين.

تسليح الجيش السوري الحر بأسلحة وصواريخ محمولة على الكتف مضادة للدبابات وللمروحيات العسكرية والطائرات. وكذلك معدات لرصد وكشف مواقع القناصين وتحييد قدرتهم على القتل. استعملت هذه التقنيات بفعالية قاتلة في كشف مواقع قناصة الطالبان في افغانستان بدقة حيث كانت تقتنص عددا من جنود الحلفاء يوميا وتقلص هذا الرقم الى واحد او اثنين اسبوعيا.

استخدام قوات خاصة من الأردن والسعودية بمساعدة قطرية وربما فرنسية وبريطانية لتقديم الدعم اللوجستي للجيش السوري الحر لتمكينه من القيام بعمليات نوعية ضد اهداف عسكرية والأهم من ذلك جمع معلومات استخباراتية عن تحركات الجيش النظامي السوري ومخططاته ورصد تحركات الدبابات والاسلحة الثقيلة وتضييق الخناق على القناصة وحصرهم في اماكن لا يستطيعوا الهروب منها.

وبعد احراز تقدم ملحوظ ضد الجيش السوري النظامي بالامكان توسيع المناطق الآمنة وممرات الاغاثة الانسانية.
ومن متابعاتي للأحداث في سوريا والثورات العربية توصلت الى الاستنتاجات التالية:
الأول: امن اسرائيل القومي يتطلب بقاء نظام بشار الأسد في مكانه.
الثاني: ذا وقف الشعب ضد الدكتاتور ووقفت الجزيرة مع ذلك الشعب فسيسقط الدكتاتور عاجلا ام آجلاquot;.
الثالث: ان نظام دمشق لن يتزحزح ولن يسقط الا بتدخل عسكري حاسم. هذا النظام لا يفهم الا لغة صواريخ الكروز ومقاتلات اف-16.


اعلامي عربي - لندن